محاولة اقتفار مفردات "الموت" ومعانيه في "أثر" الشاعر حمد الخروصي

 

 

علي بن يوسف الأنصاري

 

قبل البدء وتحييد شخصية الشاعر عن إنتاجه الأدبي وفصل ما يكتبه عن أناه؛ أجدني ملزمًا قول أن من عاش مع الراحل حمد الخروصي وعاشره، لا يستطيع سوى الجزم بأنه لا نهائي الإقبال على "الحياة"، يبث الفرح في صدور المثقلين بأحزانهم أينما وطأت روحه وقدماه، يشعل الأمل في طريق من أظلم مستقبله وتاه، بدءًا من ابتسامته الملائكية شديدة الانحدار إلى أقاصي القلب، مرورًا بإنسانيته المتناثرة على قارعة هلع الغريب قبل الطريق والصديق، وانتهاءً بأحلامه وطموحاته وآماله وخططه الغزيرة التي يعدّها كل صباح متأملًا في غيوم السماء والبعيد غير آبه بما بعد اللحظة من مفاجآت ومطر.

غير أن من يلتقط صورة بانورامية لتجربة الكتابة لديه ويُمعن النظر في تفاصيلها؛ يجدها مُكتَظّة بمفردات ومعاني وصور وتداعيات الموت ومآلاته، ليس على مستوى الكتابة الشعرية فحسب، وإنما حتى في أبسط اختياراته التي تلازمه بصورة مستمرة في حياته اليومية، على سبيل المثال وليس الحصر (اسم المستخدم لبريده الإلكتروني الشخصي "موت هادئ"، تبويب مقاله الثابت في مجلة "جواهر" الإماراتية "الشعر والوجود" -الوجود المناقض للعدم- ، مقاله المبوب في مجلة "وهج" العمانية بـ "قفار" ويقتفي من خلاله تجارب الشعراء والأدباء الراحلين لنشرها وتوثيقها، وغيرها من شذراته الخاصة والمقتبسة المترامية في حساباته على مختلف مواقع الواصل الاجتماعي -والتي بلغت ذروتها خلال العام الذي رحل فيه 2015-مثل: "مع كل موت نكتشف أن الحياة خدعة، كل هذا التفكير بلا جدوى"، " الموت مسألة وقت"، " قريب يا موتي البعيد؟".....، والكثير من العبارات التي تشير إلى كثافة حضور الموت -مفردة ومعنى- لدى الخروصي وملاصقته الدائمة له.

وبتضييق الزاوية أكثر على تجربة الراحل حمد الخروصي الكبيرة والمتشعبة واستخدام العدسة الواسعة لالتقاط صورة لمفردات "الموت" ومعانيه على طريقة الـ"landscape" وبالتحديد في ديوانه "أثر" الصادر عام 2019 عن دار "مسعى للنشر والتوزيع"؛ نجد أن الحضور الطاغي لـ"الموت" يستمر في المُؤَلَف الذي تضمّن 118 قصيدة وقطعة شعرية؛ فبلغة الرياضيات -الجافة إلى حد كبير ولكنها في الوقت ذاته تثبت فرضية "كثافة حضور الموت في أثر حمد الخروصي" من خلال مجموعة من الاستدلالات والمؤشرات الرقمية- يتجلى "الموت" مفردة ومعنى في أكثر من 174 مناسبة موزّعًا على 66 نصّا -أي أن الموت حضر في أكثر من 76% من نصوص الديوان؜- في مختلف الأغراض الشعرية، وقد جاءت النصوص "الوجدانية" في الصدارة، حيث بزغ "الموت" في (43 نصًا) منها، تلتها "العاطفية" (16 نصًا)، ثم "الرثاء" (5 نصوص)، كذلك "الغزل" (في نصين)، وقد توغل الموت في الديوان على مستويين متقاربين: يتمثّل الأول في مفردة "موت" واشتقاقاتها حيث وردت (70 مرة)، مثل: الموت، يموت، مات، الموتى، أموت، موتي، ميّت، مُت، الممات…إلخ.

