حرب مأساوية.. ودموع مُنهمرة

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

 

المُتتبع لتاريخ الإنسان يعلم تماماً أنه منذ بداية البشرية والجميع ليس على وفاق وإن كان السبب تافهاً جدا أو كان كبيرا ويستحق عدم التوافق وعدم الوصول لحلول لوقف النزاعات وتغليب الصراعات والتعصبات إن كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو فكرية وثقافية فذلك يختلف باختلاف الأمر الذي تم التنازع عليه، لذا تجد أغلب الدول في شد وجذب وأخذ وعطاء ولكن دائماً ما تجد الصراعات في تطور مستمر فقد غلبت النفس البشرية حب الذات وعدم القدرة على تحمل المسؤولية وعدم التركيز على هدف مُعين.

الضياع والشتات وعدم تقبل الآخر وعدم الرضا بالقدر والخروج من بوتقة التقوقع الاجتماعي والنفسي وعدم الانخراط في مجموعة ما وتغليب رأي المقربين على الآراء التي قد تكون هي الآراء التي تعطي الفارق  هو الأمر غير المحمود البتة وهو الأمر الذي يجب ألا نسمح به ولا تسمح به الدول المعنية ولا التجمعات أو الأحزاب أو المؤسسات وحتى المبادرات الثقافية.

وما يحدث خلف إطار الصورة هي حرب كبيرة ضد أشخاص ضد دول ضد عالم ما وقد يكون ضد شخوص مُعينة لكن من بيده القرار يواصل في دعم أشخاص غير ذوي كفاءة كل همم هو مصلحتهم الأولى في ما يحدث وقد تكون هذه المصلحة هي سوء للبشرية وحرب يروح ضحيتها الأبرياء ودبلوماسية في غير موضعها وهذا ليس في مصلحة الإنسان أينما كان وكيف ما كانت ظروف ذلك المجتمع الذي تمارس به كل تلك الحروب والتعصبات والفتن.

وما يحدث في عصرنا الحالي ومنذ عام فات في السابع من أكتوبر عندما شب فتيل الحرب وقرع ناقوس الخطر وراحت ضحيته أرواح بلا عدد ولا حصر ولاتزال تلك الحرب الجائرة مستمرة فقد هزَّ اقتصاد دول وكان الموت محاصرًا للجميع من كل الاتجاهات فتبدلت المعالم من صورة خلابة المنظر إلى حطام وتدمير راح ضحيته شخصيات مهمة اغتيلت بوحشية وراح ضحيته قلوب كانت تنبض بالحياة وتنتظر الفرج وفتح صفحة جديدة لكن هيهات هيهات.

ها هو السيناريو ذاته يعود من جديد في جنوب لبنان، وها هي المشاهد الدموية في تزايد، وها هي الصراعات في تكاثر وهاهي الاغتيالات للشخصيات المهمة مستمرة بطريقة كبيرة وبشكل مدروس لأن هناك أقوام لا تخاف من شيء وتؤمن تماماً أنه لن يأتي الرد سوى اجتماعات ومؤتمرات وكلام وتوعد ومعاهدات سلام على ورق لذا فإن الجائر يزداد في جوره والخائن يزداد في خياناته والسيئ يمارس طقوسه وحكاياته المزورة وعبثيته الفوضاوية.

لكن ما يتبادر للأذهان ألا يجب على صناع القرار أن يتخذوا خطوة جادة في الأمر في الحروب الكثيرة في الضحايا في الأرواح في الشوارع المكسرة والمدارس المدمرة في الربيع العربي في وقف إطلاق النار في وقف الحد من هذه الجرائم لماذا نبقى مكتوفي الأيدي لماذا لا تجتمع العرب ضد الغرب لماذا التقليد الأعمى لماذا مواصلة الدعم لهم لماذا لم تتم المقاطعة لماذا توقف كل ذلك الحماس الذي بدأ بحب لماذا عادت كل تلك الأسعار في ازدياد هذا لأنكم بعتم إنسانيتكم مقابل مشروب غازي أو وجبة سريعة لم تستطيعوا الاستغناء عنها أو مقابل معاهدة سلام غير مكتملة ولماذا نحن نضحك على أنفسنا ونفرح لموت بعضنا بحجة أنهم ليسوا من نفس الذهب أين الإسلام وأين أمة الحق من نفوسنا المريضة وأين قوانا ونحن العرب الذين صنعنا أمجادا كثيرة فماذا الآن؟!

الآن.. ننتظر على سفرة الغداء الخالية من أي صحن بانتظار أن يدق الجرس وتتوقف إراقة الدماء وبانتظار أن نتحد، لأنه بالاتحاد قوة.