مسقط- الرؤية
دشِّنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ممثلة بمركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية "موارد"، الأربعاء، بمجمع الابتكار مسقط، أول مختبر بحثي متنقّل من نوعه في مجال الموارد الوراثية وعلوم الحياة في سلطنة عُمان، وذلك تحت رعاية معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بحضور عدد من المسؤولين وممثلي الجهات ذات العلاقة، إلى جانب نخبة من الباحثين وطلبة الجامعات والكليات والمدارس.
ويُعد هذا المختبر مشروعًا وطنيًا رائدًا يهدف إلى إيصال الخدمات المخبرية المتخصصة إلى مختلف محافظات السلطنة، لا سيما المناطق التي تفتقر إلى بنى مخبرية متقدمة، من خلال إجراء الفحوصات وتجهيز العينات ميدانيًا، بما يسهم في تسريع أعمال البحث، ورفع كفاءة جمع العينات وحفظها بجودة عالية. وقد جُهّز المختبر بأحدث الأجهزة والتقنيات المخبرية، ويختص بإجراء الفحوصات وتجهيز عينات الموارد الوراثية النباتية والحيوانية والبحرية والميكروبية؛ بما يشمل بذور النباتات الطبية، وسلالات الموارد الحيوانية البرية والمستأنسة، والموارد البحرية، والكائنات الدقيقة، والفطريات، وذلك دعمًا لجهود الحفظ والدراسة الوراثية.
واستغرق تصميم المختبر وتجهيزه، إلى جانب توريد المركبة الحاضنة له ذات الدفع الرباعي، وتركيب الأجهزة الحديثة عليها، وإخضاعها لعدة مراحل من الاختبارات الفنية والتشغيلية، أكثر من ثلاثة أعوام. كما يتميّز المختبر بقابليته للتطوير المستقبلي من خلال تحديث الأجهزة والتقنيات التي يضمّها، بما يواكب المستجدات العلمية والتقنية في مجال الموارد الوراثية وعلوم الحياة.
ويُنفّذ المركز حاليًا مشاريع بحثية ميدانية في مختلف محافظات السلطنة، تشمل البيئات الجبلية، والوديان، والسهول، والصحاري، والشواطئ، إلى جانب دراسات متخصصة على الفطريات في محافظة ظفار والكائنات الدقيقة من مختلف مناطق عُمان، الأمر الذي يبرز الدور الحيوي للمختبر البحثي المتنقّل في دعم هذه الأعمال وتسريع إنجازها.
وقال الدكتور محمد بن ناصر اليحيائي مدير مركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية "موارد" إن التنوع الجغرافي الغني الذي تزخر به سلطنة عُمان يتطلب أدوات بحثية مرنة قادرة على الوصول إلى مختلف البيئات الطبيعية.
وأوضح أن المختبر البحثي المتنقّل سيسهم في تقليل فاقد العينات الناتج عن بُعد المسافات وطول الفترة الزمنية اللازمة لنقلها إلى المختبرات المركزية، كما سيمكن الباحثين من الشروع في تحليل العينات مباشرة في مواقع جمعها، بما يضمن دقة النتائج وجودتها، ويعزز كفاءة الأبحاث الوراثية والبيئية، مؤكدًا أن هذا المشروع يمثل نقلة نوعية في منظومة البحث العلمي الميداني في السلطنة.
من جانبها، قالت موزة بنت محمد الخروصية رئيسة قسم المرافق البحثية بمركز موارد، إن المختبر المتنقّل لا يقتصر دوره على الجوانب البحثية فحسب، بل يمتد ليشمل الدور التوعوي والمجتمعي من خلال مشاركته في الفعاليات العلمية والزيارات الميدانية للمدارس والجامعات، ونشر ثقافة الحفاظ على الموارد الوراثية وأهميتها البيئية والاقتصادية.
وأكدت أن المختبر يُعد إضافة نوعية لمنظومة البحث العلمي في السلطنة، لما يسهم به في رفع كفاءة العمل المخبري، وتسريع وتيرة البحث العلمي، وتعزيز التكامل بين المؤسسات البحثية والقطاعين العام والخاص، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية "عُمان 2040".
وشهد حفل التدشين تنظيم جلسة نقاشية متخصصة بعنوان «المختبرات البحثية ودورها العلمي والاقتصادي»، استعرضت أهمية المختبرات البحثية في دعم منظومة البحث العلمي والابتكار، من خلال تسليط الضوء على دورها في تعزيز البحث والتطوير، واستعراض الوضع الراهن للبنية المخبرية في سلطنة عُمان، وإبراز إسهامها الاقتصادي في تحويل مخرجات البحث العلمي إلى منتجات وخدمات ذات قيمة سوقية، إلى جانب مناقشة آفاق الشراكات بين المختبرات البحثية والقطاعين الحكومي والخاص، والتحديات والفرص المستقبلية المرتبطة بالتمويل والبنية التحتية والاستدامة والتعاون الدولي، وصولًا إلى تقديم رؤية مستقبلية لدور المختبرات البحثية في تحقيق مستهدفات رؤية "عُمان 2040".
