طاغية ومجرم حرب بحماية أمريكية

 

سالم البادي (أبو معن)

 

 

بادئ ذي بدء نُعرِّف "الطاغية"..

لغة من الفعل طغى وهو تجاوز الحد المسموح به في العصيان ويقال "طغى الماء" إذا جاوز الحد المعقول المعروف. وقوله تعالى:{فأهلكوا بالطاغية} (الحاقة: 69) أي: الطوفان الذي جاوز الحد.

واصطلاحًا الطاغية هو حاكم مُتسلِّط يمارس سلطته بشكل مطلق وقمعي وبوحشية متجردا من كل القيم والأخلاق الإنسانية، وغير مكترث بالقوانين، وغالبًا ما يغتصب السلطة ويجعل شعبه رهينة لرغباته وأهوائه.

"المجرم" لغة من "الجرم" وهو الذنب أو الجناية، واصطلاحا هو فرد ارتكب ذنبا أو جناية مخالفًا للقانون الدولي والإنساني.

وفي مقالنا هذا نقصد بطاغية العصر المطلوب للعدالة الدولية المجرم بنيامين نتنياهو الصهيوني رئيس وزراء الكيان الصهيوني المحتل اللقيط. الذي يقفُ خلفَ جدار الفصل العنصري، وهو مخادع ومراوغ وكذاب أشر، يبتسمُ مبتهجًا بينما أمعاء أطفال غزة تتلوى من الجوع والعطش!!

يخطب ويدلي بتصريحاته الخبيثة النتنة بكل برودٍ بينما قلوب الأمهات الفلسطينيات تنفجر من الظلم والأسى والوجع وألم الفقد..!

المجرم بنيامين نتنياهو الصهيوني ليس مجرد اسم في تاريخ هذا العصر؛ بل هو شيفرةُ للشرِّ والفجور والجور والبهتان والظلم والطغيان، ووصمة عارٍ على جبين الإنسانية والبشرية جمعاء.

العالم ظل صامتًا متفرجًا على مشاهد حيَّة تنقل من "قطاع غزة" إذ حوّل جيش الطاغية بيوتَ قطاع غزة إلى ركام وساوى الشجر بالحجر. فسق وجار وطغى حتى حوّل الملاعب والساحات العامة والشوارع في غزة إلى مقابر جماعية. تفنن في جبروته وطغيانه وجعل من مستشفيات قطاع غزة ساحات إعدام مباشرة.

ونقول للطاغية المجرم السفاح: والله لن تنجو من فعلتك وستلحق بك لعنة شعب قاوم وصمد وجاهد بكل ما أوتي من قوة إيمان وإرادة وعزيمة، ولن تجد مخرجًا ولا مأوى ولا متنفسًا لتهرب إليه من صرخات الأطفال الذين قتلتهم آلة حربك الوحشية؛ سواءً بصواريخك وقنابلك ومدافعك أو بسلاح التجويع، ونسفت البيوت عليهم نسفا، واستبحت أرضهم، وشردت أهلهم وشتت شملهم.

أيها الطاغية الجبان، لقد حاربت شعبًا محاصرًا أعزل بسلاح التجويع، تحاصر القوت وتمنعُ الدواء والغذاء وتلوث الماء وتقصف المعونات وتقتل الأطباء، وتُذل البشر حتى الموت.

كل هذا لأنك جبان؛ لأنك خائف مرتعد مرتعب من أبطال ومجاهدي ومقاومي غزة البواسل الشجعان.

أيها الجبان.. تخاف من طفل يحمل حجرًا، ومن عجوزٍ تمسكُ بطهر إيمانها، ومن شيخ طاعن بالسن.

كل قطرة دم سُفكت في غزة الأبية ستصبح بصمة على جبينِ التاريخِ، وشاهدة عليك يوم المحاكمة الكبرى.

أيها المجرم الدجال.. الجرائم في غزة وقعت بيدك، وخُتمت بقرارك؛ فانتظر موعدك إنا منتظرون.

في مستشفى الشفاء.. في مخيم جباليا.. والعالم شاهد كيف جعلت البحر مقبرة للعائلات الفاره من الموت والدمار والحرق.

لم تكتف بالقتل والحرق والتدمير، والمجازر اليومية والابادة الجماعية؛ بل وسرقت ذكريات الأطفال، لكنك ستُجلب مقيدًا مذلولًا مشلولًا وستقف في قفص الاتهام للمحاكمة الكبرى.

هناك؛ حيث لا محامين، ولا حماية أمريكية ولا قبة حديديه تنقذك ولا تأجيل للمحاكمات، ولا أعذار.

ستجر منكسرًا مُطأطئ الرأس خانعًا ذليلًا، ورائحة الدم والقتل من ملابسك تفوح..

لا تعجل وانتظر.. ستأتي اللحظة الحاسمة التي ستحاكم فيها أمام شعوب العالم الحر، ويسقط فيها قناع الطغاة والطغيان، ويبقى فقط وجهُ المجرم الطاغية.

