محمد بن سلطان.. دبلوماسية محنكة

 

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

 

لازال محبًا لوطنه وفي الصفوف الأولى من رجال الوطن الأوفياء عمل بجد فتدرج في عدة مناصب مهمة في الدولة آخرها المنصب الذي يشغله الآن وهو نائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء في سلطنة عُمان ألا وهو معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي.

كان مجتهدا منذ صغره فقط طلب في أحد المواقف التي جمعته بالسلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- أن يُكمل دراسته في الخارج وآنذاك لم يكن هناك طلبة عُمانيون مبتعثين في الخارج فسمح له السلطان قابوس بالذهاب للدراسة خارج البلاد وكان تمهيداً كبيراً لطلاب عُمان الذين التحقوا ويلتحقون سنوياً بجامعات في مختلف دول العالم وحيث إنه كان صاحب السبق فقد نال الشرف والفخر والاعتزاز.

بعد انتهاء دراسته، عاد لأرض الوطن حاملًا شهادة العز والفخر والتقدير فكان مثالا يحتذى به شغل المناصب المرموقة في الدولة؛ فكان كفؤًا لها وكان نعم الرجل الشهم الذي يحتذى به ذو وقار وهيبة وقوة وعزيمة تنقل في مناصب الدولة فكان سفيرا ووكيلا ومحافظا ووزيرا وكان ذا قلب رحيم ووجه بشوش يبعث السعادة في نفوس تقابله وبمجرد النظر إليه تحس بأنك مع شخصية مهيبة محنكة فذة من الزمن الجميل.

إن الرجال الذين بنوا عُمان وساهموا بوقتهم وجهدهم وقدراتهم المختلفة، قد حُفرت أسماؤهم بأحرف من نور على جبال وسهول ووديان أرضنا الطيبة وكانت أمامهم مهمة كبيرة في بناء خطة التنمية المستدامة والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية البشرية المستدامة ورسوخ أواصر التعاون المشترك وخلق بيئة جاذبة للعيش والعمل وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة هم أولئك الرجال الأوائل الذين شقوا من الصخر الطرق وشاركوا بالقول والفعل والعمل في رسم ملامح عُمان الآن يستحقون منَّا كل الشكر والتقدير والاحترام والامتنان فهم عملة وطنية مهمة جدا وركيزة أساسية من مسيرة نهضة الوطن وسموه ورفعته.

ومعالي محمد بن سلطان البوسعيدي رجل محبوب في مجتمعه، منذ أن شغل منصب وزير الدولة ومحافظ ظفار، فكان يُشرف ويُنجز ويبني ويعمل ويُكرِّم المجتهدين، وهو متواضع جدًا، كما أعطى للمثقف مكانة خاصة من خلال تكريمه ووقفته مع الشعراء والكتاب وأصحاب الكلمة وتوجيهاته من خلال تطوير المحافظة؛ فشهدت ظفار طفرة نوعية كبيرة في مجال العمران وكانت وجهة سياحية مهمة ولا زالت كذلك من تقدم إلى تقدم كبير. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على الفكر الجيِّد وأصحاب العقول الذين يعملون بجد واجتهاد كبير لتسمو أوطانهم شامخين بها وشامخة بهم.

إن منظومة القضاء في سلطنة عُمان هي منظومة متكاملة تتبع نهج القيادة الرشيدة الحكيمة وتهدف إلى تحقيق رؤية الدولة وتعزيز دورها الوطني من خلال تحقيق أهداف رؤية السلطنة والقيادة الحكيمة وتطبيق مبدأ العدالة الإلهية أولا ومن ثم الأنظمة والقوانين التي تحكم المجتمع العُماني بما يضمن الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين والمقيمين والأفراد والجماعات والمؤسسات العامة والخاصة بما يسهم بشكل كبير في الحفاظ على تلك المنظومة ومنه علينا النظر إلى رأس الحكمة والنزاهة والشفافية وعدم التدخل بأي شكل في قوانين الدولة التي تنبع من فكر محنك.

إنني أوجه كلمة شكر لذلك الرجل الذي أفنى من عمره الكثير في خدمة عُمان وساهم بشكل كبير في تحقيق التنمية الشاملة للبلاد وتحقيق أهدافها التنموية والاقتصادية والثقافية وكان مثالا يحتذى به ورجل دولة يستحق أن نقول له شكرا وليحفظه الله وليحفظ جلالة السلطان المفدى ويُؤيده بنصره في سبيل خدمة بلادنا وشعبها الكريم.

الأكثر قراءة