كشف الستار عن حالة ظَفَارِ للشيخ عيسى الطائي قاضي قضاة مسقط (20)

 

تحقيق: ناصر أبوعون

قال الشَّيخُ القاضِي الأجَلّ عِيَسى بِنْ صَالِحٍ بِنْ عَامِرٍ الطَّائِيُّ:[(وَكَانَ قَوَامُ دَوْلَةِ الحَبُوضِيّينَ التِّجَارَةَ فَقَطْ، وَقَوَامُ دَوْلَةِ الْمنْجَوِيّين الْمَوَاشِي، وَلَمْ تَزَلْ ظَفارِ تَتَعَاقَبُهَا الدُّولُ حَتَّى اِنْتَقَلَتْ إِلَى السُّلْطَانِ عَلِيٍّ بن عُمَرَ الْكُثَيْرِيِّ، وَهُوَ مِنْ مُلُوكِ حَضْرَمَوْتَ، وَلَمْ يَزَلْ آلُ كُثَيْرٍ مُلُوْكَ ظَفارِ، حَتَّى حَدَثَ بَيْنَهُمْ الْخِلَافُ وَالشِّقَاقُ وَاِنْقَسَمُوا فِي أَنْفُسِهِمْ، فَوَفَدَ جَعْفَرُ بن بَدْرٍ بن عَبْدِ اللهِ الْكُثَيْرِيّ سُلْطَانُ ظَفارِ حِيْنَ نَافَسَهُ أَبْنَاءُ عَمِّهِ إِلَى إِمَامِ عُمَانَ سُلْطَانٍ بِنْ سَيْفٍ بِنْ مَالِكٍ اِبْنِ أَبِي الْعَرَبِ الْيَعْرُبِيّ – رَحِمَهُ اللهُ – مُسْتَنْجِدًا بِهِ وَمُسْتَجِيْرًا مِنْ أَبْنَاءِ عَمِّهِ، فَأَنْزَلَهُ الإِمَامُ – رَحِمَهُ اللهُ – خَيْرَ مَنْزِلٍ وَأَكْرَمَ مَثْوَاهُ، وَجَهَّزَ مَعَهُ إِلَى ظَفارِ جَيْشًا بِقِيَادَةِ الْعَلَّامَةِ دَرْوِيْش بن جُمْعَة الْمَحْرُوقِيّ – رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى – فَاحْتَلَّهَا الشَّيْخُ دَرويشُ بِاسْمِ الإِمَامَ سُلْطَان؛ فَبَسَطَ فِيْها الْعَدْلَ وَنَشَرَ الْأَمْنَ)].

*****

اقتصاد الحَبوضيين والمنجويين

قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ:[(وَكَانَ قَوَامُ دَوْلَةِ الحَبُوضِيّينَ التِّجَارَةَ فَقَطْ، وَقَوَامُ دَوْلَةِ الْمنْجَوِيّين الْمَوَاشِي)].

- [(قَوَامُ دَوْلَةِ الحَبُوضِيّينَ التِّجَارَة)]؛ ولأنّ غنى بلاد عُمان، وكذلك وفرة الأموال بها، والتي كانت تتدفق عليها بوساطة الرسوم والضرائب التي كان يفرضها (سعيد وسليمان ابنا الجلندى) على مدن الساحل والسفن العابرة لتك المنطقة من الحوافز التي شجّعت الحجاج بن يوسف للاستيلاء على عُمان"(01)؛ لذلك سعى الحَبُوضيون طوال مدة حكمهم على تعظيم الدور التجاريّ لمملكتهم في ظفار. ومما يدل على غنى بلاد عُمان ما ذكره قُدامة، من أنّ "جباية مقاطعة عُمان من الذهب والفضة كانت توازي ثلاثمائة ألف دينار، وذلك في العصر العباسيّ الأول(02)، كما اشتهرت عُمان بإنتاج اللؤلؤ واحترف سكانها مهنة الغوص، كما كانوا يتاجرون بالذهب والياقوت واللؤلؤ(03)، ونشطت التجارة العُمانية في عصر الحَبُوضيين بسبب سيطرتهم على العديد من الطرق التجاريّة حيث كانت "تشحن السفن بمنسوجات الحرير والكافور والمسك والتوابل، وكان ربابنة السفن يقصدون أولا إلى (ريسوت) أو أية نقطة أخرى على ساحل الشّحر أو مهرة، ثم يميلون شرقا على طول الساحل حتى يصلوا إلى خليج عُمان، وأخيرًا يلقون مراسيهم في (سيراف) أو (الأبلة)، ثم يبيع النّواخذة شحناتهم ويشترون سلعا جديدة، وفي القرن العاشر كانت سفن سيراف في تجارة منتظمة مع شرق أفريقيا"(04)

