ناصر بن حمد العبري
منذ أن تسلَّم مولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في 11 يناير 2020، شهدت سلطنة عُمان تحولات جذرية وإنجازات ملحوظة في مختلف المجالات.
لقد كانت السنوات الخمس الماضية مليئة بالتحديات، ولكنها كانت أيضًا فترة من الإبداع والتطوير الذي يعكس رؤية السلطنة لمستقبل مشرق. وأحد أبرز الإنجازات التي تحققت خلال هذه الفترة هو التركيز على التنمية الاقتصادية المستدامة؛ فقد أطلق جلالة السلطان العديد من المبادرات التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط. ومن خلال رؤية "عُمان 2040"، وُضِعَت خطط استراتيجية لتعزيز القطاعات غير النفطية مثل السياحة، والصناعة، والتكنولوجيا. وفي مجال التعليم، تم تعزيز البنية الأساسية التعليمية وتطوير المناهج الدراسية لتلبية احتياجات سوق العمل. كما تم التركيز على الابتكار والبحث العلمي؛ حيث تم إنشاء مراكز بحثية جديدة وتوفير الدعم للطلاب والمبتكرين.
كُل هذه الخطوات تعكس التزام حكومتنا الرشيدة بتأهيل جيل جديد من القادة والمبدعين، كما لم تغفل الحكومة تحسين نظام الرعاية الصحية؛ حيث تم توسيع نطاق الخدمات الصحية وتحديث المستشفيات والمراكز الصحية. كما تم تعزيز الجهود لمواجهة التحديات الصحية، بما في ذلك جائحة كوفيد-19، من خلال توفير اللقاحات وتعزيز الوعي الصحي آنذاك.
وتحت قيادة صاحب الجلالة السلطان المفدّى، تم اتخاذ خطوات جادة نحو حماية البيئة وتعزيز الاستدامة؛ إذ جرى إطلاق العديد من المبادرات البيئية؛ بما في ذلك مشاريع الطاقة المتجددة والحفاظ على التنوع البيولوجي. وهذه الجهود تعكس التزام وطننا بمواجهة التحديات البيئية العالمية.
وعلى الصعيد الخارجي، نجحت سلطنة عُمان في تعزيز علاقاتها الدولية؛ حيث تعمل على حل النزاعات في المنطقة وتعزيز الاستقرار والسلم العالميين. ولا شك أنَّ سياسة السلطنة الخارجية المتوازنة والمبنية على الحوار والتفاهم ساهمت في تعزيز مكانتها كداعم للسلام والاستقرار.
وأخيرًا.. إنَّ السنوات الخمسة الماضية تحت قيادة عاهل البلاد المُفدّى- أيده الله- حفلت بالإنجازات التي تعكس رؤية طموحة لمستقبل هذا الوطن الأبيّ المعطاء، ومع استمرار الجهود المبذولة في مختلف المجالات، يبقى الأمل معقودًا على تحقيق المزيد من النجاحات التي تعود بالنفع على الشعب الوفي لقائده، وتُعزز من مكانة السلطنة على الساحة الدولية.