أمّا المستوى الثاني فيتمثل في معنى مباشر من معاني "الموت" ودلالاته مثل: الفقد، قبر، نزع روح، الغياب، نعش، رحمك الله، كفن، جثماني، نعي، حتفه، جثة، ضريح، أفديك بأولادي، الناعي، جنازة ...إلخ (105 مرات)، وأستطيع الجزم أن هناك المستوى الثالث المتزأبق الذي يتمثل في المعاني غير المباشرة للموت -الصور الشعرية القابلة للتأويل- التي تنضح على جنبات الديوان وتكاد لا تخلو أي قصيدة أو قطعة شعرية من رائحتها، وقد تناولها عدد من الكتاب والشعراء العمانيين مثل: عبدالرزاق الربيعي وإبراهيم سعيد وطاهر العميري وحمود سعود وغيرهم في إضاءات نقدية وانطباعية نشرت خلال السنوات الماضية، ومن وجهة نظري الشخصية أرى أنه ما زال هناك متسع كبير للتعمّق في هذا المستوى على وجه الخصوص وسبر أغوار العلاقة المُتَشَادة بين حمد والموت.

وبالعودة إلى المستوى الأول، نجد أن مفردة "موت" واشتقاقاتها وردت في (39 نصًّا)، وباستثناء ورودها بمعنى "جدًا أو كثيرًا" -الدارج في اللهجات المحلية لبعض الدول العربية- في البيت "عزاي إني أحبك موت.. عزاك إنك تحبيني" من نص "كذا عرسك"؛ فقد جاءت في بقية المواضع بمعنى واحد وهو "نهاية أو توقّف حياة الشيء وزواله" مهما تشكّل هذا الشيء في صورة (كائن حي، صحو، جمادات، أمل، بقعة جغرافية، ظاهرة طبيعية، حاسة، كلمات ...إلخ)، غير أنها تأتي على دفقات شعورية متباينة ولتحقيق غايات مختلفة، فتارة تتمظهر لنا في قمة الحنو والسمو والاستعداد للتضحية بالنفس دون تردد مقابل أن لا يتأذى من نحب ولو بأبسط الأشياء وأصغرها مثل "أموت لو تجرحك يا أماه إبرة" في قصيدة بمناسبة يوم "الأم"، وتارة ثانية تتبختر إلينا في خطوات متغطرسة وعبثية لتعكر علينا لحظات الصفاء واستحضار الذاكرة المترعة بالحنين و"هذيان ما بعد الطفولة" مثل "هيه يا دنيا وباقي لك بنا .. نزع روح وموت يخطفنا بثواني".

غلاف.jpg
 

بينما في تارات أخرى تفرض علينا رقابة لصيقة كاللّص المحترف، تسترق النظرات لتحركاتنا في كل زمان ومكان، انطلاقًا من العصور الضاربة في القِدم وما قبل الميلاد "ومروني أموات قبل آدم" إلى أن نشعر بها عند "الواحدة قبل السهر كل حي يموت رغم المصابيح الكثيرة" في "مطرح"، أو عندما تندس في أمتعة الغربة ومستلزمات الاشتياق إلى الأرض وطين البدايات وحلم النهايات كما في "أرفض أموت وداخلي لك يا وطن ذا الانتظار"، و"وإن مت قبل إني أعود وألثمك يـ أطهر وطن"، و"وتنام بين أموات فوضى المقابر"، لتستقبلنا بعدها في المساحات الواسعة التي تترقب رحمة الهطول "ماتت الصحرا وهي تبكي ابدوي" وتواصل ملاحقتنا بين أزقة الحارة الضيقة ومحاصرتنا في زوايا السكك الرطبة ومشاركتنا منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وفرحنا وحزننا كما في "ماتت الأحلام من جف الفلج"، و"دمع الطريق اللي يمر بين البيوت الخايفةْ من حضرة الموت الظلام"، و"تموت الساحةْ يا جاري"، و"بين الحياة والموت يمر شارعنا"، و"اليوم أنا من دون صوت .. في وسط درب الموت شيعني المداد".

وتتجرأ بعد ذلك بصورة مبالغة لتباغتنا وتفتح مغاليق الأسى "بلا موعد يجي هذا الممات وينزع الأحباب" و"أنا ما عدت متأكد أموت إلا على بابك"، وتنسل إلى عقر دارنا لتقض مضاجعنا وتجثو على صدورنا في غرف الكتمان وتقاسمنا أسرّة نومنا عالية الخصوصية والحرية كما في نص "ثقافة جهل" عند الشطر "أخشى أكون الميّت المركون في الغرفة" ونص "محاولة انتحار رجل ميّت" عبر "ريحة الموت فـ لحافك" و نص "ليل الشموع" من خلال "والموت كل ليلة ينام بشرشفي" ونص "كذا عرسك" في "والمرايا شاحبة والموت في لبسك"، لتصل ذروتها بتسللها إلى دواخلنا المتشظية وإحكام القبضة على حواسنا وأعضائنا والعناصر الأساسية التي تبقينا على قيد الحياة والأمل مثل "طعن مثل الموت يرحل في حدود أنفاسنا"، و"اتكدّس الموت في عيني"، و"هذا طعم الموت"، و"هذا هُو: ريحة الموت/ الغياب"، و"أكيد أنه درى بالموت وأخفى داخله ذا السر".

قد يخرج المتأمل في ديوان "أثر" بعدة ملاحظات حول المستوى الأول، منها: أن مفردة "موت" واشتقاقاتها لم تَرِد في (3) مرثيات "حمود"، "نعي"، و"أحباب" على الرغم من أن هذه النوعية من القصائد تنطلق من فكرة الموت وتستند عليها، وفي الجانب المقابل قد تحضر المفردة في أغراض شعرية أخرى في (6) مواضع بقصيدة واحدة مثل قصيدة "منافٍ ووطن واحد" و"مطرح حمامة والبحر ريش"، وأيضًا ارتباط المفردة سببيًا بـ"الأنثى" في حالات كثيرة، مثل "وأنا ميّت وذي آخر قصيدة واحفظي العنوان"، و"الموت في لبسك"، و"وأنا الميّت في هالجثّةْ وأنا المدفون بترابك"، و"القلب ميّت من بعد طعنة الغدر"، و"لكن بلا جدّةْ تصرّخ لي تعال .. الموت لو به قلب ما يسرق الحي"، وكنتي تموتي واليدين اتّشابك .. وآنا أسألك متِّ تقولين حيّةْ"، و"كان يهذي بأغْنية (ريتا) ومات"، و"صمتك الموت في صحرا الظلام" ...إلخ، وكذلك اقتران المفردة في سياق الجملة الشعرية بـ "الحياة" ومعانيها في مواضع متعددة، مثل: "موتي/ حياتي ولعنتي خوفي"، و"مثل الوجود/ رحلة الموت الحياة"، و "شوف حال الناس والحياة شبه الممات"، و"خلني أعيشك موت وأذكرك وأنساك"، و"يا حياة ما تساوي عود كبريت وسيجارة، يا مماتٍ لو يريح الروح من هذي المرارة!!"، "وأنت ميّت تمتلك كل الوجود!!"... إلخ، إضافة إلى ربط الموت بالألوان في بعض المواضع "والأزرق الميّت"، و"الموت الأحمر لا قسيتي دقايق" مع ضرورة التنبيه بأن مفردة "موت" واشتقاقاتها تتردد كثيرًا حتى في القصائد والقطع الشعرية التي لم تنشر في ديوان "أثر"، مثل: "سعيد أكثر من الاوّل وموتي فيك ميلادي..!!"، و"بعيونهم ينقرأ موتٍ تعب غربه"، و"نعشقك حد الممات ولو تكون مقصّر"، "الموت يأتي في العمر مرّة"، و"هنا والموت تفاحة صلاة وجوع أشعر به"، و"صرت أنا ميت جسد.. دونكم وش هو البلد"، و"ميتٍ هالموت.. في حياتي الفارغةْ"، و"إذا ما لجل أيامي لجل موتي وميلادي".

