الصناعات الهندسية في الهند.. نمو مضطرد مع زيادة الاستثمارات وارتفاع معدلات الإنتاج

مسقط- الرؤية

شهد قطاع الهندسة الهندي خلال السنوات القليلة الماضية نموا مضطرداً مدفوعاً بزيادة الاستثمارات في البنية التحتية والإنتاج الصناعي. القطاع الهندسي،كونهمرتبطاً بشكل وثيق مع قطاعات الصناعات التحويلية والبنية التحتية للاقتصاد، فهو قطاع ذو أهمية استراتيجية لاقتصاد الهند. ويرتبط النمو في هذا القطاع بمختلف القطاعات الفرعية مثل البنية التحتية، والطاقة، والصلب، والسيارات، والنفط والغاز، والسلع الاستهلاكية ... الخ.

في سعيها لأن تصبح قوة عالمية عظمى، فقد خطت الهند خطوات هامة نحو تطوير القطاع الهندسي. فقد أنشأت الحكومة الهندية مجلس ترويج الصادرات الهندسية (EEPC) ليكون الهيئة العليا المسؤولة عن الترويج للسلع والمنتجات والخدمات الهندسية من الهند. وتقوم الهند بتصدير معدات النقل، والسلع الرأسمالية، وغيرها من الآلات/ المعدات والمنتجات الهندسية الخفيفة مثل الصب والمطروقات والسحابات إلى مختلف بلدان العالم.وشهدت البلاد جزب العديد من الإستثمارات الأجنبية، وذلك جراء السياسات التنظيمية المواتية في قطاع الصناعات التحويلية. وقد أصبحت الهند عضواً دائما في اتفاقية واشنطن (WA) في 13 يونيو 2014.وبموجبه إنضمت الهند إلى مجموعة حصرية من 17 دولة يشكلون العضوية الدائمة لإتفاقية واشنطن"WA"،وهي اتفاقية دولية في الدراسات الهندسية وتنقل المهندسين. وبفضل الطلب الكبير على السلع الهندسية، فقد سجلت الصادرات الهندية نمواً مضاعفاً بلغ 10.22 في المائة ليصل إلى 26.4 مليار دولار أمريكي في يونيو 2014 من 24.02 مليار دولار أمريكي في نفس الشهر من العام الماضي. ويعزى هذا النمو إلى التوسع الكبير في شحنات الطائرات، وقطع المركبات الفضائية والسيارات. حيث حقق قطاع المعادن والمنتجات المعدنية غبر الحديدية ثاني أفضل أداء.

ومن المتوقع أن تتجاوز الصادرات الهندسية الهندية 70 مليار دولار في السنة المالية 2015 مسجلة نمواً بنسبة 15 في المائة عن السنة المالية السابقة، حيث أصبح عليها طلب في الأسواق العالمية الرئيسية مثل الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة آخذا في الارتفاع. هذا بالإضافة إلى الأسواق التقليدية والأسواق الواعدة في بلدان أوروبا الشرقية والوسطى مثل بولندا.

وتصدر الهند السلع الهندسية في الغالب إلى الولايات المتحدة وأوروبا، وهو ما يمثل أكثر من 60 في المائة من إجمالي الصادرات. في الآونة الأخيرة، زادت الصادرات الهندسية الهندية الى اليابان وكوريا الجنوبية حيث شهدت الشحنات المتوجهة إلى هذين البلدين إرتفاعاً بنسبة 16 و 60 في المائة على التوالي.ويستقطب قطاع الهندسة في الهند اهتماماً واسع النطاق من المستثمرين الأجانب حيث يتمتع بميزة نسبية من حيث تكاليف التصنيع والتكنولوجيا والابتكار. وبلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI) في الصناعات الميكانيكية والهندسية المتنوعة في الهند خلال الفترة من أبريل 2000 إلى يناير 2015 حوالي 3,948.17 مليون دولار أمريكي، حسب البيانات الصادرة عن دائرة السياسة الصناعية والترويج"DIPP".ويعد القطاع الهندسي بمثابة السوق المتنامية. ومن المتوقع أن ترتفع المنصرفات في الخدمات الهندسية إلى 1.1 تريليون دولار أمريلي بحلول عام 2020. ومن المتوقع ان تصل الصادرات الهندسية لمبلغ 120 مليون دولار أمريكي بحلول العام 2015، وذلك من خلال التنمية في القطاعات المرتبطة به مثل السيارات والسلع الصناعية والبنية التحتية، إلى جانب وجود الموارد البشرية التقنية المتطورة. كما خصصت حكومة الهند الأموال لعدة مشاريع البنية التحتية التي من المتوقع لها أن تعطي دفعة قوية للقطاع الهندسي. حيث يمكن للصناعة أن تتطلع إلى أن تستمد العائدات من الخدمات الحديثة والمناطق الجغرافية الجديدة مع البيانات الكبيرة، السحابة الإلكترونية،M2M وشبكة الإنترنت الموسعة التي أصبحت حقيقة واقعة.

تعليق عبر الفيس بوك