يموج العالم اليوم بالكثير من الصراعات التي كلفت الاقتصاد العالمي مئات المليارات، إلى جانب زعزعة الاستقرار الدولي وتهديد طرق الملاحة وتراجع سلاسل الإمداد الغذائي، الأمر الذي يستدعي تحكيم العقل لإنهاء هذه الصراعات سريعًا لاستعادة الأمن والسلام الدوليين.
ولقد كان العالم على شفا حرب نووية بين أكبر قوتين جارتين تمتلكان سلاحا نوويا، وهما الهند وباكستان، إذ اندلع الصراع العسكري بينهما وقصف كل منهما الآخر، واستعرض الطرفان قوتهما أمام العالم في اشتباكات هي الأعنف منذ 20 عامًا.
ولأوَّل مرة تبدو للعيان القوة العسكرية الحقيقية للبلدين، فلقد استخدمت الهند الطائرات المقاتلة والمسيّرة والصواريخ للهجوم على أهداف باكستانية، واستطاعت باكستان إسقاط عدد من الطائرات المقاتلة والمسيّرة، كما ردت باكستان بهجوم صاروخي على مواقع بالهند، في تطور خطير وغير مسبوق.
ويبدو أنَّ المجتمع الدولي انتبه إلى أنَّ هذه الحرب إذا امتدت فقد تنذر بحرب عالمية يُستخدم فيها السلاح النووي، ولذلك مارست العديد من الأطراف الضغوط على الطرفين حتى أعلنا وقف إطلاق النَّار، وبدء مباحثات لحل الملفات الخلافية بينهما.
إنَّ المجتمع الدولي استطاع وقف هذه الاشتباكات التي لم تدم إلا أيامًا قليلة، فلماذا لم يُمارس الضغوط الكافية لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ووقف الإبادة الجماعية التي تحدث في فلسطين وترتكب فيها إسرائيل كافة الجرائم المحرمة دوليا، وامتدت تداعياتها إلى كامل المنطقة، حتى يستعيد العالم عافيته وسلامه وأمنه من جديد؟