أمّا فيما يتعلّق بالمستوى الثاني، فنجد أن معاني "الموت" وصوره تظهر في (55 نصًّا) من ديوان "أثر"، وحدها مفردة "قبر" واشتقاقاتها وردت (29 مرة)- وهذه حالة أخرى لافتة للانتباه في متلازمة الموت والكتابة لدى الراحل حمد الخروصي- بمعنيين اثنين مادي ومعنوي، الأوّل هو ذلك الثقب الأرضي المحاط بدموع الصبّار وأحزان الشوك، المسوّر بعروق الراك وغبار الأيام، النافذ إلى أذهاننا كلما استحضرنا الراحلين من أحبابنا عبر صور الذاكرة، المكان الذي يحملنا عراة من ملذاتنا وندفن داخله ما تبقى من ذواتنا قبل أن تهجع فيه أجسادنا "يكون قبرك واسعٍ مثل قلبك"، "التراب اللي زرعنا، الشجر، حتى المقابر"، "في المقبرة أحباب باكر نلاقيهم"، "ويرحل مثْل لصٍ ما ترك إلا شواهد قبر"، "كيف كان القبر يا لعازر؟"...إلخ.

وعلى الرغم من بشاعة اللحظة ووحشة المنظر في المعنى التقليدي للقبر؛ يُدهشنا حمد بإعادة تشكيل هذه الصورة الذهنية القاسية في مخيلتنا وتحويل كرش الطين اليابس إلى صورة بديعة مفعمة بالجمال والحيوية، تجعلنا لوهلة نقفز بخفة من على سياج الغفوة؛ حيث المرأة كاملة الأنوثة وسيدة الإغراء "المقبرة صدر العروسة والشجر مثل الظفاير"، وفي المعنى الثاني-المعنوي- يتبادل الشاعر الأدوار مع "القبر"، فنجده الحامل لتباريح الفقر ومعاناة المرض طوال العمر لا المحمول في حضن الرفاه ورغد العيش، "وش هي حياتي والجسد أحمله قبر"، يحاصر يومياته الحالكة ويزوره رغمًا عنه في مستقره ومقامه دون الحاجة إلى الذهاب له بنعش يضم قطعة من الروح والقلب "صحيح إن الشوارع نور، ولكن البيوت قبور"، ينتعله أينما حل فوق صحاري الجمر الفارعة برملها الملتهب كرؤوس المسامير المدببة أو ارتحل إلى منافي النصال التي تبدأ أجوبتها من محازم الناس وتنتهي في غمد الوطن "فوقي السما مظلمةْ.. تحتي الأرض قبْر"، يوغل الانتشار في حناياه رغم محاولة المقاومة والتصدي له بفوضوية الجنون "اسمك قبرته من زمن داخل دماي".

