كسبنا منتخباً.. ولم نخسر شيئًا

 

 

 

حمد الناصري

 

 

انتهت بطولة كأس الخليج 26 في الكويت وكان ختامها مسكاً بالحضور الجماهيري والتنظيم الرائع وأهم عنصر نجاح هو حفاوة وكرم إخوتنا وأهلنا في الكويت الشقيقة.

وأوفت المباراة النهائية بالتوقعات وشهدت تحولًا دراماتيكيًا في الدقيقة 17 من الشوط الأول هدفًا صحيحًا برأسية وجهها اللاعب عبد الرحمن المشيفري بإتقان، من ضربة ركنية نفذها اللاعب علي البوسعيدي.

وسجل البحرينيون هدف التعادل في الدقيقة 78؛ حيث احتسب الحكم القطري ركلة جزاء شكك الكثير من الخبراء في مدى شرعيتها لصالح مُنتخب البحرين وذلك بعد سيطرة منتخبنا على الشوط الأول وأكثر من نصف الشوط الثاني متفوقًا بهدف سجله اللاعب عبدالرحمن المشيفري بضربة رأسية من ركلة زاوية وخلال دقيقتين تحصلوا على هدف آخر من نفس الزاوية وبخطأ من المدافع العُماني هذه المرة لتنتهي المباراة بفوز البحرين وحصولها على كأس البطولة.

ومن الأمور المهمة والرائعة التي يجب الوقوف عندها والشكر، ما قدمه الجمهور العُماني من دعم وتشجيع كان لهما أثر كبير في بطولة خليجي 26، فجمهور الأحمر وقف خلف فريقه من بداية البطولة حتى صافرة النهاية وتكبده عناء السفر وقطع مسافات طويلة ما يقارب 17 ساعة برًا للوصول إلى الكويت، وكان فعلًا اللاعب رقم 12؛ بل كان فريقًا رديفًا للمنتخب.

وقد صرح محمد المسلمي قائد منتخبنا في لقاء صحفي سبق المباراة بالقول: "من يخطئ أقل له الأفضلية في تحقيق اللقب"، وفعلًا ذهب اللقب للفريق الأقل أخطاءً، فيما كلفت الأحمر أخطاءً فردية في المربع الأخطر وطوال الشوطين كان في مُتناول أيدي لاعبينا ترجيح كفتهم واستحقاقهم كأس البطولة حتى الدقيقة 78 التي تحصلت فيها البحرين على ركلة الجزاء.

ورغم ذلك فقد قدم لاعبونا جهدًا سخيًا في الملعب وبذلوا كل ما عندهم من عرق وأداء وقدموا للبطولة منتخبًا عنيدًا قويًا له شأن في قادم التصفيات والبطولات القادمة.. نعم، قد تكون المباراة النهائية أفقدتنا لقبًا أو كأسًا وأفقدتنا إحساسًا بلحظة الفوز، ولكننا كسبنا منتخبًا اختلف كليًا عما كان قبل البطولة وسنرى نتائج ذلك في التصفيات العالمية القادمة في شهر مارس.. ومن الأشياء التي كسبناها هي عودة شرارة التحدي والإصرار لدى لاعبينا والذي يعود الفضل فيها إلى المدرب الوطني الرائع رشيد جابر الذي راهن على لاعبيه وأعطاهم ثقته ودعمه فقدموا منتخبًا كان هو الأفضل برأي كل الخبراء والمُعلقين.

ومن الدروس التي تعلمناها هي الاستفادة من الأخطاء وعدم تكرارها مستقبلًا وهي نقطة مُهمة سيكون لها الأثر الأكبر في قادم المنافسات..؛ وبالرغم أن الأحمر العُماني افتقد لخدمات نصف لاعبيه الأساسيين، ولكن البدلاء قدموا أداءً مقنعًا وكبيرًا وحجزوا أماكنهم ضمن الصفوف الأولى للمنتخب وقدموا للمدرب المرونة التي يتمناها في استخدام البدلاء دون الخوف من نزول مستوى الأداء أو تأثير التغيير في التشكيل.

وكان لتنظيم دولة الكويت المستضيفة لخليجي 26، إثبات لقدرتها على تنظيم مثل تلك الملتقيات الرياضية، تنظيمًا رائعًا استحق الإشادة إقليميًا ودوليًا وتفوق على كل التوقعات العالية ورسخ مكانة الكويت الكبيرة في قلوبنا، وسيرتها العبقة العريقة.

إنَّ الأحمر العُماني دخل البطولة دون أية ترشيحات فوصل للنهائي وكان المرشح الأول للفوز باللقب، بجهد وحرص الكابتن رشيد جابر ورجاله الأفذاذ الذين قلبوا كل التوقعات وقدموا كرة عُمانية فاجأت الجميع وأزاحت كل المرشحين في طريقها نحو القمة.

وأخيرًا.. نقول نحن معك يا موجنا الأحمر قلبًا وقالبًا، ولكم ولمدربكم القدير الرائع كل تقديرنا ومحبتنا.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة