39 شهيدًا في يوم واحد.. والاحتلال ينتشل جثث 6 أسرى من القطاع

غزة: لا مؤشرات على نجاح زيارة بلينكن للمنطقة.. ومذبحة إسرائيلية جديدة في مدرسة للنازحين

 

◄ "حماس" تنتقد المقترح الأمريكي لتضييق الفجوات وتصفه بـ"الغامض"

◄ "حماس": المقترح الجديد "انقلاب" على مفاوضات "2 يوليو"

◄ "حماس": تصرحات بايدن عن تراجع الحركة "مُضلِّلة"

◄ السيسي يحذر من اتساع نطاق حرب غزة إقليميًا

◄ مصر تجدد رفضها وجود قوات إسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة

 

 

عواصم- الوكالات

 

سعى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارته إلى مصر أمس الثلاثاء إلى دفع الجهود الرامية لإحراز تقدم في المحادثات المقررة هذا الأسبوع بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى، في ظل عدم التوصل إلى حل لقضايا الخلاف الرئيسية.

بينما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله إنه من غير المؤكد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشددًا على أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من محوري فيلادلفيا ونتساريم "بأي شكل من الأشكال". وذكر نتنياهو- في تصريحات صحفية- أنه لن يقبل أي مقترح يتضمن إنهاء الحرب، وأن "الضغط العسكري كفيل بإرغام حماس على التخلي عن مطالبها".

وتضمنت زيارة بلينكن للمنطقة اجتماعات في إسرائيل أمس الأول الاثنين، ثم توجه مساء أمس إلى قطر التي تساعد في التوسط في محادثات غزة منذ شهور إلى جانب الولايات المتحدة ومصر. وقال بلينكن في تل أبيب إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل "اقتراحا أمريكيا" يهدف إلى تضييق الفجوات بين الجانبين بعد توقف المحادثات الأسبوع الماضي دون انفراجة. وحث حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على أن تقبل أيضا المقترح كأساس لمزيد من المحادثات.

ولم ترفض حركة حماس المقترح بشكل صريح لكنها قالت في بيان "ما تم عرضه مؤخرا على الحركة، يشكل انقلابا على ما وصلت إليه الأطراف في الثاني من يوليو الماضي"، دون مزيد من التوضيح، واتهمت إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة بإدارة المفاوضات بسوء نية.

وفي مصر، اجتمع بلينكن بالرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قال إن الوقت قد حان لإنهاء الحرب الجارية في غزة "والاحتكام لصوت العقل والحكمة وإعلاء لغة السلام والدبلوماسية".

وبحث الاجتماع تطورات الوضع في قطاع غزة حيث تسبب العدوان العسكري الإسرائيلي في استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني منذ أكتوبر.

وفي غزة، قاتلت القوات الإسرائيلية مسلحين بقيادة حماس في المناطق الوسطى والجنوبية، وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن 39 شخصا على الأقل استشهدوا أمس الثلاثاء في ضربات إسرائيلية بما في ذلك على مدرسة تؤوي نازحين.

وزعم الجيش الإسرائيلي أنه قصف مسلحين في مقر تابع لحماس بالمدرسة.

وقالت وزارة الصحة في غزة إنها لا تزال تنتظر وصول لقاحات شلل الأطفال بعد اكتشاف المرض في المنطقة؛ حيث يعيش معظم الناس الآن في خيام أو ملاجئ بدون مرافق صحية مناسبة. ورددت دعوة من الأمم المتحدة الأسبوع الماضي لوقف إطلاق النار للسماح بحملة التطعيم.

ووصف بلينكن المساعي الأحدث للتوصل إلى اتفاق بأنها "الأفضل على الأرجح، وربما تكون الفرصة الأخيرة". وقال إن اجتماعه مع نتنياهو كان "بنّاءً"، مضيفا أنه يتعين على حماس قبول الاقتراح الذي يهدف لتقريب المواقف بين الجانبين.

ولم يوضح مسؤولون أمريكيون ومن حماس ومصر وقطر مضمون الاقتراح أو كيف يختلف عن مقترحات سابقة. وقال بلينكن "هناك مسائل تتعلق بالتنفيذ والتأكد من أن كل جانب يفهم بوضوح ما عليه فعله لتنفيذ التزاماته".

ورفضت حركة حماس تصريحات أمريكية بأنها تتراجع عن الاتفاق، وقالت "يعلم الإخوة الوسطاء في قطر ومصر أن الحركة تعاملت بكل إيجابية ومسؤولية في كل جولات المفاوضات السابقة، وأن نتنياهو كان دائما من يعرقل الوصول لاتفاق، ويضع شروطا وطلبات جديدة". وأضافت الحركة "نؤكد مجددا التزامنا بما وافقنا عليه مع الوسطاء في الثاني من يوليو الماضي والمبني على إعلان بايدن وقرار مجلس الأمن، وندعو الوسطاء لتحمل مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال بقبوله".

وعلى مدى شهور دارت محادثات على نحو متقطع حول القضايا ذاتها؛ إذ تقول إسرائيل إن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بالقضاء على حماس كقوة عسكرية وسياسية، في حين تقول حماس إنها لن تقبل إلا بوقف إطلاق نار دائم.

وهناك أيضا خلافات حول استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي داخل غزة، وخصوصا على امتداد الحدود مع مصر، وحرية حركة الفلسطينيين داخل القطاع وهوية وعدد المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم في اتفاق تبادل.

وتركز مصر بشكل خاص على آلية أمنية لمحور فيلادلفيا (صلاح الدين)، وهو الشريط الحدودي الضيق بين مصر وغزة الذي سيطرت عليه القوات الإسرائيلية في مايو.

وتعارض حماس ومصر وجود قوات إسرائيلية في هذا الممر، لكن نتنياهو يدعي أن هناك حاجة لهذه القوات على الحدود لوقف تهريب الأسلحة إلى غزة.

وقالت مصادر أمنية مصرية إن الولايات المتحدة اقترحت وجودا دوليا في المنطقة، وهو اقتراح قالت المصادر إنه قد يكون مقبولا للقاهرة إذا اقتصر على ستة أشهر كحد أقصى.

وقال الرئيس السيسي بعد لقاء بلينكن "وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يكون بداية لاعتراف دولي أوسع بالدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين باعتبار ذلك الضامن الأساسي لاستقرار المنطقة".

وقالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن التي قال فيها إن الحركة تتراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مع إسرائيل "مضللة".

وقال بايدن ردا على أسئلة حول اتفاق وقف إطلاق النار "تقول إسرائيل إنها تستطيع التوصل إلى اتفاق، وهي مستعدة لذلك. ولكن قيل لي إن حماس تتراجع الآن". وأضاف في أثناء صعوده إلى الطائرة بعد إلقائه كلمة في المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاجو "ما زلنا ننتظر. سنواصل الضغط".

وقالت حماس إن تصريحات بايدن لا تعكس حقيقة موقف الحركة الحريص على الوصول إلى وقف للعدوان.

وأضافت حماس "إن ما تم عرضه مؤخرا على الحركة، يشكل انقلابا على ما وصلت إليه الأطراف في الثاني من يوليو الماضي والمرتكز على إعلان بايدن نفسه في 31 مايو وقرار مجلس الأمن رقم 2735 في 11 يونيو، وهو ما يعد استجابة ورضوخا أمريكيا لشروط الإرهابي نتنياهو الجديدة ومخططاته الإجرامية تجاه قطاع غزة".

إلى ذلك، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس أنه انتشل جثث ست أسرى من منطقة خان يونس في قطاع غزة، وذلك في الوقت الذي يسعى فيه مفاوضون إلى إعادة أكثر من مئة أسير لا يزالون محتجزين في القطاع.

وبعودة الست جثث، يتبقى 109 أسرى يُعتقد أنهم لا يزالون في غزة، وأن نحو ثلثهم لاقوا حتفهم ولا يزال مصير البقية مجهولا. وانتشلت إسرائيل الجثث في الوقت الذي يلتقي فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مسؤولين في مصر في إطار جولته بالشرق الأوسط لمحاولة سد هوة الخلافات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على اتفاق لإنهاء القتال في غزة وإعادة الرهائن.

وذكر زاهيرو شاهار مور، ابن شقيق الأسير أفراهام موندر، الذي أُعيدت جثته ضمن الجثث الست، أن السلطات الإسرائيلية "نسفت" فرص إبرام اتفاق على وقف إطلاق النار وإعادة الأسرى أحياء.

وقال "لن أتوقف عن الكفاح من أجل استعادة الذين ما زالوا على قيد الحياة، وإلا فلن يكون هناك مستقبل لدولة إسرائيل. لن يرغب أحد في العيش في دولة لا تعتني بمواطنيها وتخونهم وتتخلى عنهم".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إنه تم انتشال جثث ياغيف بوختشاف وألكسندر دنتسيغ وأفراهام موندر ويورام متسغر وناداف بوبلوِل وحاييم بيري من أنفاق تحت خان يونس في "عملية معقدة" حسب وصفه. وأضاف في بيان "سنواصل العمل على تحقيق أهداف هذه الحرب، وهي إعادة ’الرهائن‘ والقضاء على حماس"، على حد زعمه.

ورحب "منتدى عائلات الرهائن والمفقودين"، وهو منظمة تمثل معظم عائلات الأسرى، بهذه الأنباء لكنه جدد دعوته للحكومة لإبرام اتفاق مع حماس على تحرير بقية الأسرى. وقال "العودة الفورية لبقية الرهائن، وعددهم 109، لا يمكن أن تتم إلّا من خلال التوصل إلى اتفاق عبر التفاوض. ويتعين على الحكومة الإسرائيلية بمساعدة الوسطاء بذل كل ما في وسعها لإتمام الاتفاق المطروح حاليا على الطاولة".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه الكثير من الانتقادات من أسر الرهائن لعدم توصله إلى اتفاق بشأنهم، إن الحكومة ستواصل العمل على إعادة الأسرى الذين لا يزالون محتجزين في غزة. وأضاف في بيان "ستستمر الدولة الإسرائيلية في بذل كل الجهود الممكنة لإعادة جميع رهائننا الأحياء منهم والأموات".

ومنذ السابع من أكتوبر، دمر الجيش الإسرائيلي مساحات شاسعة من القطاع الفلسطيني، مما دفع كل سكانه تقريبا وعددهم نحو 2.3 مليون شخص إلى الفرار من منازلهم، فيما استُشهِد ما لا يقل عن 40 ألف شخص.

وتسعى حماس إلى إطلاق سراح بعض الفلسطينيين الأسرى في السجون الإسرائيلية في إطار أي اتفاق. وذكرت جمعية الأسرى الفلسطينيين في الضفة الغربية أن هناك في الوقت الراهن ما لا يقل عن 9900 أسير فلسطيني.

 

تعليق عبر الفيس بوك