الإرادة.. مخرج للأزمة السورية

لم تحقق مباحثات موسكو التي جرت مؤخرًا بين الجانبين السعودي والروسي مؤخرًا جُل المأمول من أجل التوصل إلى حل للأزمة السورية المندلعة منذ خمس سنوات، والتي تخطت البعد المحلي والإقليمي لتصبح منطلقا لإعادة هيكلة النظام الدولي بأجمعه. فقد كان يتوقع كثير من المراقبين أن يضع الحراك الدبلوماسي الروسي الكثيف نهاية لمعاناة الشعب السوري الذي يرزح تحت نير حرب أهلية قضت على الأخضر واليابس وزهقت آلاف الأرواح البريئة.

ويبدو أنه ووفقًا لقاعدة ما لا يدرك كله لايترك جله فقد توافق الجانبان على إنشاء تحالف إقليمي لمحاربة تنظيم "داعش" بوصفه خطرًا بات يهدد الجميع، كما توافق الطرفان مبدئيًا على حل الأزمة السورية استنادًا إلى مقررات "جنيف-1" فضلا عن ضرورة أن يقرر السوريون أنفسهم جميع مسائل التسوية بما في ذلك ملامح المرحلة الانتقالية والإصلاحات السياسية، في مقابل ذلك فقد اختلف الطرفان حول مصير الأسد ففي حين تصر روسيا على بقائه ترى المملكة العربية السعودية أن حل الأزمة رهين برحيل الأسد وغيابه عن الساحة السورية، الأمر الذي جعل المحادثات تخرج دون المأمول منها.

إنّ العنصر الإيجابي في الملف السورى أنّ جميع الأطراف الإقليمية والدولية وصلت لقناعة تامة مفادها عدم جدوى الحلول العسكرية، فلا النظام قادر على اجتثاث المعارضة لاسيما الجماعات المتطرفة، ولا المعارضة بأجنحتها المختلفة قادرة على إسقاط النظام..

ولن تكون المصالحة في سوريا أمرًا مستحيل الحدوث لو توفرت لها إرادة من جميع الفاعلين الدوليين؛ تسعى لتهدئة الأوضاع، وإيقاف شلال الدم، ووضع حد لمأساة الشعب السوري، والمحافظة على وحدة الأراضي السورية بما يضمن لها تفادي خطر التقسيم والصوملة. كما أنّ من شأن المصالحة السورية المساعدة في الوقوف أمام الإرهاب والجماعات المتطرفة ذات التفكير الظلامي التي وجدت لها ملاذًا آمنًا وسط الفوضى والخراب الذي عمّ بلدان الربيع العربي.

تعليق عبر الفيس بوك