- [(وقَوَامُ دَوْلَةِ الْمنْجَوِيّين الْمَوَاشِي)]، وفي هذا الموضع أطلق الشيخ عيسى الطائي (مفردة المواشي) كلفظٍ عامٍ، وأراد بها الخاص؛ أي: (الخيول والإبل)، ومما يؤكد ذلك، "النشاط التجاري الذي كان قائمًا بين (بغداد) و(ظَفار) و(مرباط)؛ حيث كانت هناك طريقَا آمنةً يسلكها البدو في العام مرتين فيجلبون الخيل ويأخذون عوضهم العطر و(البزّ/المنسوجات)"(05) ، وكان "أهل (ظَفار) يبيعون ويشترون في (الخيل)؛ لأنّ (الطُّعْمَ) عندهم كثير بسبب (البشكال)، فثلاثة أشهر تمطر ليلا ونهارًا في وقت الخريف، وفيها آبار تحرث (غواف) كثيرة وعيون كثيرة، وكانت تأتيهم المواسم كل سنة من الهند والسند تشتري (الخيل) بمائة أو مائتين، وأكثرهم يستعينون بثمنها على الحراثة والتجارة"(06)، وتعدُّ "الثروة الحيوانية من روافد الاقتصاد القوميّ لإقليم (ظفار)؛ إذ تعيش نسبة كبيرة من السكان على تربية الماشية والانتفاع بلحومها، وألبانها وجلودها، كما إنّ بعض منتجات هذه الثروة مثل السمن والجلود تدخل ضمن السلع التي تُصَدَّرُ من (ظفار)"(07)

حكّام ظفار منذ القرن الرابع الهجري

قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ: [(وَلَمْ تَزَلْ ظَفارِ تَتَعَاقَبُهَا الدُّولُ حَتَّى اِنْتَقَلَتْ إِلَى السُّلْطَانِ عَلِيٍّ بن عُمَرَ الْكُثَيْرِيِّ، وَهُوَ مِنْ مُلُوكِ حَضْرَمَوْتَ حَتَّى حَدَثَ بَيْنَهُمْ الْخِلَافُ وَالشِّقَاقُ وَاِنْقَسَمُوا فِي أَنْفُسِهِمْ)].

-[(لم تزلْ)]: لفظ يدل على الثبوت والاستمرار، مع توقّع التحوّل والانقطاع. ويأتي الفعل (زال) على ثلاث صور (ناقصًا)، و(لازمًا)، و(مُتعديًّا بحرف)، وقد أورده الشيخ عيسى الطائيّ في هذا المقطع من المخطوط (ناقصًا)، وشاهدُه الشعريّ نجده عند لَقِيط بن يَعْمُر الإياديّ في قوله:[ فَمَا (أَزَالُ) عَلَى شَحْطٍ يُؤَرْقُنِي// طَيْفٌ تَعَمَّدَ رَحْلِي حَيْثُمَا وُضِعَا(08). ويأتي الفعل (زال) (لازمًا)، وشاهده نقرأه في شعر مهلهل بن ربيعة التَّغلِبيّ:[ لَيْسَتْ بِرَاجِعَةٍ لَهُمْ أَيَّامُهُمْ// حَتَّى (تَزُوْلَ) شَوَامِخُ الْأَعْلَامِ](09)، كما يأتي الفعل (زال) أيضا (متعديا بحرف)، وشاهدُه من شعر الخنساء في قولها:[ كَمْ مِنْ ضَرَائِكَ هُلَّاكٍ، وَأِرْمَلَةٍ// حَلُّوا لَدَيْكَ، فَزَالَتْ عَنْهُمُ الْكُرَبُ](10). -[(تَتَعَاقَبُهَا الدُّولُ)]، أي يتوارثها الحُكّام واحدًا بعد آخر، وشاهدها نعثر عليه في شعر الأسود يَعْفُر النهشليّ في قوله:[صَحَا سُكُرٌ مِنْهُ طَويْلٌ بِزَيْنَبَا// (تَعَاقَبَهُ) لَمَّا اِسْتَبَانَ وَجَرَّبَا](11)

لقد أجمع المؤرخون على أنّ عُمان كانت تتبع حاكم البصرة منذ أنْ البسط الحكم الإسلاميّ نفوذه وصارت الخلافةُ مُلْكًا عضوضًا، وفي هذا السياق نقدّم مسردا تاريخيا للدول والولاة الذين توارثوا حُكمَ عُمان وإقليمها ظفار وتعاقبوا عليها؛ ففي سنة 401هـ/1010م، عُيّنَ (القاضي أبو بكر البكاليّ) كبير القضاة في البصرة واليا على عُمان وشرق أفريقيا، ثم في سنة 403هـ/1012م توفي أمير البصرة (بهاء الدولة)، وانتقلت السلطة إلى نجله (سلطان الدولة أبو شرجة)، ومن ثَمَّ انتقلت إمارة عُمان في عهده من (أبي محمد بن مكرم) إلى نجله (أبي القاسم)، ثُم توفي سلطان الدولة سنة 415هـ /1024م، وتسلّم السلطة في عُمان (قوام الدولة أبو الفوارس) حاكم كرمان. وفي سنة 428هـ/1036م، توفي محمد بن مكرم، وخلفه في السلطة ولدُه (أبو الجيش) سنة 431هـ1039م، فولّى على عسكره (عليٌّ بن هطّال المنوجانيّ ، فانقلب على وليّ نعمته وانفرد بمقاليد السلطة في عُمان، وصادر أموال التجار والأعيان، فبلغ ذلك الملك (أبا الكاليجار) في الأهواز، فأوعز إلى (العادل بن منصور بن فنّة)، فأوكل ولاية عُمان إلى (المرتضى) الذي ألّب العُمانيين ضد (ابن هطّال) حتى قتلوه، ثُمَّ أعدَّ (الكاليجار الأهوازيّ) حملة بحريّة لتعزيز ولاية المرتضى على عُمان، وخرج العُمانيون مع (الكاليجار) وأعانوه في الاستيلاء على البصرة؛ لتظل البصرة وعُمان في عهده تنقل (المكوس) إلى (الأهواز)(12)، ونتيجة ولهذه التطورات استولى (البويهيون) على عُمان ردحًا من الزمن، غير أنّ دورهم بدأ في الاضمحلال(13)، أمّا عُمان فقد تمتعت في حينها بنوعٍ من الاستقرار النسبيّ، حيث انتقلت السلطة سنة 431هـ /1039م إلى أبي محمد القاسم بن مكرم؛ إلا أنّ حُكمُه لم يُرْضِ الأطراف العُمانيّة بسبب ضعفه، وعدم خبرته في إدارة شؤون الحكم، فأسند مهامه إلى نُوَّابه وعناصر كانت ظالمة"(14)، ونتيجة لهذه التداعيات السياسيّة، قام العمانيون بثورة عارمة لإزالة (دولة البويهيين) من السلطة؛ فقام حاكم الأهواز(عماد الدين أبو الكاليجار) بحملة عسكرية بحريّة من (فارس) إلى (صحار) واستولى عليها(15)، ثم اضمحلّ حكم البويهيين بعد وفاة (الكاليجار)، وورث ابنه (المظفر) حُكم عُمان، غير أن العلماء الإباضيّة أَلَّبُوا القبائل ضده، وقادوا هجوما عسكريا بقيادة الإمام الراشد بن سعيد، الذي تقلّد الإمامة سنة 445هـ/1053م، وهدموا قصر الديالمة والبويهيين في عُمان بعد أن ظهر حكم السلاجقة، ثم عاد (شهريار الديلميّ) المُلقب بـ(تازيك) على رأس حامية على عُمان فأثار حفيظة (قادر بِك السُّلجوقيّ) فجاء إليها على رأس حملة بحرية (456هـ 1063م)، وارتكب فيها مذابح بشعة وجمع الغنائم ورحل. وتعتبر هذه الفترة من أكثر الفترات غُموضا في التاريخ العُمانيّ وأطلق عليها المؤرخون الفترة المظلمة (16)، ويقول ابن المجاور" "إن عمان كانت تتبع إداريا لملوك كرمان من أسرة السلاجقة(17)، ثم حكمها (الغز)، ويقول ابن الأثير: منذ إمامة الخليل بن شاذان الخروصيّ (408ه/1017م) تجلَّى نوع من الانسجام والوحدة بين القبائل العُمانية، واستعادت القبائل العُمانية استقلالها و(انتُخِبَ/بُويعَ) عدد من الأئمة، كان أشهرهم (الإمام محمد بن خنبش)، الذي حكم 74 سنة (510هـ-557هـ/1116- 1161م)، وهكذا الأيام دول.

سلطنة آل كثير في ظفار

- [(اِنْتَقَلَتْ إِلَى السُّلْطَانِ عَلِيٍّ بن عُمَرَ الْكُثَيْرِيِّ وَهُوَ مِنْ مُلُوكِ حَضْرَمَوْتَ)]؛ فبعد سقوط دولة الحَبُوضيين، أُديرت ظفار من قِبَل ولاة (المُظفر الرسوليّ)، ثم أَمّرَ عليها ابنه (السلطان الواثق إبراهيم) حتى سنة 711هـ، "ومن بعده توارث (بنو رسول) الحُكم على (ظفار) حتى نهاية حُكم (الواثق الرسوليّ الثاني) سنة 807هـ"(18)، ثم انتزع الشجاعُ عمر الكِنديّ حُكم (ظفار) من (الرّسوليين) سنة 760هـ(19)، ثُمَّ تمَلَّكها شهاب الدين أحمد بن عامر الحَرانيّ، الذي قُتل سنة 796هـ(20)، ثم جاء (آل كثير)، فأَجْلُوا منها أولاد الشهاب أحمد الحرانيّ وملَّكَهم عليها (راصع بن دويس) سنة 807هـ، ثم جاء أحمد بن جسار الأحمديّ فاتفق مع آل كثير على أن يكون حُكم (ظفار) مُناصفةً بينهم وبينه، ثم دارت معارك عديدة بين ابن جسار الأحمديّ وبين آل كثير كان آخرها بعد وفاة والي ظفار ابن قسمان سنة 816هـ، وانتهت بانتصار (السلطان علي بن عمر الكثيريّ)، الذي استولى بعدها على حكم ظفار مُنفردًا(بضائع التابوت ج1:ص478)، ثم قتله الظَّفاريون، وظل الصراع محتدما بين سلاطين آل كثير حتى زال مُلْكُهم وانبسط نفوذ (إمام اليمن إسماعيل بن القاسم) على ظفار في القرن 17 الميلاديّ، وبدأ بتعيين بعض آل كثير ولاةً له على ظَفار نيابةً عنه.

- [(السُّلْطَانِ عَلِيٍّ بن عُمَرَ الْكُثَيْرِيِّ وَهُوَ مِنْ مُلُوكِ حَضْرَمَوْتَ)]، هو السلطان علي بن عمر بن جعفر بن بدر بن محمد بن علي بن عمر بن كثير، وهو أول من حوّل قبيلة آل كثير إلى دولة مُنَظَّمة، وهو أول من نُصِّبَ سلطانا على حضرموت، التي كانت في عصره متفرقة بين وُلاةٍ عديدين. وُلِد السلطان علي الكثيريّ في بلدة (بور)، فلمّا شبّ عن الطوق، اتصل بالشيخ (علي بن عمر باعباد)، وغيره من رجال الصلاح، وكانوا يَعِدُونَه بالاستيلاء على (ظَفار) التي دخلها سنة 816هـ، ولكنه لم يَسْلم من الثورات والحركات العدائية ضده، بل مرَّت حياته كُلُّها وهو في جهاد مستمر في سبيل توطيد دعائم سلطنته، وتوفي سنة 825هـ وترك من الأولاد ثلاثة: عبد الله وبدرًا ومحمدًا"(21)

العربية ليست لغة مترادفات

- [(حَتَّى حَدَثَ بَيْنَهُمْ الْخِلَافُ وَالشِّقَاقُ وَاِنْقَسَمُوا فِي أَنْفُسِهِمْ)]، وتتجلّى هنا طاقة اللغة العربية، فهي ليست لغة (مترادفات) بل لغة اشتقاق وتوليد للألفاظ بما يُناسِب طاقة المعاني وتَعَدّدها، وتنوّع دلالتها، وتشظيّ مجازاتها، وهذه الوظيفة استنبه إليها الشيخ عيسى الطائيّ فاستعمل ثلاثة مصادر على الترتيب؛ فبدأ بـ(الخلاف)، ثم ثنَّى بـ(الشقاق)، ثم أنهى بالنتيجة المحتومة وهي (الانقسام). والمصادر الثلاثة ليست بمعنى واحد؛ فـ(الخلاف) يبدأ أولا لضغينة في القلب أنبتتْ حسدًا، ثم يتبعه (الشِّقاق)، وهو بمعنى المنازعة وعدم الموافقة، ثم يكون (الانقسام) في نهاية المطاف أي التفرقة والشتات نتيجة طبيعية للخلاف والشقاق. فـ(الخلاف) مصدرٌ ومعناه: النزاع وعدم الموافقة، ونقرأ شاهده في شعر سُعْدَى الأَسَدِيَّة:[غَلَبَتْ عَلَى نَفْسِي، جَهَارًا، وَلَمْ أُطِقْ//(خِلافًا) عَلَى أَهْلِي بِهَزْلٍ، وَلَا جِدِّ](22). و(الشقاق) مصدر ومعناه: النّزاع، وهو يترتب على الخِلاف، وشاهده في قول زُهير بن جَنَاب الكَلْبيّ يصف حاله مع ابن أخيه:[أَمِيْرُ (شِقَاقٍ) إِنْ أُقِمْ لا يُقِمْ مَعِي// وَيَرْحَلُ، وَإِنْ أَرْحَلْ يُقِمْ، وَيُخَالِفُ](23)(الانقسام) مصدر، ومعناه:التفرقة والشتات، ومنه قولٌ منسوب لجابر بن حيان: "اِعْلَمْ أَنَّ (اِنْقَسَامَ) الْبُرُوجِ الاثْنَي عَشَرَ بُرْجًا عَلَى الطَّبّائِعِ، كَانْقِسَامِ الْأَفْلَاكِ سَوَاءٌ"](24)

اليعاربة يُعِيدون آل كثير لحُكم ظفار

قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ: [(فَوَفَدَ جَعْفَرُ بن بَدْرٍ بن عَبْدِ اللهِ الْكُثَيْرِيّ سُلْطَانُ ظَفارِ حِيْنَ نَافَسَهُ أَبْنَاءُ عَمِّهِ إِلَى إِمَامِ عُمَانَ سُلْطَانٍ بِنْ سَيْفٍ بِنْ مَالِكٍ اِبْنِ أَبِي الْعَرَبِ الْيَعْرُبِيّ – رَحِمَهُ اللهُ – مُسْتَنْجِدًا بِهِ وَمُسْتَجِيْرًا مِنْ أَبْنَاءِ عَمِّهِ)].

- [(فَوَفَدَ جَعْفَرُ بن بَدْرٍ بن عَبْدِ اللهِ الْكُثَيْرِيّ سُلْطَانُ ظَفارِ)]، "هو جعفر بن عمر بن جعفر بن علي بن عبد الله بن عمر بن بدر أبي طويرق، رجلُ هِمَّة ونشاط ونفْسٍ أبيَّة، قام بالسلطنة بعد ابن عمه علي بن جعفر، وعدل بين الرعية وضبط الأحكام، وذَلَّل العِصابات الفوضويّة، غير أنَّه لم ينتظم له شأنٌ في المناطق المحتلّة من سلطنته، وقد انمحت منها تمامًا صور السلطنة الكثيريّة، ولكنَّه لم يَألُ جُهدا في محاولة استرداد مُلْك آبائه، فلم يوفَّق إلى شيء من ذلك. بلْ ظلَّ يُهاجم ويُقاتل ويصالح وينازل بدون طائل. فكان - ويا للأسف – رغمًا عن أتعابه ومجهوداته، وهو آخر سلاطين الدولة الكثيريّة الأولى؛ حتى قيل: (إنّ الدولة الكثيرية أولُها جعفر، وآخرها جعفر)"(25)

- [(حِيْنَ نَافَسَهُ أَبْنَاءُ عَمِّهِ إِلَى إِمَامِ عُمَانَ)]، ومن خلال تتبّع العهد الكثيريّ في (ظَفار) اتضح أنّ نفوذ دولة آل كثير كان متفاوتا، ولم يحظ بالاستمرارية والقوة، وذلك راجع إلى صراعهم مع بعض القوى في المنطقة، فضلًا عن الصراع الداخليّ المحتدم بين سائر سلاطين آل كثير على السلطة"(26)؛ ففي سنة 1119هـ "تعاظمت الخصومة بين السلاطين (آل بدر بن عمر) برئاسة بدر بن محمد المرضوف، وبين (آل عبد الله بن عمر) ويرأسهم السلطان عمر بن جعفر وتدخلت قبيلة (يافع) في إصلاحهم، وأخذ جعفر بن بدر في (قشن) يثير (المهرة) ويجمعهم لقتال أخيه عبد الله، وفي أواخر جمادى الآخرة هجم على (الشِّحر) بَرًّا وبَحرًا، ودخلها وحاصر الحصن لكنه استعصى عليه، وتقهقر هو وجنوده من حيث أتوا"(27)، وفي عهد (إمام اليمن إسماعيل بن القاسم) "شهدت ظَفار تدخل (اليَعَاربة) سلاطين عُمان في (ظَفار) أثناء حربهم مع البرتغاليين؛ إذ عيّن الإمام سلطان بن سيف اليعربيّ من قِبَله واليًا على ظَفار يُدعى (خَلَف)، ثم بمعاونة الإمام (سلطان بن سيف) عاد (بدر بن عمر الكثيريّ) واستعاد حُكم ظَفار"(28)

- [(نَافَسَه)]، فعل مُتَعدٍ، ومعناه: نازعوه، وبارَوه في المُلك حِرصًا عليه ورغبةً فيه. وشاهده في قول عبد الله بن ثعلبة الْيَشْكُريّ:[ إِنّا (نَنَافِسُ) فِي ظِلالِ زَائِلٍ// فِيهِ فَجَائِعُ مِثْلَ وَقْعِ الْجَنْدَلِ](29)

-[(سُلْطَانٍ بِنْ سَيْفٍ بِنْ مَالِكٍ اِبْنِ أَبِي الْعَرَبِ الْيَعْرُبِيّ)](1059هـ-1649م/1090هـ - 1679م)، تمكَّن من "إجلاء البرتغاليين عن عُمان، ثم طارد فُلولَهم في سواحل الهند وشرق إفريقيا"،"وعمل داخليا على التعمير والبناء، ونشر العدل، حيث أنشأ العديد من القلاع والحصون، وأشرف على تعمير القرى واستخرج عددًا كبيرًا من الأفلاج المطمورة"، وقد جاء في وصف هذا الإمام أنه كان متواضعًا رؤوفًا برعيته، فلم يحتجب عنهم، وكان يتنقَّل بغير عسكر مختلطًا مع النَّاس، يسمعُ للكل كبيرًا كان أم صغيرًا، كما أنّه لم يكن يميز نفسه عن رعيته في مظهره ولِباسه"(30)

- [(مُسْتَنْجِدًا بِهِ وَمُسْتَجِيْرًا مِنْ أَبْنَاءِ عَمِّهِ)]، (مُسْتَنْجِدًا) بـ(سُلْطَانٍ بِنْ سَيْفٍ بِنْ مَالِكٍ اِبْنِ أَبِي الْعَرَبِ الْيَعْرُبِيّ)، و(مُسْتَنْجِد) اسم فاعل، بمعنى (المُستعين)، ونقرأ شاهدَه في بيت للإمام السجّاد يقول فيه:[ فَكَمْ مُوْجَعٍ يَبْكِي عَلَيْهِ مُفَجَّعٍ// وَ(مْسْتَنْجِدٍ) صَبْرًا، وَمَا هُوَ صَابِرُ(31)

و(مُسْتَجِيْرًا) اسم فاعل، أي: طالبًا الحماية من (الإمام سلطان اليعربيّ)، ونقرأ شاهدَه في ديوان المُهَلْهَل التَّغْلِبِيّ في قوله:[ عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلًا مِنْ كُلَيْبٍ// إِذَا مَا ضِيْمَ جَارُ (المُسْتَجِيْرِ)(32)

المحروقيّ يقود جيش اليعاربة إلى ظَفار

قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ: [(فَأَنْزَلَهُ الإِمَامُ – رَحِمَهُ اللهُ – خَيْرَ مَنْزِلٍ وَأَكْرَمَ مَثْوَاهُ، وَجَهَّزَ مَعَهُ إِلَى ظَفارِ جَيْشًا بِقِيَادَةِ الْعَلَّامَةِ دَرْوِيْش بن جُمْعَة الْمَحْرُوقِيّ – رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى –)]

- [(فَأَنْزَلَهُ الإِمَامُ – رَحِمَهُ اللهُ – خَيْرَ مَنْزِلٍ وَأَكْرَمَ مَثْوَاهُ)]، وفي هذا الموضع تتجلّى الذائقة للغوية للشيخ عيسى الطائيّ فيمتح من معين القرآن الكريم، ويتناصّ مع آياته المُبينات في قوله:(فَأَنْزَلَهُ الإِمَامُ خَيْرَ مَنْزِلٍ)، وهذا القول منسوج من قوله سبحانه وتعالى:{وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ}[سورة المؤمنون: الآية 29]، وجاء في (معالم التنزيل) للإمام البغوي "قَرَأَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ (مَنْزِلًا) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الزاي، يُرِيدُ مَوْضِعَ النُّزُولِ". و(المَنْزل) في قول الشيخ عيسى الطائيّ جاء هنا بصيغة (المصدر الميميّ)، وهو بمعنى (الحُلول والضيافة)، وشاهده الشعريّ نقرأه عند (تأبط شرًّا الفَهْميّ) في قوله:[ نَزَلْنَا يَوْمًا فَسَاءَ صَبَاحُنَا// فَإِنّكَ–عَمْرِي– قَدْ تَرَى أَيَّ (مَنْزِلِ)] (33)

ويتابع شيخنا الطائيّ، فيقول: (وَأَكْرَمَ مَثْوَاهُ)، وهذا المعنى يتناصّ أيضا مع قوله سبحانه وتعالى:{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ}[سورة يوسف، الآية:21]، وجاء في (الوجيز في تفسير الكتاب العزيز) للواحديّ؛ معناه:"أحسني إليه طولَ مُقامه عندنا". و(المَثْوى) في هذا الموضع من مخطوط الطائيّ مصدر ميميّ أيضا، وشاهده من الحديث النبويّ: من كتاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- مُعاهدًا أهل نجران: (وَعَلَى نَجْرَانَ (مَثْوَى) رُسُلِي عِشْرِيْنَ لَيْلَةً فَمَا دُوْنَهَا)(34)

- [(وَجَهَّزَ مَعَهُ إِلَى ظَفارِ جَيْشًا)]، (جَهَّزَ مَعَهُ): هَيَّأَه وأَعَدَّ لَهُ عُدَّتَهُ ومَا يحتاجُ إليه، وشاهدُ(جَهَّزَ) في قول ابن بُقَيْلَة الغَسَّانيّ، يُجيبُ كِسْرَى لَمَّا سَأَلَه تَعْبِيرَ رُؤْيَا لَهُ:"أَيُّهَا الْمَلِكُ، واللهِ مَا عِنْدِي فِيْهَا وَلَا تَأْوِيْلِهَا شَيءٌ، وَلَكِنْ (جَهِّزْنِي) إِلَى خَالٍ لِي بِالشَّامِ، يُقَالُ لَهُ: سَطِيْحٌ"(35). و(الجيش): الجنود يسيرون لحربٍ ونحوها، وشاهدُه في اللغة منسوب إلى (جُدَيّ بن الدِّلْهاث القُضَاعِيّ) في قوله:[دَلَفْنَا لِلْأَعَادِي مِنْ بَعِيْدٍ// بـِ(جَيْشٍ) ذِيْ الْتَهَابٍ كَالسَّعِيْرِ](36)

- [(بِقِيَادَةِ الْعَلَّامَةِ دَرْوِيْش بن جُمْعَة الْمَحْرُوقِيّ)]، وهو "الشيخ درويش بن جمعة بن عمر بن جمعة المحروقي من مواليد بلدة (الروغة) بولاية (أدم)، في  أقصى جنوب داخلية عُمان، سنة 1020هـ، الموافق له 1086م، في عصر ارتَدَت فيه عُمان حُلَّة العدل، واستراحت من جور الظلم، والطيش؛ في زمن إمامة (الإمام سلطان بن سيف اليعربيّ)، ومن قبله الإمام العادل ناصر بن مرشد اليعربيّ. ويروى عنه أنه كان في بعض الأحيان (يزجر)(37) على ثور ليسقي مزرعته، وفي أثناء قيامه بـ(الزجر) يضع الكتاب في أسفل الخبّ(38)، فإذا وصل الدلو في قعر البئر استغل تلك الدقائق فيفتح الكتاب ويقرأ منه أسطرًا حتى تمتلئ الدلو(39)،وله مؤلفات شاع منها:(الدلائل على اللوازم والوسائل) في الفقه، وكتاب: (الدُّرر الفاخرة في كشف علوم الآخرة)، و(جامع التبيان الجامع للأحكام والأديان)؛ وهو موسوعة لفتاوى علماء عصره، وكتاب (الفكر والاعتبار). وفي التاسع عشر من شهر ذي الحجة سنة 1086هـ، توفي العلامة المحروقي، ودُفِنَ في المقبرة الشرقية من محلته بولاية (أدم)"(40)

الترتيب الزمنيّ للأفعال والوقائع

قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ: [(فَاحْتَلَّهَا الشَّيْخُ دَرويشُ بِاسْمِ الإِمَامَ سُلْطَان؛ فَبَسَطَ فِيْها الْعَدْلَ وَنَشَرَ الْأَمْنَ)]. وفي هذا المَقام يأتي الشيخ عيسى الطائي بالأفعال ثلاثة متعدية ومتتابعة على الترتيب الزمنيّ؛ فلا يصحّ تقديم أحدِهما على الآخرَين؛ فـ(احْتَلَّ) يتقدَّمُ على الفعل (بَسَطَ)، ثم يأتي الفعل (نَشَرَ) نتيجةً للأول والثاني.

- [(فَاحْتَلَّهَا)]:(فعلٌ مُتعدٍ) يأتي معناه على أكثر من وجه، ولكنَّ الشيخ عيسى الطائيّ هنا قصد به: (احتلّ السُّلْطة)، أي: شَغَلها. وشاهدُه اللغوي نقرأه عند (حمزة بن الحسن الأصبهانيّ) في قوله:"وَأَمَّا المُوْجَزُ فَفِيهِ مَا لَا يَحْسُنُ بِمُتَتَبِّعِ الْأَدَبِ وَالنَّاظِرِ فِي النَّسَبِ جَهْلُهُ، فَذُكِرَ فِيْهِ مَنْ يُنْسَبُ إِلَى بَطْنٍ وَقَبِيْلٍ وَشَرِيْفِ كُلِّ قَوْمٍ وَشَاعِرِهِمْ وَمَنِ (اِحْتَلَّ) السُّلْطَةَ فِيْهِمْ وَاسْتَوَى عَلَى الرِّئَاسَةِ مِنْهُم"(41)

- [(فَبَسَطَ فِيْها الْعَدْلَ وَنَشَرَ الْأَمْنَ)]، (بَسَطَ)و(نَشَرَ) فِعلانِ مُتعديان، والمعنى: أقام العدل والأمن بين الرعيّة، وفصل المُتناحرين وأتباعهم على السُّلطة، والشاهدُ الشِّعريّ لهذين الفعلين نقرأه في بيتٍ للشاعرة (بَرَّة بِنت الحَارثِ الكِنانيّة) تصف فيه معاناة ابنها عند احتضاره:[وَالْمَوْتُ يَقْبِضُهُ وَ(يَبْسُطُهُ)// كَالثَّوْبِ عِنْدَ الطَّيّ وَ(النَّشْرِ)](42)

يتبع...

*****

المصادر والإحالات والهوامش:

(01) الأوضاع السياسية لبلاد عمان في العصر الأمويّ، إبراهيم عبد العزيز الجميح، مجلة جامعة الملك عبد العزيز، مج9، سنة 1996م، ص: 149

(02) الخراج والنظم المالية للدولة الإسلامية، ط5، القاهرة، دار التراث، 1985م، ص ص: 497، 505/نبذ من كتاب الخراج وصنعة الكتابة، قدامة بن جعفر، ليدن، ط بريل، 1889م، ص ص: 249، 151

(03) دور عمان في نشاط التجارة العالمية خلال العصر الإسلاميّ الأول، ص ص: 25-27

(04) العرب والملاحة في المحيط الهندي في العصور القديمة وأوائل القرون الوسطى، جورج فضلو حوراني، ترجمة السيد يعقوب بكر، مكتبة الأنجلو المصرية، 1951، ص ص: 208، 219، 230

(05) تاريخ المستبصر، ابن المجاور، ط2، دار التنوير، بيروت، 1986م، ص: 263

(06) تاريخ ظفار التجاري، حسين بن علي المشهور باعمر، نقلًا من مخطوط (الدلائل والأخبار في خصائص ظفار)، ص: 19

(07) الصناعات التقليدية في ظفار، سعيد المعشني، ط1، مكتبة الكنوز، صلالة، 1993م، ص: 77

(08) ديوان لقيط بن يعمر الإياديّ، تحقيق: عبد المعيد خان، دار الأمانة، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1971م، ص: 73

(09) ديوان مهلهل بن ربيعة، شرحه وقدّم له: طلال حرب، الدار العالمية، القاهرة، د.ت 77

(10) ديوان الخنساء، شرحه وقدّمَ له: حمدو طمّاس، دار المعرفة، بيروت، 2004م، ص: 17

(11) ديوان الأسود بن يعفر، صنعة: نوري حموديّ القيسيّ، وزارة الثقافة والإعلام، بغداد، 1970م، ص: 20

(12) الكامل في التاريخ، ابن الأثير، ج9/168، يرجى مطالعة دراسة دكتوراه بعنوان: دور عمان في منطقة المحيط الهندي وشرق إفريقيا، حميد بن سعيد البادي ، 2007

(13) المرجع نفسه، ج9/ 469، دور عمان في منطقة المحيط الهندي وشرق إفريقيا.

(14) الخليج وبلدانه، مايلز، ص: 133

(15) الكامل في التاريخ، مصدر سابق، ج9/502

(16) مايلز: 134، 135، 136

(17) تاريخ المستبصر، ابن المجاور، ص: 285

(18) انظر: معجم ظفار ومناقبها التاريخية، عبد المنعم الرواس، ج2، ص ص: 311، 313

(19) جواهر تاريخ الأحقاف، محمد علي باحنان، تحقيق: حسن جاد حسن، ج2، مطبعة الفجالة الجديدة، القاهرة 1963م، ص:103

(20) تاريخ حضرموت؛ المسمى تاريخ شنبل، أحمد عبد الله شنبل، طباعة عبد الله بن حسن العيدروس، ص: 82

(21) حضرموت تاريخ الدولة الكثيرية، محمد بن هاشم، مركز تريم للدراسات، صنعاء، اليمن، ط1، 2002م، ص ص: 41، 42، 46

(22) ديوان بني أسد، أشعار الجاهليين والمخضرمين، جمع وتحقيق: محمد علي دقّة، دار صادر، بيروت، 1999م، 2/167

(23) كتاب الأغاني، أبو الفرج الأصفهاني(ت، 356هـ)، تحقيق: إحسان عباس وآخرون، دار صادر، بيروت، ط3، 2008م، 19/21

(24) رسائل جابر بن حيّان، (ت، 200هـ)، إعداد: أحمد فريد المزيديّ، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 2006م، ص: 305

(25) المرجع نفسه، ص: 109

(26) تاريخ ظفار التجاري، مرجع سابق، نقلا من مخطوط النفحات المكيّة في أخبار الشحر المحميّة، عبد الله محمد العلويّ، ج2، ص ص: 120، 124

(27) المرجع السابق، حضرموت تاريخ الدولة الكثيرية، ص: 87

(28) المرجع السابق، تاريخ ظفار التجاري، حسين بن علي المشهور باعمر، ص: 11

(29) منتهى الطلب من أشعار العرب، جمعه: ابن ميمون البغداديّ (ت، 597هـ)، تحقيق وشرح: محمد نبيل طريفي، دار صادر، بيروت، ط1، 1999م، 9/85

(30) انظر: الإمامة والصراع على السلطة في عمان أواخر دولة اليعاربة، سيف المسكري، بيت الغشام للنشر والترجمة، 2015، ط1، 2015، ص ص: 50، 51/قصص وأخبار جرت في عمان، محمد بن عامر المعولي، (ت،1190هـ-1776م)، تحقيق: سعيد الهاشمي، ط1، وزارة التراث والثقافة، مسقط 2007م، ص ص: 40، 41/عرب الخليج (1602-1784)، ب.ج، سلوت، ترجمة: عائدة خوري، ط1، المجمع الثقافي، أبوظبي، 1993م، ص: 190

(31) ديوان زين العابدين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (السجّاد)، تحقيق: ماجد العطية، مؤسسة الأعلميّ للمطبوعات، بيروت، ط1، 2002م، ص: 41

(32) ديوان المهَلْهَل، شرح وتحقيق: أنطوان القوّال، دار الجيل، بيروت، ط1، 1995م، ص: 40

(33) ديوان تأبط شرا الفهميّ وأخباره، جمع وتحقيق وشرح: علي ذو الفقار شاكر، دار الغرب الإسلاميّ، بيروت، ط1، 1984م، ص: 167

(34) غريب الحديث: أبو سليمان الخطابيّ البُستيّ (ت، 388هـ)، تحقيق: عبد الكريم إبراهيم العزباويّ، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، ط2، 2001م، 1/497

(35) العقد الفريد، ابنُ عَبْدِ ربِّه الأندلسيّ (ت، 328هـ)، شرحه: أحمد أمين وآخرون، لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، ط3، 1973م، 2/29

(36) معجم البلدان: ياقوت الحمويّ(ت،626هـ)، دار صادر، بيروت، 1977م، 2/268

(37) الزجر: معناه هنا سحب الماء من البئر بالاستعانة بالدواب

(38) الخب: بطن الوادي، وفي الاستعمال الشائع الآن: المكان المنخفض الذي تمضي فيه الدابة حتى تسحب الدلو من البر

(39) إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عمان، سيف بن حمود البطاشي، ط1، 1422ه، ج3، ص169.

(40) انظر: ترجمته الكاملة في موقع المكتبة السعيدية: https://alsaidia.com/node/120، وصدر عنه كتاب بعنوان: قراءات في فكر الشيخ درويش بن جمعة المحروقي، الناشر: مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية، جامعة نزوى، 2013م

([41]) التنبيه على حدوث التصحيف، حمزة بن الحسن الأصفهانيّ (280-360هـ)، تحقيق: محمد أسعد طلس، دار صادر، بيروت، ط2، 1992م، 1/136

([42]) زهر الآداب وثمر الألباب: أبو إسحاق الحُصْرِيّ القيروانيّ(ت، 453هـ)، شرحه: صلاح الدين الهواريّ، المكتبة العصريّة، صيدا، بيروت، ط1، 2001م، 2/140

 

 

الأكثر قراءة