الرستاق- خالد بن سالم السيابي
أقامت كلية التربية بالرستاق "ملتقى صنّاع الحضارة" بهدف ربط الموروث الحضاري بمتطلبات المستقبل، وتجسيدًا لرؤية "عُمان 2040" وذلك برعاية الدكتورة رحمة بنت عبدالله الفورية مساعد العميد لكلية التربية بالرستاق.
ويأتي هذا الملتقى ضمن أنشطة مقرر "تاريخ الحضارة الإسلامية" كمنصة حيوية ومختبر تفاعلي يهدف إلى تحويل المعارف النظرية إلى مشاريع حضارية ملموسة، والإيمان العميق بأنَّ الحضارات العظيمة لم تكن يومًا وليدة الصدفة بل هي نتاج رؤية واعية وجهد دؤوب.
ويسعى الملتقى لتحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تتماشى مع تطلعات الجامعة ورؤية السلطنة من خلال تأطير الفكرة بين النظرية والتطبيق من أجل تحفيز الطالبات على ابتكار مشاريع تجسد فهمهن العميق لأسس بناء الحضارات، وتسهم من خلال تقديم القدوة وصناعة الإلهام عبر استضافة نماذج عمانية رائدة حققت منجزات حضارية بارزة، بالإضافة إلى تنمية مهارات المستقبل الابتكارية والنقدية لدى الطالبات عبر عرض مشاريعهن وتقييمها، وتدريبهن على التفكير الاستراتيجي لحل المشكلات، وتعزيز الشراكة المجتمعية لإبراز دور الجامعة كمنارة علمية تتفاعل مع محيطها، وتستضيف شخصيات فاعلة من المجتمع المحلي.
وقال الأستاذ الدكتور مسلم بن سالم الوهيبي المنظم للملتقى ومحاضر مقرر تاريخ الحضارة الإسلامية: "هدف الملتقى هو ربط بين ماضي الأجداد وحاضر الطلبة لنتعلم منهم ونستلهم العزيمة ونشعل في عقول طالباتنا الإبداع ليُصبحن مساهمات فاعلات في بناء صرح عُمان الشامخ، بالإضافة إلى أنَّ الحضارة ليست تاريخاً يُقرأ، بل هي مسؤولية تُصنع، وشباب الوطن هم أدواتها وقادتها".
وضم الملتقى مشاركات ثرية من شخصيات عُمانية ملهمة في العطاء، حيث شارك ناصر بن راشد العبري رئيس الفريق الخيري بولاية الرستاق، وزكية بنت ناصر اللمكية مؤسسة وصاحبة متحف البيت الغربي لعرض تجاربهما كأمثلة حيَّة على الإنجاز الحضاري، كما تضمن الملتقى فقرات متنوعة شملت عرضًا إلكترونيًا من إعداد الطالبة نوف بنت علي الكندية، وأقيمت جلسة لعرض وتقييم المشاريع الحضارية الناشئة للطالبات من قبل لجنة تضم الضيوف والمحاضر، بالإضافة إلى ورشة عمل تفاعلية بعنوان "توليد أفكار حضارية قابلة للتنفيذ". واختتم الملتقى بالإعلان عن المشاريع الطلابية الفائزة وتكريم المشاركين.