مواطنون: شهر رمضان فرصة للإقلاع عن التدخين ونشر المخاطر الصحية للنيكوتين


الزعابي: رمضان فرصة للتخلص من العادات الصحية الخاطئة

الحبسي: أضرار التدخين كفيلة بإقناع المدخن بالإقلاع

التاي: 90% ممن يقررون الإقلاع عن التدخين في رمضان ينجحون

القاسمي: الإسلام يحرم كل ما يضر الجسد والنفس

الوردي: أمراض عضال تنجم عن التدخين.. والوقاية خير من العلاج

تبوك: اضطراب المدخن خلال الصوم دليل على خطورة التدخين



أجْمَع مواطنون على أنَّ شهر رمضان يُمثل فرصة للمدخنين للإقلاع عن التدخين؛ باعتباره عادة سيئة ينبغي التخلي عنها.. مشيرين إلى أنَّ رمضان يُمكن اعتباره برنامجًا صحيًّا متكاملاً للإقلاع عن التدخين بشكل نهائي.. وقالوا إنَّ صعوبة الإقلاع عن التدخين تكمُن في شقين أساسيين؛ هما: العادة وحاجة الجسم لمادة النيكوتين، بعد أن ترسَّبتْ في أعضاء الجسم، وباتت أحد العناصر المطلوبة عضويًّا.. لافتين إلى أنَّ استجابة الجسم للتدخين تختلف من شخص لآخر، وأعراض الإقلاع عن التدخين تختلف كذلك بحسب طبيعة الجسم.

وقال سامي بن حسن بن سالمين الزعابي -معلم أول لغة عربية بمحافظة شمال الباطنة- إنَّ تخلي الإنسان عن بعض السلوكيات من طعام و شراب أمر سهل في رمضان، وما يزيد من سهولة الانقطاع عن ذلك هو أن جميع أفراد المجتمع يشاركون هذا الفرد نفس السلوك، ومن هذه السلوكيات التدخين.


الرُّؤية - مُحمَّد قنات


وأضاف بأنَّ المدخن عليه أن يستعين بشهر رمضان للتخلص من عادة التدخين، بفضل الروحانيات التي يشهدها هذا الشهر، لكنه أشار إلى أنَّ فترة ما بعد الإفطار تحتاج إلى عزيمة قوية للاستمرار في الإقلاع عن التدخين. وتابع بأن حرص المدخن على الاستفادة من الشهر الكريم في الإقلاع سيساعده على تجاوز تحدِّي المواصلة بعد الإفطار وأيضا بعد انتهاء رمضان.

ولفت الزعابي إلى أنَّ رمضان يُعد فرصةً قيمة لاكتساب عادات صحية جيدة، والتخلص من بعض العادات الصحية السيئة مثل التدخين. وعلى كلِّ فرد أن يحاول قدر الإمكان تجنب أجواء التدخين وأن يبتعد عن الأماكن التي اعتاد أن يدخن فيها، وألا يجلس كثيراً مع أشخاص يُدخنون. وتابع بأنه من الأفضل أن يرتب الشخص المقلع عن التدخين العديد من المهام من أجل أن يلهي نفسه عن التفكير في التدخين، ومحاولة شرب الكثير من الماء بعد الإفطار، علاوة على ضرورة ممارسة الرياضة؛ إذ إنَّ النشاط الجسدي يؤدي إلى تحسين المزاج ويلهي عن التفكير في افتقاد السجائر.

وقالت د. نادية التاي استشاري الأمراض النفسية والعصبية بمركز القمة للرعاية النفسية: يعاني بعض المدخنين من "الغضب ونفاد الصبر وعدم التركيز" في رمضان.. ومعظم المدخنين يدخنون فورا بعد سماع الأذان أو بعد دقائق من تناول الطعام والشراب، وإذا كان التدخين إدمانا واستطاع المدخن الصائم الامتناع عنه طوال النهار، فإن ذلك يعني أن الأمل موجود للمدخنين في الامتناع عن التدخين.

وأضافت بأن 90% من الذين يقررون الاقلاع عن التدخين في شهر رمضان ينجحون في ذلك.. وهناك نصائح تساعد على ترك التدخين في شهر رمضان المبارك اولها: المشي بعد الانتهاء من تناول الطعام، وثانيا : البحث عن نشاطات تبعد الذهن عن التدخين، وثالثا: الإفطار بعيدا عن المدخنين حتى لا تراهم وتشم رائحتهم.

وأشارت إلى أنه بعد صيام 30 يوما، تمتنع فيه عن التدخين في نهار رمضان، يجعلك أقرب للابتعاد عن السيجارة المدمرة للصحة. حيث يقول خبراء الطب النفسي إن السيجارة وهي مجرد عادة، لا تعتبر إدمان مثل المخدرات تحتاج إلى فترة من 4: 6 أسابيع على الأقل للتخلص منها من خلال إعادة برمجة الجهاز العصبي والنفسي، على التخلي عنها، وهو ما يعني تغيير السلوك تماما. كما أنَّ الصوم والصلاة وزيادة الروحانيات في شهر رمضان المبارك يجعل من السهل التخلي عن أي شيء يُغضب الله مرضاة للرب، خاصة الصلاة في جماعة وصلاوات التراويح وغيرها من الأعمال الطيبة. كما أن الصوم يطور العلاقات الاجتماعية بين الناس وهو ما يساعد بشكل كبير على التدخين، من خلال التعاطف والدعم النفسي والمعنوي للصائم الذي يحاول الإقلاع عن التدخين.

وينصح الخبراء في كل مرة تحتاج فيها لسيجارة الحصول على رشفة من الماء، مع تغيير المواقع والمهمات المتعلقة بالسجائر من فترة لأخرى، ومحاولة القيام بنشاط رياضي دوري.


آفة مجتمعية

ومن جانبه، قال مُحمَّد بن علي الحبسي: إنَّ التدخين آفة ابتلي بها البعض على الرغم من خطورتها على صحة الإنسان.. مشيرا إلى أنَّ المدخن يجد نفسه في كثير من الأحيان محتاجًا للتدخين بسبب المواد التي تسبِّب الإدمان والتي تحتويها السجائر؛ مما دفع الكثيرين إلى إطلاق حملات توعوية بخطورة التدخين، والسعي لمكافحة هذه الآفة الخطيرة والعادة السيئة.

وأضاف الحبسي بأنَّ شهر رمضان يمكن أن يُعتبر من أحد العوامل والوسائل الأساسية التي قد تساعد المدخن على الإقلاع عن التدخين؛ باعتبار أنَّ رمضان مليء بالروحانيات التي تساعد الإنسان على الإقلاع عن أي عادة سيئة، كما أنَّ فترة النهار -والتي يكون فيها الصائم متوقفا عن التدخين- تمثل حافزا قويًّا يساعد المدخن على الإقلاع.

وزاد بأن لجوء البعض للتخلي عن التدخين في فترة رمضان لا يأتي من فراغ، حيث إنَّ شهر رمضان هو فرصة حقيقية لمن أراد التخلي عن مثل هذه العادات، بفضل جُملة من الأسباب؛ منها فترة الصيام طوال النهار وقدسية هذا الشهر وروحانياته. وتابع بأنَّ الإقلاع عن التدخين مرتبط بنواحٍ نفسية وأخرى عملية. ومع كل ذلك، لابد من وجود النية الصادقة والعزيمة القوية لدى المدخن للإقلاع عن هذه العادة.. مشيرا إلى أنَّ المواد الموجودة في السجائر تدفع المدخن إلى إدمانها، لكن بالعزيمة يستطيع الإقلاع عن التدخين.

وأوْضَح الحبسي أنَّه يجب على المدخن الاقتناع بفكرة الإقلاع عن التدخين؛ وذلك من خلال معرفته بأضراره وما يحتويه من مواد مسببة للأمراض، كما أنَّ تكوين مثل هذه الأفكار تساعد الشخص في الابتعاد عن التدخين، وتعد ضرورة ملحة للحفاظ على صحته. وحول الآثار والسلوكيات الإيجابية التي تنعكس على المدخن خلال شهر رمضان، توقفه عن التدخين طوال فترة النهار، وهي الفترة التي تسهم بدور كبير في الإقلاع عن التدخين، كما أنَّ قدسية هذا الشهر قد تجعل الإنسان يعيد النظر في هذه العادة، ويفكر فيها بصورة محايدة حتى يتوصل للفكرة الصحيحة ويعود لفطرته السليمة.


مفسدة للصحة

وقال عبدالله القاسمي: إنَّ التدخين مُخالف لتعاليم الدين، وقد أجمع العلماء على ذلك؛ ولهذا الإجماع أسباب؛ منها: أن الدخان يفسد صحة الجسم وهو أمر حرمه الإسلام لقوله تعالى: "وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيما"، وقوله عز وجل: "وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ". والدخان من الخبائث التي حرمها الإسلام لقوله تعالى: "وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ". والدخان يضّر من حولك سواء كانو إخوانك اوأهلك وأولادك، وهذا أمر حرمه الإسلام لقوله عز وجل: "وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً"، ولقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار".

وأضاف بأنَّ الدخان سبب لتبذير وتلف مال المدخن وأسرته وهو أمر نهى عنه الإسلام لقوله تعالى: "وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ". وتابع القاسمي أن شهر رمضان يمكن أن يكون دافعا لنجاح الإقلاع عن التدخين؛ حيث إنَّ كثيرًا من المدخنين يرون أن تركهم للدخان من الأمور الصعبة، بعد أن أصبحوا مدمنين عليه، ولا يمكن تركه.. لافتا إلى أنَّ هذا الاعتقاد خاطئ تماما، ولو كان هذا الأمر صحيحًا لارتكب المدخنون في نهار رمضان أفعالا تفضي بهم إلى الأفطار عمدا، أو لما استطاعوا أن يمارسوا حياتهم اليومية الاعتيادية خلال رمضان دون سجائر. وأوضح أنَّ الشواهد تؤكد أنَّ الإنسان قادر على الصيام لساعات طويلة دون أن يلجأ إلى التدخين.

ومضى القاسمي قائلا: إنَّ شهر رمضان بمثابة فرصةٍ جيدةٍ للإقلاع عن التدخين؛ نظرا لأن التدخين من العادات السيئة والمٌضرة بالصحة، وشهر رمضان يُعتبر بمثابة فرصةٍ جيدةٍ للإقلاع عن أي عادةٍ سيئةٍ.


نصائح للمدخن

ووجَّه القاسمي مجموعة من النصائح حول كيفية الإقلاع عن التدخين خلال شهر رمضان المبارك؛ من بينها أنْ يفكر الإنسان في مساوئ التدخين من كل الجوانب، وأن يتخذ القرار بالتوقف عن التدخين، عن طريق تحديد موعد حدد لذلك، وأن يقوم الشخص بإخطار من هم حوله.

فيما قال عثمان عبدالله الوردي: إنَّ شهر رمضان الكريم بما يحمله من رسالة عملية تربوية في التقوى والتهذيب والتغيير إلى الأفضل هو مناسبة قيِّمة للتخلي عن العادات السيئة؛ فهو بمثابة ثورة تصحيح على جميع المسارات الحياتية، وهو فرصة ثمينة لتنظيم الحياة وتخليصها من الفوضى والرتابة والجمود لمن أراد ذلك.

وأضاف بأنَّ شهر رمضان يُعَدّ اختبارًا عمليًّا يتعلم المسلم كيف يهذب من سلوكياته وأفكاره، ويعيد النظر في بعض عاداته وتقاليده ومألوفاته، كذلك تقوية الإرادة الذاتية، وحسن المراقبة لله في كل الأعمال. وتابع بأنَّ التدخين من الأمور التي لا يُقِرّها الدين، فضلاً عن العقل السليم، و فيه من الأضرار ما لا يُعَدّ ولا يحصى على الصحة، والنفس، والمال، حيث أكدت الأبحاث العلمية أن هناك علاقة وثيقة بين التدخين وكل من سرطان الرئة - وتليف الكبد - وأمراض الشريان التاجي - الذبحة الصدرية - سرطان الفم، والبلعوم، والحنجرة، وأمراض أخرى عديدة كما تذكر الإحصائيات أعدادًا بالملايين في العالم يفتك بها التدخين سنويًّا، وتتراوح أعمارهم بين 34-65 عامًا ولم يسلم من التدخين حتى الأجنة في بطون الأمهات. وأوضح أنَّ صيام رمضان بمثابة فرصة ثمينة للاقلاع عن التدخين، وأن السبب وراء ذلك يعود إلى أن المدخن يقبل على السجائر خلال فترة الليل فقط في رمضان، بمعدل أكثر من استهلاكها في الأيام العادية، كما يلجأ بعض المدخنين إلى محاولة التوقف عن التدخين خلال الشهر الفضيل، مغتنمين فرصة الصيام علهم يقلعون عنه نهائيا، فيما يقبل آخرون على استهلاك السجائر مباشرة بعد الإفطار وبكميات من النيكوتين أكثر من تلك المستهلكة خلال الأيام العادية.

وقال الوردي إنَّ كل فرد يمتلك الاستطاعة للامتناع عن التدخين طوال نهار رمضان، والادعاء بأنه لا يقدر على ذلك في الأيام الأخرى، فكرة خاطئة؛ إذ ليس التدخين حالة نفسية وإنما هو إدمان لاحتوائه على مادة النيكوتين المصنفة في منظمة الصحة العالمية بأنها من المواد الإدمانية إضافة إلى الشيشة والمعسل.

وأشار إلى أنَّ الإقلاع عن التدخين يتطلب العزيمه واستعداد المدخن نفسيًّا للأمر، والاستفادة من الحملات التي تنطلق خلال شهر رمضان، والهادفة إلى تحفيز المدخن على اتخاذ خطوة الإقلاع عن التدخين، سيما وأنه استطاع مقاومة التبغ من الفجر إلى المغرب. وأوضح أنه في حالة توافر الإرادة القوية يتم مساعد المدمن على التدخين بإعطائه بعض الأدوية، سيما الذين عانوا الاكتئاب والقلق خلال مرحلة الإقلاع عن التدخين، إضافة إلى لاصقات تحتوي على النيكوتين بنسبة قليلة. وبيَّن أن طرق الإقلاع عن التدخين تختلف من شخص إلى آخر، باعتبار أن التدخين في حد ذاته سلوك شخصي، يختلف حسب الأجواء التي يشعل فيها المدخن سيجارته والأماكن التي يخصصها لذلك، وأيضا كمية النيكوتين التي يدخلها إلى جسده.

وعن النصائح العامة التى تساعد على الإقلاع عن التدخين في رمضان، قال إنَّه على المدخن تجنب الجلوس في الأماكن التي قد تزيد من رغبته في العودة إلي التدخين، مع تقليل تناول الوجبات الدسمة، والإكثار من تناول السوائل والفواكه علي الإفطار، وبدء الفطار بتناول التمر أو العصائر الطازجة، وتجنب تناول أي سيجارة، كما أن الاعتكاف في المسجد خلال العشرة الأواخر يسهم في الإقلاع عن التدخين.

فيما قال محمد تبوك إنَّ رمضان شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار يستقبله المسلمون بالطاعات وكثرة العبادات والتقرب إلى الله، وهو من الفرص الذهبية الثمينة للتخلص من العادات الصحية السيئة واكتساب عادات صحية أفضل؛ ومنها: الإقلاع عن التدخين؛ فالشهر المبارك يعطي المدخن الدافع الأكبر للإقلاع عن التدخين بكونه يمتنع طوال النهار عنه فيشكل نوعا من التحفيز والدافعية التي تدفع المدخن للتخلي تدريجيا عن هذه العادة السيئ.

وزاد بأنَّ أغلب من يُدخِّن يلجأ إلى رمضان للخلاص من التدخين ومضاره لكونه الشهر الأكثر روحانية وتغلبه الصبغة الدينية، وكذلك المدخن لا يقرب التدخين في هذا الشهر المبارك لفترات طويلة، وقد يرتبط التدخين لدى البعض بالنواحي النفسية كضغوط العمل والمشاكل التي تواجه الأفراد، وقد تختلف من شخص لآخر. وتابع بأنَّه على الرغم من أن التخلص من التدخين والتخلي عنه ليس بالأمر السهل، إلا أنه قابل للتحقق اذا ما توفرت عزيمة قوية وإرادة وإصرار تام.

وتابع بأنَّ من الآثار أو السلوكيات التي قد تنعكس على المدخن في شهر رمضان أنه دائماً ما تجده يمارس أي نوع من الأعمال، ويحاول أن يشغل نفسه ليمر الوقت سريعا، أو أن تبدو عليه علامات التعصب والتوتر والاضطراب.

تعليق عبر الفيس بوك