مُزنة المسافر
ماذا نعرف حين نكون فوق أي تل.
هل يدركنا من هنا ذاك الوحل؟
وهل كل ساعة رملية.
قادرة على أن تعد الأيام.
المفرغة من الصعاب.
وهل تسلك معي كل عنزة.
كل الهضاب.
أم يتركنني بين فينة وأخرى.
في بحث عن المهجة.
التي تحرك الشعور.
وتأتي بالظهور.
أمام الماء.
والمرعى.
وهل نحن هنا نتوارى؟
نختفي، وننجلي.
خلف حروف عديدة.
مكتوبة جديدة.
عليها اسم العناوين.
والطرق، والسبل.
التي لم نراها من قبل.
اقفزي أيتها العنزة.
قفزة جلية وسط الهواء الثقيل.
بين الضباب والسراب.
وانظري نحو كل سحاب.
إن كنت تستطين الوصول.
لكل نجم يأبى بالطبع الأفول.
وانطقي صرخات الهول.
لأنه المعبر الأخير.
وأن العبور الذي لم يكن إلا جسرًا.
خافيًا عن الظهور.
يظهر الآن بشكل كبير.
وانظري نحو الطريق.
يا ترى هل من صديق؟
يجد ثغراتٍ بهيجة.
وسط الوحل.
والأماكن العتيقة.
المتهالكة.
الحالكة.
والتي كانت مزهرة.
ومعبرة عن الشباب والصبا.
انظري في مشيك الجميل هذا.
نحو أجمل بكرة.
ونحو الرعاة الناطقين بالغياب.
عن كل شجرة كانت تأتي باللباب.
وماذا ترين أيضًا؟
يا ترى هل هي نفس السماء؟
التي كانت تحكي قصة غريبة لا تشبه الصفاء.