تحقيق مكسب للمرأة العُمانية في كل عام

 

 

د. خالد بن علي الخوالدي

 

أكثر من 15 عاماً ونحن نحتفل بيوم المرأة العُمانية وبما أنَّها مناسبة غالية علينا جميعاً علينا أن نفكر تفكيراً عميقاً في جعل هذا اليوم يومًا مُهمًا نُعدد فيه ما وصلت إليه المرأة العُمانية من إنجازات وتمكين في مختلف المجالات، ونحاول جاهدين التركيز على معالجة عدد من التحديات التي تصادفها لتحقيق ذاتها وتحقيق مستقبلها ودورها المنوط في خدمة الوطن العزيز ونعالجها معالجة واقعية ومنطقية.

ولا يختلف اثنان في أن المرأة العُمانية لها دور بارز وحيوي ومهم وفاعل وحقيقي في بناء الوطن، ولهذا من المهم أن تكون لنا رؤية لاستغلال هذا اليوم في تحقيق مكسب ولو واحد في كل عام على الأقل، فلو فكرنا مثلاً في عام 2025 بحصر النساء غير العاملات (المُربيات العظيمات) وتحديد مكافأة شهرية لهن على غرار كبار السن والأطفال، تحدد ملامحها ومستحقاتها وكيفية العمل على تحقيقها في أرض الواقع، وفي عام 2026 نفكر في تحقيق مكسب آخر للمرأة كأن نُحدد حدائق ومراكز ترفيهية وثقافية ورياضية خاصة للنساء في كل ولاية أو محافظة، وفي عام 2027 نعمل على تنفيذ فكرة لتعزيز المبادرات التي تدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة المملوكة للنساء، وتوفير التمويل اللازم لهن لدخول عالم الأعمال.

ويمكن في كل عام تنفيذ أكثر من مكسب وتنفيذ أكثر من فكرة، وبهذا سنُحقق رؤية مختلفة ونحتفل بها بدل الاحتفالات الحالية التي لا جديد فيها، فبعد سنوات سنجد أننا حققنا الكثير من المكاسب للمرأة، مع إيماننا التام بأنَّ الحكومة قد قامت بخطوات عملية في هذا الجانب من خلال تعزيز مكانتها ومراعاة وضعها في العديد من القوانين السارية في مختلف المؤسسات، إلا أن تحقيق الأكثر للمرأة العُمانية هو واجب مستحق، فهي الأم والأخت والزوجة والخالة والعمة والجدة والمعلمة والطبيبة والقائدة والملهمة والنور المبين لكثير من الأسر والعوائل.

إننا نؤمن بأنَّ يوم المرأة العُمانية هو يوم يرمز إلى التقدير والاحترام لدور المرأة في المجتمع العُماني، واحتفاء بالإنجازات التي حققتها النساء في مختلف المجالات، ومع هذا الإيمان التام علينا جميعاً ضرورة دعمهن في مسيرتهن نحو تحقيق المزيد من التَّقدم، فقد أثبتت التجربة أن المرأة العُمانية تمتلك قدرات وإمكانيات كبيرة ساهمت بها جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل في بناء هذا الوطن الغالي، فهي المربية للأجيال وهي من صنعت القيادات الوطنية والسواعد التي ساهمت في بناء سلطنة عُمان في كافة المجالات العسكرية والأمنية والعلمية والأدبية والثقافية والصحية والاقتصادية والسياسية وغيرها من المجالات.

لهذا اقترح أن تتم دراسة تحديد إنجاز نحتفل به للعام المقبل في يوم المرأة العُمانية كتكريم لها فبالرغم من الإنجازات الملحوظة، لا تزال هناك حاجة إلى دعم أكبر لتحقيق التفاعل والتناغم والتمكين للمرأة في المجتمع، ومع تزايد الوعي بأهمية دور المرأة يجب أن يكون هناك جهد جماعي من الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص لدعم المرأة العُمانية وتحقيق مكسب لها في كل عام، فحفل تقدم فيه الورود والهدايا وغيرها من كلمات الثناء والشكر لا تكفي.

إن يوم المرأة العُمانية ليس فقط احتفالاً بالإنجازات؛ بل هو دعوة للعمل من أجل تحقيق المزيد من الحقوق والفرص للمرأة، إن دعم النساء وتمكينهن هو استثمار لمستقبل عُمان، ويجب أن نتذكر أن الجهود المبذولة من أجل المرأة ليست رفاهية، بل ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.

وكل عام ونساء عُمان بخير.. ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.