تباين المصالح الأمريكية وتأثير دعم إسرائيل على أمن سوريا

 

د. جمالات عبد الرحيم **

 

تعد العلاقات الدولية في منطقة الشرق الأوسط معقدة ومتداخلة، حيث تتداخل المصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية لتشكيل مشهدا متغيرا باستمرار. أحد أبرز مظاهر هذه العلاقة هو دعم الولايات المتحدة وحلفائها لإسرائيل، والتي تتأثر بشكل كبير بالحالة الأمنية في سوريا.

تدعم الولايات المتحدة إسرائيل بشكل كبير، سواء من ناحية التمويل العسكري أو السياسية. تعتبر هذه العلاقة استراتيجية، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط وضمان وجود حليف قوي في مواجهة القوى المعادية مثل إيران. ومع ذلك، فإنَّ هذا الدعم يرى الكثيرون أنه يأتي على حساب استقرار المنطقة.

سوريا، التي تعاني من نزاع مسلح منذ عام 2011، تعد واحدة من أكثر المناطق هشاشة في الشرق الأوسط. تزايدت التدخلات الخارجية في الصراع، بما في ذلك تدخلات من إيران وروسيا والولايات المتحدة. في هذا السياق، يمكن أن يُنظر إلى دعم أمريكا لإسرائيل على أنه عنصر يعقد جهود تحقيق السلام والاستقرار في سوريا.

وعلى الرغم من ادعاءات الولايات المتحدة بأنها تسعى إلى استقرار المنطقة، إلا أن دعمها المستمر لإسرائيل قد يؤدي إلى تصعيد التوترات مع الجماعات المسلحة في سوريا، مثل حزب الله، الذي يتلقى الدعم من إيران. هذه الجماعات ترى في الدعم الأمريكي لإسرائيل تهديدًا لوجودها، ويؤدي ذلك إلى تفاقم الصراع.

ويبدو أنَّ الدعم الأمريكي لإسرائيل يأتي في إطار سياسة حماية المصالح الحيوية، حتى وإن كانت هذه السياسة تؤدي إلى عدم استقرار في سوريا. فعلى سبيل المثال، قد تكون أمريكا وحلفاؤها حريصين على منع إيران من تعزيز وجودها العسكري في سوريا، لكن هذا لا يعني أنهم ملتزمون بتحقيق السلام.

وبالنظر إلى التعقيد الذي يكتنف الأوضاع في الشرق الأوسط، فإن دعم أمريكا وحلفائها لإسرائيل لا يتطابق بالضرورة مع حرصهم الحقيقي على استقرار الأمن في سوريا. فبينما يسعون إلى تحقيق مصالحهم الاستراتيجية، قد يتجاهلون الأبعاد الإنسانية والأمنية للصراع السوري. لذا، فإنَّ تحقيق استقرار حقيقي يتطلب إعادة تقييم يتعلق بمصالح الدول الكبرى والعمل بشكل أكثر تنسيقاً نحو حلول شاملة للأزمات في المنطقة.

** ‏خبيرة العلاقات الدولية وحقوق الإنسان

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة