نخل - العُمانيَّة
تُعدُّ ولاية نخل ذات المقومات السياحية الخلابة من أهم الأماكن السياحية بمحافظة جنوب الباطنة، تقع على سلاسل جبال الحجر الغربي، ويبعد مركز المدينة عن محافظة مسقط مسافة 132 كم.
وتحدُّ الولاية من الشرق محافظة مسقط، ومن الجنوب الشرقي ولاية بدبد بمحافظة الداخلية عبر بلدة فنجاء، ومن الشمال الغربي ولاية وادي المعاول وولاية بركاء، ومن الجنوب الغربي ولاية العوابي، ومن الغرب ولاية الرستاق عبر بلدة الأبيض.. والولاية بمثابة واسطة العقد بمحافظة جنوب الباطنة وبوابتها الشرقية لمحافظة الداخلية ومحافظة مسقط.
وتتصلُ هضاب ولاية نخل التي ينمو بها العديد من النباتات البرية النادرة على السلاسل المتاخمة للجبل الأخضر بسلاسل جبال سمائل بمحافظة الداخلية التي تعد نقطة تلاق بين الأخاديد الصخرية السحيقة بسلاسل جبال الحجر الغربي عبر تلك السلاسل الجبلية الشاهقة العلو التي يفصلها وادي سمائل، وتشكل في ظهرانيها "وادي الحمام" المعروف قديما "بوادي السبات".
وتشتهر ولاية نخل بالعديد من المعالم السياحية الجذابة التي يؤمها الزوار من داخل وخارج السلطنة مثل "قلعة نخل" الواقعة على ربوة صخرية عالية، وبها العديد من المرافق والأبراج التقليدية، وتشرف عليها وزارة السياحة، كما تشتهر الولاية بوجود منتزه عين الثوارة وهي عين ساخنة متدفقة على مدار العام يغذيها "وادي التين" وتصب مياهها في "فلج كبة" ويتفرع جزء من عيونها لتصب في فلج الغريض.
وتشتهرُ ولاية نخل بوجود العديد من النباتات البرية والزهور الجميلة، وكثيرة تلك الزهور والنباتات التي تزخر بها السلطنة منها زهور نادرة جدا كما أنها تشكل لوحة جمالية رائعة في أجمل الأماكن السياحية بالسلطنة.
وأهم ما تمتاز به الولاية هو قلعتها التاريخية العريقة، التي تعدُّ من أكبر القلاع بمحافظة جنوب الباطنة وأقدمها عمراً إذ تقدر المصادر التاريخية بأن أول ترميم لها يعود إلى عصر الإمام الصلت بن مالك الخروصي الذي قام بإعادة بنائها.. وربمايعود تأسيسها إلى ما قبل ذلك بمدة أكبر. كما توجد بالولاية عدة قلاع وأبراج أخرى مثل "برج الأبيض"، و"أبراج وادي مستل"، وبرجي "الكنود" و"بني حضرم" في قرية العقيبة المعروفين باسم "برجي الطبطوب"، وكذلك برج جبل عاقوم وبرج السرير، وأبراج أخرى تتوزع في قرى الحسنات والطو وحلبان والقارة والحسنات وهي معالم تاريخية وأثرية عريقة.
كما توجد بعض القرى الأثرية القديمة مثل قرية الغريض المبنية من الطين، ولا يزال بعضٌ من معالم سورها العريق وبواباتها القديمة باقيا وشاهداً على عراقتها، إضافة إلى قرى مشابهة مثل "الجميمي"، "وقرية اليعاربة" وقرى أخرى في الجباجب وفي الأبيض.
ويُحبذ السياح زيارة وادي مستل بولاية نخل الذي يتشابه في تضاريسه وطريقة زراعة محاصيله مع تلك الموجودة في الجبل الأخضر؛ حيث يعج خلال هذه الأيام بالحركة السياحية، إضافة إلى وجود العديد من القرى والواحات الجميلة؛ مثل: الطو وحلبان والمهاليل والحسنات والقارة وبوة، وهي قرى سياحية تمتاز بواحات النخيل الباسقة التي تلقي بظلالها على جداول الأفلاج، إضافة إلى قرى وادي "بني حراص" التي يمكن الدخول إليها من المدخل الرئيسي قبل سد وادي مستل أسفل الوادي، وتشتهر تلك القرى بوفرة محصول إلزام البري الذي ينمو في قلب الوادي. كما تشتهر الولاية بسهول بلدة الأبيض تحيط بها شتى صنوف الحياة البرية مثل نباتات وورود الحبن وأشجار الحلف...وغيرها من النباتات التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الطبيعة البكر بالوادي، كما تمتاز بوجود طبقات صخرية ضاربة في القدم تساهم في حماية البيئة من التلوث بسبب خاصية امتصاصها للغازات السامة وفق ما يشير بعض الجيولوجيين الذين زاروا الوادي، أما "فلج الخطم" بمنطقة الأبيض فهو "فلج غيلي" يقع بمحاذاة المتنزه السياحي على مشارف وادي الأبيض وهو يسقي المزارع التي تعتمد على الزراعات الموسمية، إلى جانب أشجار الحمضيت والموالح.
وتمتاز بلدة الأبيض أيضا بزيادة الرقعة الزراعية بها؛ حيث تنتشر المزارع التي تسقى بالآبار وأفلاج البلدة، ويزرع المزارعون بها شتى أنواع النخيل التي تمتاز بجودة ثمارها وبعض المحاصيل الموسمية الأخرى. وفي الجانب الآخر من الوادي يتدفق فلج "العبتري" وهو فلج داؤودي يمتاز بعذوبة مياهه وغزارتها على مدار العام، ويمر الفلج عبر جسر"العوقة" ليصل إلى بساتين الوادي من الجهة الغربية قاطعا إياها بطريقة هندسية دقيقة تستغل ارتوازية المكان ومرتفعاته المتباينة واهبا الفلج دفعة من الجريان ليصل إلى آخر قرى الوادي.