برنامج تدريبي لتعزيز قدرات المختصين في رسم الخرائط الأثرية وتوثيق المكتشفات

 

 

مسقط- الرؤية

انطلقت،الأحد، فعاليات البرنامج التدريبي بعنوان "استكشاف المدافن والتنقيب فيها وتوثيقها علميًا"، والذي تنظمه وزارة التراث والسياحة بالتَّعاون مع مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية، وأكاديمية نزوى للتدريب والتطوير بجامعة نزوى، بمشاركة 20 موظفًا من مختلف إدارات التراث والسياحة في مُحافظات سلطنة عُمان، من العاملين في مجالات المسوحات والتنقيبات الأثرية وأقسام الآثار والمتاحف، إضافة إلى الباحثين في الشؤون التاريخية والسياحية.

ويُقام البرنامج في الفترة من 5 حتى 9 أكتوبر الجاري بجامعة نزوى، ويقدمه الأستاذ الدكتور نائل حنون، أستاذ التاريخ والباحث بمركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية، بهدف تزويد المشاركين بالمعارف والمهارات الأساسية المتعلقة باستكشاف المدافن الأثرية وطرق التنقيب والتوثيق الحقلي، بما ينسجم مع المعايير الأثرية المعتمدة عالميًا، كما يركّز على تعزيز قدرات المشاركين في رسم الخرائط الأثرية، وتوثيق المكتشفات، والتعامل مع الهياكل العظمية واللقى الأثرية، إلى جانب التعريف بالمنهجيات الحديثة في البحث الميداني.

ورحّب الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن يحيى الكندي، نائب رئيس جامعة نزوى للشؤون الأكاديمية، راعي افتتاح البرنامج، بالمشاركين، مؤكدًا أهمية البرنامج وما يمثله من فرصة لتعزيز قدرات الكوادر الوطنية في مجال المسوحات والتنقيبات الأثرية.

وأشار في كلمته إلى دور جامعة نزوى وحرصها على دعم هذا النوع من البرامج التي تُسهم في تنمية قدرات الكوادر الوطنية، مؤكدًا على الشراكات المتميزة التي تجمع الجامعة بالمؤسسات الحكومية والخاصة، ومن ضمنها وزارة التراث والسياحة، والتي أثمرت إقامة مجموعة من الفعاليات والبرامج والندوات المشتركة. وأوضح أنَّ هذا يأتي انطلاقًا من اهتمام الجامعة بدعم إقامة مثل هذه التظاهرات النوعية.

من جانبه، أكد علي المحروقي، مدير دائرة المسوحات والتنقيبات الأثرية بوزارة التراث والسياحة، أن الوزارة أولت اهتماما كبيرا بتأهيل كوادرها الوطنية في مجال التنقيب والتوثيق الأثري، إيمانًا منها بأن الكادر البشري هو الركيزة الأساسية لحماية التراث المعرفي وصونه.

وقال: "خلال السنوات الأخيرة، نفّذت الوزارة بالتعاون مع البعثات الأثرية المحلية والدولية، العديد من المشاريع التنقيبية التي شملت 33 بعثة من 12 دولة، كما تم إيفاد عدد من موظفي الوزارة لاستكمال دراساتهم العليا، وتنظيم برامج تدريبية داخلية وخارجية. وقد تم اختيار المشاركين في هذه الدورة من بين الكوادر الوطنية التي سبق لها أن شاركت في أعمال التنقيبات، لتعزيز خبراتهم ومواصلة مهامهم الميدانية".

وأشار المحروقي إلى أن البرنامج يأتي ضمن سلسلة البرامج التدريبية التي تنفذها الوزارة لتطوير فرقها العاملة في التنقيبات والمسوحات الأثرية، والتي تشمل جميع الإدارات والأقسام من مختلف محافظات السلطنة. كما أشار إلى تنفيذ أكثر من 25 حفيرة تنقيبية خلال العقود الماضية.

وأضاف: "تتميّز هذه الدورة بطرح محاور علمية مهمة تتناول المدافن وطرق التنقيب فيها وأساليب توثيقها، وحفظ المقتنيات الأثرية، وإعداد التقارير والدراسات العلمية. كما تبرز أهمية هذا الموروث الثقافي، إذ تشكّل المدافن ما يزيد على 90% من المواقع الأثرية في سلطنة عُمان".

وتتوزع محاور الورشة التدريبية على جلسات صباحية في مقر الجامعة ببركة الموز، تتضمن استعراض موضوعات رئيسية، من أبرزها: مقدمة عن طرق الدفن وأهمية المدافن في علم الآثار والمعتقدات القديمة، تحديد مواضع الدفن ورسم الخرائط الكنتورية، إعداد المخططات الميدانية، آليات فتح القبور، التوثيق الحقلي، استجلاء البقايا والمحتويات، الكشف عن الهياكل العظمية ومعالجتها موضعيًا، وتصويرها ورسمها هندسيًا، إلى جانب دراسة تكوين المدافن واللقى الأثرية وفق الأسس العلمية. كما يشمل البرنامج لقاءً معرفيًا في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي في اليوم الأول، للاطلاع على مكتبة المركز وما تحتويه من مصادر علمية تدعم العمل البحثي والأثري، ويُختتم البرنامج بتوزيع شهادات المشاركة على المتدربين، بعد سلسلة من التطبيقات العملية والمناقشات العلمية التي تتيح تبادل الخبرات بين المشاركين والمدرّب.

وأكّد الدكتور نائل حنون أهمية هذا البرنامج في تطوير القدرات الوطنية العاملة في مجالات استكشاف المدافن والتنقيب الأثري والتوثيق العلمي، سواء من موظفي وزارة التراث والسياحة أو المتاحف أو الأكاديميين والباحثين. وقال: "إن سلطنة عُمان غنية بالموروث التاريخي، وتمتلك بيئة خاصة تضم العديد من المدن والمدافن القديمة التي ما زالت بحاجة إلى المزيد من البحث والتنقيب، لما تحويه من شواهد على الحضارات والتاريخ العريق لعُمان".

وأضاف: "البرنامج التدريبي سيركّز على الجانبين النظري والتطبيقي بهدف إكساب المشاركين معرفة عملية شاملة بهذا النوع من المهام المتخصصة، التي تتطلب دقة عالية وخبرة علمية متكاملة".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة