حرب برية وشيكة وبرمجيات خبيثة.. خبراء يشرحون سيناريوهات الوضع في جنوب لبنان

 

الرؤية- غرفة الأخبار

يعتقد خبراء عسكريون أن التفجير الذي استهدف أجهزة اتصال لاسلكية في العديد من مناطق لبنان، دليلٌ على نية إسرائيل شن حرب برية على حزب الله، مشيرين إلى أن العملية استهدفت عصب العمليات العسكرية المتمثل في الاتصالات، وجاءت في وقت يُحضِّرُ فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمزيد من التصعيد على الجبهة الشمالية.

وانفجرت العديد من أجهزة الاستدعاء اللاسلكية (البيجر) بشكل متزامن وفي مناطق متعددة، مما أدى لسقوط 9 قتلى ونحو 3000 جريح معظمهم من عناصر حزب الله. ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن أجهزة الاستدعاء المتضررة كانت من شحنة جديدة تلقاها الحزب خلال الأيام الأخيرة.

وتحدث الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي لقناة الجزيرة القطرية وقال إن هذا التفجير يدل بوضوح على عزم إسرائيل اجتياح جنوب لبنان لأنه استهدف عنصر الاتصال الذي يمثل ركنا أساسيا من أركان الحرب. وأضاف الفلاحي أن قطع الاتصال بين منظومة القيادة والسيطرة قد يؤدي إلى تأخر الكثير من القرارات التي تتطلب السرعة، مشيرا إلى أن الحادث "أمني بامتياز" خصوصا وأنه استهدف منظومة اتصالات حزب الله المنفصلة تماما عن بقية مؤسسات الدولة اللبنانية.

أما الخبير العسكري العميد إلياس حنا فقد تحدث كذلك لقناة الجزيرة القطرية وقال إن توقيت التفجير وطريقة تنفيذه ينقلان الحرب إلى مرحلة جديدة؛ لأن التفجير يختلف تمامًا عن الهجمات التي قتلت القيادي العسكري فؤاد شكر أو غيره من القادة الذين قضوا في حوادث كانت تستهدفهم بشكل محدد. وأشار حنا إلى أن "هذا الهجوم تم بشكل أفقي واستهدف مئات الأشخاص بعضهم يحمل البيجر لكنهم ليسوا تابعين لحزب الله"، وهو أمر سيؤجج غضبا على الحزب لأنه الطرف اللبناني الوحيد الذي يخوض قتالا مع إسرائيل حاليا.

ويرى حنا أن هذا التفجير يزرع حالة من الفوضى داخل منظومة القيادة والسيطرة التابعة للحزب، لا سيما وأنه تزامن مع تحضيرات يجريها نتنياهو للتصعيد في لبنان.

وعن طبيعة الأجهزة التي طالها التفجير، قال الفلاحي إنها تنقسم إلى نوعين، أحدهما هو "إتش إف" (HF) ويستخدم للتواصل بين القادة والفرق ولمسافات تصل إلى 250 كيلومترًا ويتم تحريكه على سيارات خاصة، والآخر هو جهاز "بي إتش إف" (BHF) الذي يتسخدم في الاتصالات بين الوحدات لمسافة تصل إلى 5 كيلومترات.

وتعمل هذه الأجهزة ببطاريات تعتمد على الليثيوم، أي إنها قد تنفجر إذا تعرضت لسخونة زائدة، مما يثير تساؤلات بشأن اختراق هذه الأجهزة قبل تسليمها لحزب الله، كما يقول الفلاحي.

وأشار الخبير العسكري إلى أن هذه الأجهزة يتم تجريبها لفترات طويلة للتأكد من سلامتها قبل التعاقد عليها أساسا، وبالتالي فإن تعرض هذا الكم منها للانفجار بشكل متزامن يعني أن أجهزة قد زرعت بداخلها لرفع حرارتها عن طريق مؤثر خارجي.

كما أوضح أن هذا الاختراق المحتمل ربما يكون سببًا في الوصول إلى عدد من القادة المهمين وتصفيتهم خلال هذه الحرب لأنها ربما كانت مطلعة على اتصالات الحزب. وأشار الفلاحي إلى أن أجهزة الاتصال اللاسلكي تحديدا معروفة بأنها أكثر عرضة للاختراق من الأجهزة السلكية.

ويتفق حنا مع رأي الفلاحي تقريبا، لكنه يرجح زرع برمجية خبيثة داخل البطاريات وليس أجهزة، مستندا في ذلك إلى أن بطاريات الليثيوم المعروفة بأنها أطول عمرا لكنها أكثر هشاشة وتحدث أضرارا كبيرة في حال تفجرها.

ولفت حنا إلى أن هذه البرمجيات يمكنها التنصت على الأجهزة أو تخريبها أو تفجيرها كما حدث سابقا في مفاعلات إيران النووية، وقال إن التحكم فيها قد يكون من خلال طائرة مسيرة أو أقمار صناعية من خلال طائرات إسرائيلية مسؤولة عن عمليات التنصت والمراقبة والسيطرة.

تعليق عبر الفيس بوك