"المؤلف الناشر": مبادرة نوعية لتمكين الإبداع الإماراتي العائلي

أبوظبي - الرؤية

 ضمن رؤيته الرامية إلى تعزيز الدور المجتمعي للثقافة، أطلق مركز أبوظبي للغة العربية خلال الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مبادرة نوعية بعنوان "المؤلف الناشر"، استلهمت شعار "عام المجتمع" ،الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للعام 2025، من خلال تمكين العائلات الإماراتية المبدعة وتسليط الضوء على منجزها الأدبي المشترك.

وفي تصريح يعكس أبعاد المبادرة، أكد سعادة سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، أن مبادرة المؤلف الناشر تنطلق من رؤية مركز أبوظبي للغة العربية الرامية إلى تمكين الناشر الإماراتي، ليس فقط بوصفه منتجاً للمعرفة، بل فاعلا ثقافيا واجتماعيا يحمل رسالة الدولة وهويتها إلى العالم.

وقال: "حرصنا في هذه الدورة على ترجمة شعار "عام المجتمع" من خلال مبادرات عملية تُفعّل القيم التي تقوم عليها بنية المجتمع الإماراتي، وعلى رأسها التماسك الأسري، والعمل التشاركي، وتمكين الإنسان من خلال المعرفة".

 وأضاف سعادته: "نحن نؤمن أن العائلة هي النواة الأولى للمجتمع المعرفي، والمصدر الأهم للثقافة، ولهذا أردنا أن نسلّط الضوء على النماذج الإبداعية التي نشأت من داخل الأسرة، وأن نقدّم لها منصة احترافية تُظهرها للعالم ضمن حدث دولي بحجم معرض أبوظبي الدولي للكتاب".

وأوضح: "هذه المبادرة تؤكد أن المركز شريك حقيقي في تطوير أعمال الناشرين، وفتح آفاق جديدة أمامهم للتوسع في سوق النشر، من خلال الدعم المؤسسي، والتمكين المعرفي، وربطهم بالمنصات الدولية، وعلى أن تكون كل أسرة إماراتية مرشحة لأن تصبح عائلة مُبدعة، تنتج المعرفة وتورّثها للأبناء، وتتحوّل من متلقٍ للثقافة إلى صانع لها".

وشهد جناح "المؤلف الناشر" مشاركات بارزة لعائلات إماراتية قدّمت نماذج متميزة في التأليف والنشر المشترك، إذ عبّر المشاركون عن امتنانهم لهذه الفرصة التي جمعت أفراد العائلة في تجربة ثقافية وإنسانية نابضة بالتعاون والإبداع.

ومن بين هذه النماذج، شارك الكاتب والروائي والإعلامي علي أبو الريش مع ابنه الكاتب الشاب هزاع أبو الريش، إذ عرضا أعمالًا متنوعة شملت ما يزيد عن 45 مؤلفاً، بالإضافة إلى إطلاق كتابين جديدين لهزاع، أحدهما ديوان شعبي بعنوان "بينونة"، والآخر كتاب فكري بعنوان "فلسفوبيا: الحياة في الحكمة" ،كما عرض هزاع إصدارات منصته الأدبية الإلكترونية "أصوات"، التي تُعنى بالرأي الثقافي وتستضيف نخبة من الكتّاب العرب.

أما الكاتب الواعد عيسى خليفة الليلي، البالغ من العمر 16 عامًا، فشارك بعدد من أعماله الأدبية التي تستلهم الواقع وتقدّمه برؤية سردية مبشّرة، وذلك بدعم من والدته الدكتورة عذبة المزروعي، التي شاركته التجربة من موقعها مشجعة وراعية لموهبته. وعبر الليلي عن سعادته بالمشاركة للمرة الرابعة في المعرض، مثنيًا على التسهيلات الكبيرة التي توفرها إدارة المعرض للناشئين.

من جانبها، عرضت الكاتبة فاطمة السويدي، المتخصصة في أدب الطفل، مجموعة من مؤلفاتها التراثية والتعليمية، من أبرزها سلسلة "مهن الأجداد"، إلى جانب 23 قصة تروّج للبيئة والثقافة الإماراتية. وشاركتها ابنتها نورة السويدي، الطالبة الجامعية، بمجموعة قصصية باللغة الإنجليزية تعرّف الأطفال بتاريخ دولة الإمارات، ومنها قصة "آلة الزمن" التي تسرد تاريخ الدولة بأسلوب أدبي جذاب.

وقالت السويدي: هذه المبادرة فريدة من نوعها، جمعتني ببناتي في تجربة مهنية وإنسانية مميزة. لقد تعلمّن الكثير عن النشر والتعامل مع الجمهور، ووجدنا دعمًا كبيرًا من إدارة المعرض. بعض كتبنا نفدت من الأيام الأولى، وهذا دليل على اهتمام الجمهور بالمحتوى المحلي الذي يعكس هويتنا".

وتُعد مبادرة "المؤلف الناشر"، التي انطلقت هذا العام بـ13 مشاركة، خطوة إستراتيجية ضمن برنامج مركز أبوظبي للغة العربية لتعزيز مكانة الناشر الإماراتي، وإعادة توجيه مفهوم النشر الفردي نحو النشر المجتمعي العائلي، الذي يعكس وحدة المجتمع وتكامل أدواره في صناعة المعرفة، ويقدّم للعالم نموذجاً إنسانياً وثقافياً مُلهِماً تنفرد به دولة الإمارات.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة