أين الأمانة والإخلاص؟

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

دخلت قبل يومين أحد مراكز فحص المركبات في محافظة مسقط وبالتحديد في منطقة المعبيلة، ولأنَّ الوقت يطول لازدحام المركبات قررت أن أذهب لإحدى دورات المياه الجديدة التي بنيت في ذلك المبنى، مع علمي التام بأن المبنى حديث، وعندما دخلت تفاجأت بالمنظر الذي رأيته وما شاهدته أصابني بدهشة وذهول وقلق.

المشهد الذي أمامي كان لدورات مياه شبه مهجورة في مبنى خدمي يضج بالمراجعين والحياة وهنا بقايا للسجائر ومختلف القاذورات الورقية والمحارم الورقية المتسخة والغبار؛ حيث إن المكان فعلا مجهور وغير صالح للاستخدام اليومي. خرجت وأنا كلي تساؤل: هل بالفعل أنا دخلت في مكان خدمي في مكان يجب أن يطبق النظام وفي مكان يجب أن يكون قدوة أمام الجميع، لكنه أعطى انطباعًا سلبيًا. فأين الرقابة والمتابعة هنا؟!

وفي مكان خدمي آخر وهو مستشفى حكومي أيضًا وفي محافظة مسقط شكت لي إحدى عاملات التنظيف أنها تحدثت مع المسؤولين في المستشفى أن هناك نقص في الأدوات اللازمة لتنظيف ذلك المكان، بجانب بعض الأعطال، إلا أن شكواها كانت غير مجدية فلم يستمع لها أحد وبقيت تعاني من تنظيف ذلك المكان، وبقيت تقوم بعمل أكثر من الذي يفترض أن تقوم به..

ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

وفي مشهد آخر واجهته هذا الأسبوع عند ذهابي لولاية الرستاق لأزور أحد المرضى في المستشفى، نزلت أحد المطاعم لتناول وجبة، وكان وقت الصلاة، فقلت سأصلي أولا، إلا أنني كدت استفرغ من المنظر المقزز الذي رأيته والرائحة الكريهة التي تسكن دورات المياه في مكان جميل وراقٍ يجذب السياح، وهذا الذي ينطبق عليه المثل (من برا هلله هلله ومن داخل يعلم الله).

يا أيها الناس كلكم مسؤول في موقعه وكلكم يحمل على عاتقه أن يجعل المكان نظيفا وجميلا ومرتبا، فأنت كما تحب أن تجد هذا المكان نظيفاً اتركه نظيفًا، وأنت يا من تفتح مطاعم ومقاهٍ سياحية ولا تهتم كثيرا بهذا الجانب المهم، إذن أنت شخص فاشل يهرول خلف المادة فقط.

إننا وإذ نعيش في دولة عصرية بكل المقاييس، نفتقد للحس وللوعي وللثقافة المجتمعية وللمسؤولية ولماذا لا نجد الاهتمام بالمراجعين والطلاب الذين يستخدمون دورات المياه في هذه المواقع.

رجاء من المسؤولين والمشرفين أن يلقوا نظرة على كل المرافق العامة في مؤسساتهم وأن يشاهدوا ويوجهوا ويضعوا خطة جديدة من العمل من حيث توفير عمال نظافة أو التعاقد مع شركات التنظيف؛ فالحياة ليست كما نحب ويجب أن نعطي الآخرين مقدارا من حقوقهم الإنسانية؛ فمؤسستنا بما فيها المدارس والمراكز والمستشفيات والمطاعم والمقاهي ومحطات الوقود وغيرها، يجب أن تعمل بقانون خاص ومتكامل وأن لا يتم التهاون مع أي مقصر، عندئذٍ سيعم النظام وتقل الفوضى وتطيب النفس وستكون هناك أمانة وإخلاص قبل كل شيء.

الأكثر قراءة