عُمان.. عيدٌ يتجدد بإنجازات

 

 

تشهد عُمان انسجامًا وتكافلًا بين أفراد المجتمع في مختلف مناسباته انعاكسًا لأصالة الشعب

 

عائشة بنت محمد العمرية

في هذه الأيام المباركة، تكتسي سلطنة عُمان حلة جديدة من الأمل والاعتزاز؛ حيث يوافق الرابع والخمسين من العيد الوطني المجيد، تلك المناسبة التي تجمع أبناء الوطن كافة، ليجددوا ولاءهم وانتماءهم لعُمان الغالية، ويُعبِّروا عن امتنانهم لمسيرة حافلة بالعطاء والازدهار. إنه يوم خاص يُعبر فيه كل عُماني عن فخره بجذوره، وبوطنه الذي يقوده بحكمة وتبصر السلطان هيثم بن طارق المعظم– حفظه الله ورعاه– نحو مستقبل زاهر يليق بعُمان وشعبها.

لقد خطت عُمان خطوات ثابتة نحو التقدم والرفاهية منذ أن بدأت مسيرتها النهضوية، واستطاعت أن تثبت للعالم أنها وطن يستمد قوته من تراثه، ويرتكز على رؤية بعيدة المدى تطمح إلى تحقيق التنمية المستدامة. ففي ظل قيادة السلطان هيثم، تتجدد آمالنا وترسخ عزيمتنا في العمل والبناء، إذ تتطلع عُمان نحو رؤية 2040، تلك الرؤية التي تحمل في طياتها نهجًا شاملًا يعزز من كفاءة وازدهار البلاد في مختلف المجالات، ويحافظ على القيم والتقاليد الأصيلة التي عرف بها المجتمع العُماني.

ويمثل هذا اليوم فرصةً عظيمة لاستذكار جهود الأجداد، الذين غرسوا في قلوب أبنائهم حب الوطن والعمل لأجله، وحرصوا على بناء عُمان قوية قادرة على مواجهة التحديات. ومن صحاريها وجبالها إلى شواطئها ومدنها النابضة بالحياة، يظل تاريخ عُمان شاهدًا على عظمة هذا الشعب وصموده، وقدرته على التكيف والتطور عبر السنين. إنه يوم نتأمل فيه عمق التاريخ ونستلهم منه الدروس والقيم؛ لنواصل المضي قدمًا بنفس العزم والإصرار.

ولا شك أن مسيرة عُمان اليوم تواكب روح العصر؛ حيث تشهد القطاعات الاقتصادية والاجتماعية تطورات كبيرة تدفع نحو استقرار أكبر ونمو متزايد.

والشباب العُماني اليوم يحمل شعلة التقدم، ويسعى من خلال ابتكاراته وإبداعاته إلى ترك بصمة في مسيرة النهضة، مواكبين بذلك مساعي سلطنة عُمان لتعزيز دور الشباب في بناء مستقبل واعد، وداعمين مشاريع ريادية تفتح لهم آفاقًا أوسع في سوق العمل وتساهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني.

ومع هذا التقدم الاقتصادي، تأتي أهمية التلاحم المجتمعي الذي يميز الشعب العُماني؛ إذ تشهد عُمان انسجامًا وتكافلًا بين أفراد المجتمع في مختلف مناسباته، ما يعكس أصالة هذا الشعب وحرصه على الحفاظ على روح الأخوة والمودة. وعلى مر السنوات، بقي المجتمع العُماني نموذجًا متميزًا في التسامح والتضامن؛ إذ يتكافل الجميع من أجل تحقيق مستقبل أفضل لسلطنة عُمان.

وفي احتفالنا اليوم، نتطلع إلى المستقبل بأمل وثقة، ونعقد العزم على مواصلة العمل لتحقيق تطلعاتنا نحو وطنٍ مزدهرٍ ومستدام. وإننا ندرك أن العيد الوطني ليس مجرد احتفاء؛ بل دعوة لنا جميعًا للمشاركة في بناء عُمان التي نحلم بها، عُمان التي تتربع على قلوبنا وتظل لنا وطنًا نفتخر به ونعتز بتاريخه وإنجازاته.

وفي الختام.. نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لقائدنا السلطان هيثم بن طارق المفدى– حفظه الله– الذي يقود عُمان نحو مستقبل مُشرق، ونؤكد أن حبنا للوطن وعزمنا على البناء لن ينقطع. نحن هنا لنحتفل، ولكننا هنا أيضًا لنواصل مسيرة العطاء، واثقين بأنَّ عُمان ستظل منارةً للأمان والتقدم، وطنًا يزهو بعراقته ويزدان بحكمة قيادته، لتبقى رايتها عالية في سماء العزة والمجد.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة