محمد بن رامس الرواس
من أجل أن توجِد بلادنا لنفسها مكانة متقدمة بين الأمم في مجال تقنية وبرامج الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، عليها أن تتجاوز العديد من التحديات التي تواجهها؛ واولها إرساء ثقافة الذكاء الاصطناعي بين الشباب وطلبة الكليات والمدارس، مع وضع استراتيجيات جديدة للتعليم؛ لتحقيق تحوُّل نوعي في التعليم، بدلًا من أن تكون هذه المؤسسات التعليمية تعاني من الكثافات العالية، وبذلك يفقد الطالب التركيز على شغفه، عندها يمكن القول إننا تجاوزنا المرحلة الأولى في هذا المجال وإننا على الطريق الصحيح في رحلة السباق نحو المستقبل، لكي نتبوأ مكانةً مرموقة بين الدول، ونُحافظ على مكتسبات التنمية من خلال توظيف برامج الذكاء الاصطناعي في مشاريع الخدمات والتنمية.
في الفترة المسائية من منتدى شباب عُمان والتي حملت عنوان "عُمان مُلهِمة"، أثلج صدورنا ما شاهدناه من نماذج مُلهمة للشباب العُماني، قدموا خلاصة ابتكاراتهم إبداعهم ومشاريعهم التي استخدموا فيها البعض منهم برامج الذكاء الاصطناعي وحازوا على العديد من الجوائز ونالوا أعلى الشهادات الكبرى على مستوى العالم الوطن العربي فحق لنا ولهم أن يفخروا بذلك لأنهم منارات علمية تضيء الطريق نحو المستقبل الجديد.
لا شك أن غرس ثقافة التقنية بصفة عامة والذكاء الاصطناعي بصفة خاصة في مناهجنا ولدى شبابنا وطلابنا من أجل أن تصبح لسلطنتنا الحبيبة عُمان مكانة متميزة بين قريناتها من الدول، ومن أجل المحافظة على استدامة التنمية فيها، تكمن الأهمية في غرس هذه الثقافة التي نتحدث عنها. وبداية يجب أن نسأل أنفسنا عدة أسئلة عن استعدادنا للمرحلة أولها: ماذا نُريد أن يكون لدينا من إمكانيات في هذا المجال؟ وما هي الدول التي يجب علينا التواصل معها في الحصول على مزيد من التقنية في هذا المجال؟ وغيرها من الأسئلة المحفزة للإقدام على الخطوة الأولى تكمن في حلم صانع القرار العُماني وهو صاحب زر الانطلاقة في الوصول إلى مجال تقنية الذكاء الاصطناعي التي بدأت تنتشر اليوم في العالم بشكل متسارع، والخطوط التي تليها هو وضع مستويات تعليمية نوعية.
ومن أجل أن نصل إلى مستويات عليا ضمن مجموعة النخبة في العالم وعليه لا يمكننا الوصول إلى طموحاتنا في هذا المجال إلّا من خلال غرس نوعية خاصة من الثقافة التعليمية في هذه المرحلة لأبنائنا، هذا بجانب أن نزرع الثقة بشبابنا وطلبتنا ونعطيهم جرعات متميزة من التعليم الجاد النوعي الذي يخدم شغفهم، عندها يظهر لنا المبدعون والأذكياء في هذا المجال من الذين سيكملون الطريق والمسيرة نحو تشييد مستقبل طموح كله ثقة وإيمان تحلق خلاله عُمان نحو المستقبل.
ختامًا.. نقول إنَّ استثمار علاقاتنا مع الشركات التي تربطنا معها علاقات مُتميزة مثل الشركات التايوانية التي تملك مجالات متفوقة عالميًا في مجال برامج الذكاء الاصطناعي، وأن نعمل على توظيف علاقاتنا الدبلوماسية والتجارية مع مختلف دول العالم في هذا الشأن، وعندما نستثمر هكذا إنجازات، نستطيع تحقيق الآمال وبلوغ الطموحات، وهي ليست ببعيدة عنَّا أبدًا.