برهنت الزيارة الرسمية التي يقوم بها دولة محمد شياع السُّوداني رئيسَ مجلس وزراء جمهوريّة العراق الشقيقة إلى سلطنة عُمان، قوة العلاقات الثنائية بين البلدين، ومستوى التعاون المُتجدد الذي تحرص عليه الدولتان في مختلف المجالات، وما استقبال حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- لدولة الضيف مساء أمس بقصر الحصن العامر بصلالة، سوى تجسيد لهذه العلاقات المُتجددة، والتي تعكس في الوقت نفسه روابط الأخوة العربية.
ومما يبعث على الارتياح تجاه تطور العلاقات، انعقاد جلسة المباحثات الرسميّة بين جلالة عاهل البلاد المُفدّى- أعزه الله- ودولة رئيس الوزراء العراقي، والتي شهدت استعراض سُبل أوجه التَّعاون والشراكة بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات، لا سيما مجالي الطاقة والاستثمار وسبل تنميتها بما يعود بالنفع والخير على الشعبين العُماني والعراقي. وقد أثمرت الزيارة توقيع اتفاقيتين و24 مذكرة تفاهم بين البلدين، شملت مجالات دبلوماسية وضريبية وشبابية ورياضية وعدلية وقانونية وسياحية، إلى جانب التعاون المشترك في قطاعات حيوية مثل الاتصالات والإذاعة والتلفزيون، فضلًا عن تنفيذ برامج تدريبية في الإدارة وإعداد القادة، والرقابة المصرفية والاستقرار المالي، والإسكان والتخطيط العمراني، والتعليم العالي والبحث العلمي، علاوة على مجالات الصناعة والطاقة، وتوطين الصناعات الدفاعية، والنقل واللوجستيات، والبورصة، وتخزين النفط، وتسويق النفط الخام العراقي، وتخطيط وتطوير وتنفيذ المدن الذكية.
إنَّ هذا النوع من التعاون بين عُمان والعراق من شأنه أن يُحقق تطلعات البلدين التنموية والاقتصادية، لا سيما في ضوء ما يربطهما من وشائج وأواصر تمتد عبر التاريخ، فبغداد المنارة الثقافية والفكرية الرائدة تتلاقى اليوم مع مسقط؛ حيث التاريخ والأصالة والازدهار والرخاء والاستقرار.