ستسقط كما سقط كل طاغية، وستصبح مجرد فقرة في كتاب العار، ستسقط أيها المجرم الدجال السفاح السفاك الحاقد اللئيم سقطة ليس بعدها سقطة، بينما ستولد "غزة هاشم" من جديد بعزة الله العظيم ذي القوة المتين، كالعنقاء من بين الرماد.

وأنت استمر في طغيانك وجبروتك ما شئت، فالمولى عز وجل يقول في محكم التنزيل: "اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ" (البقرة: 15)، فقد كتبت نهايتك قريبًا.

ومن أهم عوامل نشأة الطاغية واستمراره في طغيانه:

أولاً غفلة الأمة، وتراخيها، وضعف إحساسها بذاتها، وانعدام تقديرها للمسؤولية، وغياب الرقابة والمحاسبة، وعدم تطبيق العدالة، فما كان الطاغية ليستبد إلا بأمة تملك "قابلية الخضوع والخنوع والاستسلام والانكسار" حتى ترى أشد أنواع وأشكال الظلم والقمع والاضطهاد والعذاب، ومن الضيم ألا تضام.

ولكن ثمة أخلاقيات وسلوكيات ناشطة لها أثرها البالغ والأعمق في بقاء الطاغية، وتماديه في الطغيان، وعدم اكتراثه لعواقبه، وذلك حينما نرى الأمة تؤيد الطاغية، وتحتفي به، وتقدم له الولاء والطاعة، وتنصاع لأوامره، وتمجد أخطاءه على أنها فتح مبين في عالم الحكمة والسياسة، والنهوض والتقدم، ويصبح النفاق والمصالح الشخصية في حياتها دينا وديدنا.

ولكن هذا الطاغية المجرم أهم عوامل استبداده وجبروته "الكفر بالله"، ومنازعته سلطانه، وهذا الكفر يترتب عليه إنكار الطاغية اليوم الآخر، وما فيه من عقاب، أي يعتبر نفسه القوة العظمى الوحيدة في العالم، فمن حقه أن يعربد كما يشاء، ويستبيح الدماء والأعراض والأموال كما يريد.

وحول استقراء التاريخ الإنساني نضع أيدينا على حقيقة لم تتخلف وهي أن العصور السابقة كلها لم تخل من "طاغية" أو طغاة.. قد يختلفون في الشكل والصورة والوسائل، ولكن الجوهر، والملامح الأساسية نفسيا، وسلوكيا واحدة لا تتبدل، ولا تتغير.

ولعل "فرعون" هو الصورة النموذجية "للطاغية" على مدار التاريخ الإنساني، حتى صار اسمه مضربا للأفعال والصفات؛ فمن الاستعمالات الدارجة قولهم "فلان تفرعن" أي صار ظالما جبارا مفتريا ميت الضمير.

ويقال "الناس فرعنوا الحاكم" أي صاروا ينافقونه، ويباركون مظالمه وخطاياه، حتى عميت بصيرته، وصار  في مظالمه ومآثمه، وجبروته وغروره كفرعون موسى.

والطاغية نتنياهو مجرم حرب، طاغية العصر، المجرم المجرد من الإنسانية، ومهما قلنا لا نوفي حقه الإجرامي لما مارسه ويمارسه من إجرام في غزة ولبنان وسوريا ودول المنطقة... لكن اسم الطاغية، فرعون العصر، هو الأقرب الى وصمة العار بنيامين نتنياهو.

ونحن ندعو فراعنة عصرنا أن يقرأوا التاريخ جيدا ليأخذوا منه الدروس والعبر والعظات، وإلا فلينتظروا الماحقة، ومصيرا كمصير الفراعنة السابقين.

واخيرًا.. ما حكم من ساهم وشارك وأيد قتل الآلاف من المسلمين واحرق ودمر المساجد وحاصرها وأطلق الرصاص عليها وأحرق وأهان القرآن الكريم، وأعلن مجاهرا علنا أمام شعبه والعالم أنه مع ويؤيد ويدعم كل من يحاصر ويضيق العيش على "قطاع غزة" ويدعم تهجيرهم والقضاء على المجاهدين المرابطين المدافعين عن أرضهم وعرضهم ودمائهم؟

هؤلاء الناس قد سُدت آذانهم، وأغلقت عقولهم وطمست قلوبهم وعميت بصائرهم وماتت ضمائرهم..

فلم يعودوا يحسون شيئًا، ولكن الله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد وعقوبته ثابتة، والله تعالى لا يغفل عن هؤلاء ولا ينسى هؤلاء أبدًا، قال تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ" (إبراهيم: 42).

اللهم أهلك نتنياهو وزبانيته، وأهلك من عاونه من الطغاة المجرمين.. اللهم أرنا عذابهم وأرنا هلاكهم ووعيدك بالظالمين.. اللهم عذابا كعذاب عاد، الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب. آمين.

الأكثر قراءة