مع كل أزمة إقليمية ودولية، تُجدِّد سلطنة عُمان تأكيدها على أهمية تغليب لغة الحوار لحل الخلافات والنزاعات، وطرح الحلول السلمية لمعالجة الأوضاع، لأن ثمن النزاعات داخل أي دولة، أو بين الأطراف الدولية يكون من دماء الأبرياء الذين يأملون في العيش بأمان ويتطلعون إلى مستقبل أكثر استقرارًا يحصلون فيه على حقوقهم كاملة.
ومع التطورات التي نشهدها في الجمهورية اليمنية الشقيقة وخاصة في محافظتي المهرة وحضرموت، دعت سلطنة عُمان إلى العمل على تجنّب التصعيد، والعودة إلى المسار السياسي، والدخول في حوار سياسي شامل يضم كافة أطياف الشعب اليمني الشقيق للتفاهم على ما فيه خير ومستقبل بلادهم؛ بما يُرسِّخ الأمن والاستقرار والسلام، ويُحافظ على سياسة حُسن الجوار.
وهذه هي السياسة والدبلوماسية العُمانية التي تنشد السلام والأمن في كل العالم، وهي دبلوماسية فاعلة تؤتي ثمارها في الكثير من القضايا التي تدخلت فيها عُمان كوسيط لحل الأزمات، وكان آخرها الوساطة لإطلاق سراح 2900 من المحتجزين لدى الأطراف اليمنية.
إنَّ عُمان ومنذ بداية الأزمة اليمنية، انتهجت سياسة قائمة على الحياد الإيجابي، رافضة الانخراط في الصراع العسكري، ومُتمسكة بدورها كوسيط موثوق لدى مختلف الأطراف، وهذا النهج يستند إلى ثوابتها السياسة الخارجية، وهو ما جعل العالم يُشيد بدورها الصادق وحرصها الدؤوب على ترسيخ دعائم السلام في المنطقة والعالم أجمع.
