بشارة القدوم

 

 

وداد الاسطنبولي

تهللتُ؛ حين أتى وخاطب قلبي برفق؛ ما أجمل أن تجد من يعاملك بلطف! ويداوي قلبك ويجبر خاطرك، ويشعرك بوجوده القريب؛ أنه مهما غاب فهو آت، المهم أن تمنحني الحياة بقاء الحضور في ساعة حضوره، وتمنحني فرصة للنهوض من جديد للقائه.

أشعر بهمسة في أذني قائلا:

" لم يبق إلا القليل وسأقبل".

نعم، فأنا أشعر برائحتك، فأنت كالمطر لها رائحة زكية تفوح من تراب الأرض، فتنقي القلوب التي لوثتها ضغوط النفس وعكرتها أمارة السوء.

فأنت الخير الدائم المستدام، فجناحيك ليست لي أعلم ذلك! وإنما للعالم أجمع.

فأنت المناسبة التي تتكرر لنجدد فيها العمل ونغسل منها شتات الفكر، ونكثر من بسط راحة اليد لنجني ثمار قِيمك.

وأعلم حين همست لي: لم يبق إلا القليل وتظهر علاماتك، فاستعجل

القدوم، لأني سأتذوقك؟! فلك حلاوة في المكان حين أراك في وجوه الجَمعة التي تجمعنا حول مائدتك، نتشارك الضحكات والنقاشات الدافئة في الروح والريحان، في إدراك بأن وجودك هو الإيمان بعلاقتي بمن أوجدني.

يا نكهة البن والهيل والزعفران.

يا ريحة أهلي وكل من غاب عنا تحمل ذكرى طياته.

يا ركعة بجوفك تفرج كربة الصدر.

يا شروق يحمل معه الدفء، وغروبه يزيح زفرات التعب.

رمضان

نعم

أنا سعيدة بك

بك أزداد قربا بكل شيء، لأن الأيام سريعة فلحظاتك وتفاصيلك الفائتة ما زالت ترافقنا، لم نلحق أن نقول يا ليتها تعود تارة أخرى، فقد عدت! فقياسك بالتفاصيل، وقياسي بالدقائق والساعات فرأيتك بعيدا. لهذا امتلأت بالسهو وكثرة الأخطاء، فمرحبا بك، لأفيق من سهوي وأهتدي بالإيمان. كل عام وأنتم بخير، ومبارك علينا الشهر الفضيل والضيف المبارك لكل أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

الأكثر قراءة