مكة المكرمة- العُمانية
توافد حجاج بيت الله الحرام، صباح اليوم الثامن من ذي الحجة 1446هـ، إلى مشعر منى لأداء يوم التروية، أولى محطات مناسك الحج، في أجواء يملؤها الإيمان والخشوع. ويعد مشعر منى، الواقع في قلب مكة المكرمة، محورًا أساسيًّا لأداء مناسك الحج، حيث اجتمع فيه الحجيج لأداء شعائر الحج من ذكر ودعاء، مكثرين من التلبية: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك".
وفي يوم التروية، قضى الحجاج وقتهم في منى مُكثِرين من الذكر والتسبيح والتكبير، كما أدوا الصلوات الخمس قصرًا دون جمع، وفق السنة النبوية.
ويبيت الحجاج هذه الليلة في منى ليلة التروية، مستعدين روحيًّا ونفسيًّا للانتقال إلى عرفات في اليوم التاسع من ذي الحجة، حيث الوقفة الكبرى، أعظم أركان الحج. يُشار إلى أن تسمية "التروية" ترتبط بتزود النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالماء قبل أداء المناسك.
وبعد يوم التروية والوقوف بعرفات والمبيت في مزدلفة، يعود الحجاج إلى منى لرمي جمرة العقبة يوم العيد، ثم يقضون أيام التشريق في أداء الشعائر، منها رمي الجمرات الثلاث يوميًا بعد الزوال وحتى الغروب. ويُعد المبيت في منى خلال ليالي التشريق واجبًا، إلا لمن لديه حاجة مشروعة تتطلب الخروج. وتُعد هذه الأيام فرصة للحجاج لاستكمال أعمال الحج في أجواء من التأمل والذكر.
يقع مشعر منى على بُعد 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، ضمن حدود الحرم المكي، ويمتد في وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، مما يمنحه طابعًا جغرافيًّا مميزًا. يحده من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مزدلفة وادي محسر. ويُعد منى مكانًا مخصصًا لأداء مناسك الحج، حيث لا يُسكَن إلا خلال أيام الحج، مما يجعله رمزًا يجمع المسلمين من شتى بقاع الأرض.
كما أن منى اليوم مدينة مؤقتة مجهزة بأحدث التسهيلات لاستيعاب ملايين الحجاج. تضم مخيمات مكيفة ومرافق صحية وخدمات طبية وأمنية لضمان راحة وسلامة ضيوف الرحمن.