عواصم - الوكالات
كشفت شبكة "إن بي سي" الإخبارية، نقلًا عن مسؤولين أميركيين ودبلوماسيين، أن العلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شهدت توترًا متصاعدًا خلال الأسابيع الأخيرة، على خلفية خلافات متزايدة حول ملفات استراتيجية، أبرزها الحرب في غزة والملف النووي الإيراني.
وبحسب الشبكة، فقد تفاقم الخلاف بين الزعيمين، بعدما أدلى ترامب بسلسلة من التصريحات العلنية التي أثارت استياء نتنياهو، مرتين على الأقل في الأسبوع الماضي. ومن أبرز ما أثار غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إعلان ترامب أنه "لم يتخذ قرارًا بعد بشأن السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم"، وهو ما رآه نتنياهو بمثابة تراجع عن التعهدات الأميركية السابقة تجاه أمن إسرائيل.
ونقلت "إن بي سي" عن مصادر مطلعة أن الوزير الإسرائيلي رون ديرمر أبلغ مستشار الأمن القومي الأميركي جاك ويتكوف، خلال اجتماع في البيت الأبيض الخميس الماضي، حجم الانزعاج الإسرائيلي من تصريحات ترامب الأخيرة، في إشارة إلى تراجع التنسيق السياسي بين الجانبين.
في المقابل، أبدى ترامب هو الآخر امتعاضًا متزايدًا من نهج نتنياهو في التعامل مع الوضع في غزة، خاصة بعد قرار إسرائيل شن هجوم جديد اعتبره الرئيس الأميركي "جهدًا ضائعًا" قد يعرقل خطته لإعادة إعمار القطاع. ووفقًا لمصادر الشبكة، فإن ترامب يرى أن التصعيد الإسرائيلي الأخير يقوض المساعي الأميركية لفرض تهدئة دائمة وتحقيق تقدم في ملف إعادة الإعمار واحتواء التصعيد في المنطقة.
تزامن ذلك مع ما وصفته مصادر دبلوماسية بأنه "تجاوز متعمد" من ترامب لإسرائيل في تفاعلاته الإقليمية الأخيرة، حيث يستعد الرئيس الأميركي لزيارة السعودية وقطر والإمارات بين 13 و16 مايو الجاري، في جولة اعتُبرت دليلاً إضافيًا على تراجع مركزية إسرائيل في تحركات الإدارة الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط.
ورغم ما عُرف سابقًا عن علاقة وثيقة وشهر عسل سياسي بين ترامب ونتنياهو، فإن مراقبين في إسرائيل يجمعون الآن على أن هذه العلاقة تمر بـ"أزمة غير معلنة"، وسط تصاعد الخلافات حول الأولويات الأمنية والسياسية، وتراجع التنسيق بين الجانبين في ملفات إقليمية حساسة.