وهكذا تستمر المفردات التي تحمل معاني "الموت" وصوره في الانسكاب بغزارة على باقي نصوص الديوان بمفردات مختلفة تودي إلى نهاية واحدة مهما تنوعت الأغراض، وتشترك في غالبية ملاحظات المستوى الأول "وأنت العيون اللي تجيب المنيّة"، "يا طعم هالليلة وأنا حريتي كبر لْحدي"، "وأنا أتصوّر تمريني جنازة ليلة الفرقا"، أنا بخير ومنتظر منك ولو قطعة كفن"، "والمأتم البارد"، "ولا يوصل مداه الهمس والأصوات والناعي" …إلخ، غير أن الشاعر الراحل تحاشى في بعض المواضع استخدام المفردات التي لها ارتباط مباشر بـ "الموت" واستعاض عنها بتعابير أخرى مُحكمة تحمل الدلالة ذاتها؛ لكنها تخفف من وطأة المشهد وجلل المصاب وتربت على حنق المشاعر وتتدرّج في إيصال صدمة الفراق "ماني مصدّق كيف ما عدْت موجود"، "طيور في الجنة ترف وتغني"، "سافروا خلف الحدود .. يوم ما حان الأجل"، "وتاركٍ لأهْلي شِعِر يوزن جبال".

وأخيرًا.. وليس آخرًا، أجدني مُلزمًا مرة أخرى أن أضَعَ عباءة شخصية الشاعر على جسد قصائده، وأُذيب قطعة الجليد المتمترسة على جبهة الاحتمالات بين حمد الخروصي ومن عَرَفَه عن قُرب في كأس النبوءات، محاولًا اجترار خيباتنا المشتركة في (فلاش باك مختزل) مشبع بجلد الذات عبر سياط مجموعة من التساؤلات: فكيف له أن يُغافلنا طَوال رحلته الشعرية بالتوازي مع العلاقات الإنسانية ويبعث لنا رسائل مزدوجة يطغى جانب منها على الآخر، فيغمرنا بنبله الشاهق وطيبه العالق بين شقوق جدران الأفئدة، ليلهينا في الوقت نفسه عن سيناريو المآل الذي أدمى به مدامعنا وبدأ صياغته بوصاياه العلنية على عكس العرف والعادة "يا أبوي أنا ميّت وهذي وصاتي"، كيف له أن يستوعب كل هذه الأرواح الراقصة على حبل الاحتضار بأطراف مشاعرها، ويلوّن لها المساحات الرمادية بريشة الأمل ليمنحها فُسحة ممكنة لعشق الحياة وحياة العشق وهو الذي قد استعّد جيدًا/ مسبقًا/ سرًّا للسير على طريق مُغبرٍ بالغياب "فكّيت لأجل الموت أزراري"، كيف له أن يمعن السفر في دواخلنا ويستشرف القادم المُبهَم لأقلام الساحة قبل مرحلتي امتلاك الأدوات وتشكّل الوعي، وعلى خطٍ موازٍ يرسم لنفسه لوحة الختام على أوراق الظلام وما حدث بالضبط بعد ذلك "وصيّتي: جثماني يُنقل للوطن…!"، كيف له أن يستهل يوم وفاته 5 أغسطس 2015- في نفس هذا اليوم قبل 10 أعوام- بصورة اعتيادية ويتواصل مع الخاصة كما قال الشاعر جمال الشقصي لأولاده لاحقًا: (كان أبوكم من قلوب، يصبح الصبح ويوزعها قصايد، كان وااااايد حب وأشعار وعطر ودخون)، وينشر في ظهيرة اليوم نفسه للعامة على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مرئيًا يلقي خلاله بيتين من قصيدة (ليلة وداعي) التي يختمها بـ "نعم كان الفراق أرحم من أني أتركه لو طاف، ومرينا الطريق أمسك يده.. هو يمسك ذراعي" ليُحرِج الموت نفسه قُبَيلَ مجيئه بساعات في الليلة ذاتها عبر إفشال عنصر المفاجأة وفنتازيا النهايات، عليك الفاتحة يا حمد! ما كان لهذا النبوءة أن تبتدئ أبدًا، لن نمررها لك ولن تمر علينا ثانية بهذه الحربائية، حتى وإن صرخت في وجوهنا "الموت رزمة من رصاص.. والقدر عين التفق"!

  • جميع القطع الشعرية الواردة بين علامتي التنصيص للشاعر حمد الخروصي

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة