يوسف عوض العازمي
@alzmi1969
"أنت نتاج قراراتك وليس ظروفك" ستيفن كوفي.
******
الأحاديث عن التاريخ لاتنتهي ولاتمل، يبدأ الجدل حولها ولاينتهي حتى قيام الساعة، لأن التاريخ هوتدوين شخصية الإنسان وطباعه وأحواله وظروفه ومجريات الحاصل من حوله، ولايكاد حدث ينشئ إلا تضاربت حولة متناقضات التدوين والتأريخ، وكلا يؤكد مقولته وكتابته، ويستصعب على باغي الحقيقة الوصول لمبتغاه، بيسر وسهولة، فأصبح فرز الغث من السمين أمرًا باهظًا وشبه مستحيل.
تصور أن يحصل حدث كبير في وقتنا الحاضر، وتقوم وسائل الإعلام ومنصات الأخبار بنقل الخبر، وهنا حاول أن تتابع الخبر من عدة أوجه مختلفة، سيبرز لك تأثير الآيديولوجية على تغطية الخبر، وترى بشبه استحالة وجود فهم واتفاق مشترك لحالة وبنية الحدث، فكلٌ يغني على ليلاه أو آيديولوجيته.
في زماننا وحتى على مر الأزمنة والعصور تتدخل الآيديولوجية بأنواعها في صياغة الأخبار، فعلى سبيل المثال لا الحصر توفي أحد القادة أو أحد المؤثرين سياسيا أو اقتصاديا أو علميا أواجتماعيا أو ثقافيا، فإن تابعت تغطية خبر الوفاة ستجد تناقضا فاضحا واضحا بين التغطيات، لاننسى بأن التغطية بحد ذاتها هي تأريخ، لذلك مسؤولية الإعلامي جسيمة وليست يسيرة، فهناك من يصف المتوفى بالشهيد، وهناك من يصفه بالمقتول، وهناك أيضاً من سيصفه بالهالك، ولا تستغرب إن تمَّ وصفه بإحدى التغطيات بالنافق، كلٌ بحسب معطياته وقناعته وأيضاً مصالحه الخاصة.
لذلك فإن استخدام خاصية التحليل والتفكير النقدي أمر مهم جدًا في دراسة وقراءة الأحداث التاريخية، ولن أذكر أي حدث كمثال فالدنيا مليئة بالأحداث التي دونتها ملايين الصفحات وآلاف الكتب، في الماضي والحاضر وكذلك ما سيكون بالمستقبل.
احسب معي العرق / البلد / اللغة / الدين / الآيديولوجية / المصالح الاقتصادية / السياسية، وربما الثقافية كل ماسبق له تأثيره الظاهر والباطن في كيفية المعالجة التأريخية والإعلامية في تغطية الحدث، ولك أن تتصور وجود ألف منصة إعلامية لتغطية حدث ما، في الواقع لن تجد خبرا واحدا بل ألف خبر، وكما أسلفت في سطور سابقة كلا يغطي على ليلاه، وستجد ألف قصة وحكاية لذات الحدث، بالطبع ولا نقاش أن المرتكزات المتفق عليها بين الألف منصة هي المعلومات البديهية مثل أطراف الحدث / المكان / الزمان، غير ذلك تمتع بالقراءة لألف رواية لقصة واحدة !
قال تعالى: "لَقَدۡ كَانَ فِی قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةࣱ لِّأُو۟لِي ٱلۡأَلۡبَابِۗ" (يوسف: 111).