بدبد- العُمانية
في زاوية تاريخية ترتبط بإرث الأجداد وعبق الماضي المترسخ بالذاكرة، تتجسد قصة مكان لبيت أثري ليكون شاهدًا على الزمن، ويُصبح بعد حين مشروعًا اقتصاديًّا ينبض بالحياة، يجمع بين الأصالة والمعاصرة والتراث والاستثمار.
في قرية فنجاء بولاية بدبد بمحافظة الداخلية يقع بيت فنجاء التراثي الذي يتشكَل في روح منزل عريق يعود بالذاكرة إلى عقود خلت، ليُصبح معرضًا أثريًّا ونُزلًا تراثيًّا يستقطب الزوار من مُختلف محافظات سلطنة عُمان ليكون بديلًا عن صخب المُدن وخيارًا مثاليًّا لقضاء وقت مُمتع مع العائلة والأصدقاء، ويُعد نموذجًا نوعيًّا في توظيف الهوية الثقافية لخدمة التنمية المُستدامة.
هُنا يتحدث سيف بن ناصر الرواحي وهو مُصور فوتوغرافي وصاحب المشروع الذي أوجد لمسة جمالية فنية لا تخلو من الابتكار والإبداع في هذا المشروع النوعي، ويُشير إلى أن بيت فنجاء التراثي يعُود إلى العائلة قبل حوالي 40 سنة، وتم تحويلهُ إلى مزار سياحي قبل عامين ليُساعد في خدمة السياحة والاقتصاد المحلي في ولاية بدبد على وجه الخصوص وسلطنة عُمان على وجه العموم.
وأوضح الرواحي أن البيت التراثي مكون 3 أجزاء، الأول عبارة عن مقهى يقدم أنواعًا مختلفة من المأكولات، تحيطُه جلسات متوزِعة على مناطق مُختلفة من البيت، ليكمل الجزء الثاني سهولة استمتاع الزائرين بالتجوَل في ثنايا المكان بوجود أنواع مُختلفة من الحيوانات، والأشجار المتنوَعة حول السلالم والجُسور المؤديَة إلى شُرفة وادي فنجاء، ويتمثل الجزء الثالث في نُزل للراغبين في الإقامة المؤقتة.
وأضاف: نظرًا لجمالية المكان ومدى اتصال الطبيعة بالتراث العُماني، وصل عدد الزائرين حتى مايو 2025 إلى 160 ألف سائح من أكثر من 63 دولة مُختلفة، ما يعكس نجاح الشباب العُماني وحرصهم التام على إيصال أفكارهم برؤى متعددة، كما يعكس حرص السائح على استكشاف المنطقة ككل وتجربة معاصرة البيئة القديمة رغم التقدم الذي تشهده سلطنة عُمان.
وقال إن المعرض التراثي ببيت فنجاء التراثي يتكون من 3 أقسام، الأول للأزياء العُمانية التقليدية التي تعكس مواطن الثقافة العُمانية وخصوصيتها، بالإضافة إلى المقتنيات الأثرية وتضم على سبيل المثال لا الحصر، الخشبيات والسعفيات والفضيات، وبعض الحلي الفضية وغيرها، كما يضم المعرض صورًا من البيئة العُمانية والتي تعكس الطابع الثقافي الفريد لسلطنة عُمان والعادات والتقاليد مرورًا بالموروث الثقافي الشعبي.
وأوضح الرواحي أن النزل التراثية أخذت طابعًا معماريًّا فريدًا؛ حيث يمر خلال مرافقها المتعددة عدد من جداول المياه ما يمنح المكان جمالية مغايرة، تبرز ما وصل إليه العُماني من تقنيات في البناء والتشييد.