لم تتوقف الإبادة الجماعية في غزة يوما منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر، بل لم تتوقف لساعة سوى أيام قليلة في الهدنة التي أبرمت في نهاية العام الماضي، وكأنَّ العالم كله لم يعد يملك أي سلطة تجاه ما يحدث.
400 يوم مرت على القتل والتجويع والتشريد والاعتقال، ودماء الفلسطينيين تسيل في مختلف مناطق القطاع تحت أعين المنظمات الدولية، بل إن المنظمات الدولية التي تعمل في المجالات الإنسانية لم تسلم من نيران إسرائيل المجرمة التي تمارس أسوأ الممارسات الدموية في العصر الحديث.
لا أحد كان يتوقع أن تمر كل هذه الأيام دون اتخاذ خطوات دولية فاعلة تنهي هذه المأساة الإنسانية، لكن التغيرات التي يشهدها العالم جعلت من منظماته الدولية أداة تسخرها الدول العظمى في تحقيق مصالحها على حساب الشعوب الضعيفة، ترهب بها من تشاء وتكفّها عمن تشاء.
لقد كانت حرب غزة كفيلة بأن تعرّي الكثير من الدول والمنظمات الدولية، وكفيلة بأن تظهر لنا الوجه الحقيقي للمبادئ التي لطالما تغنت بها أوروبا وأمريكا، مبادئ الحرية والعدالة والديموقراطية، ليتبين بعد ذلك أن هذه الدول هي من تنتهك المبادئ التي تدعي الترويج لها والدفاع عنها.
إن المجتمع الدولي رسب في اختبار الإنسانية، وسقط في مستنقع الدماء التي تجري دون توقف في فلسطين، ليبقى السؤال المتكرر: إلى متى؟!