فلسطين.. رمزًا للصمود والمقاومة

 

 

ناصر بن حمد العبري

"وا معتصماه".. هي عبارة مشهورة أطلقت من قبل امرأة مُسلمة تُدعى "عزة" في عهد الخليفة العباسي المُعتصم بالله. القصة تتعلق بامرأة من مدينة عمورية في الأناضول، حيث تعرَّضت للاعتداء من قبل الروم، فاستغاثت بالمُعتصم بالله. وقد استجاب الخليفة لهذه الاستغاثة وقاد حملة عسكرية لتحرير المدينة. هذه الحادثة تُظهر أهمية الاستجابة للظلم والاعتداء في التاريخ الإسلامي. "واليوم يبيد الكيان الإسرائيلي الشعب الفلسطيني والأطفال والنساء والشيوخ على مرأى ومسمع العالم بأسره ولا يُحرِّك أحدٌ ساكنًا".

وتعتبر القضية الفلسطينية واحدة من أبرز القضايا الإنسانية والسياسية في العصر الحديث؛ حيث تمثل رمزًا للصمود والمُقاومة في وجه الاحتلال والظلم. ورغم أنَّ العالم العربي قد شهد تاريخًا طويلًا من الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني، إلا أنَّ السنوات الأخيرة كشفت عن حالة من التخاذل والتراجع في المواقف الرسمية والشعبية تجاه ما يجري في الأراضي المُحتلة. تتجلَّى هذه الظاهرة في غياب الفعل العربي الموحد، وتباين المواقف بين الدول العربية؛ مما يُثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التخاذل. هل هو نتيجة للضغوط السياسية والاقتصادية، أم أن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا في تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية؟ في هذا المقال، سنستعرض أبرز مظاهر التخاذل العربي، ونسلط الضوء على التحديات التي تُواجهها القضية الفلسطينية في ظل هذا الواقع المرير: "تتجلى مظاهر التخاذل العربي تجاه القضية الفلسطينية وما يجري في غزة ورفح في عدة جوانب، منها: رغم وجود بيانات وشعارات تدعم القضية الفلسطينية إلا أنَّ العديد من الدول العربية لم تقدم الدعم الكافي للفلسطينيين سواءً على الصعيد المالي أو العسكري. وشهدت السنوات الأخيرة تطبيع بعض الدول العربية لعلاقاتها مع إسرائيل؛ مما أثر سلبًا على موقف القضية الفلسطينية وأعطى نطباعًا بأنَّ القضية ليست أولوية وتعاني الدول العربية من انقسامات سياسية وصراعات داخلية؛ مما يُعيق توحيد الجهود لدعم فلسطين. هذا الانقسام يُضعِف من موقف العرب في المحافل الدولية".

وعلى الرغم من وجود بعض التحركات الدبلوماسية، إلا أن الكثير منها يفتقر إلى الجدية والفعالية، وغالبًا ما تكون مجرد بيانات استنكار دون خطوات ملموسة. وفي ظل الأزمات الإنسانية المتزايدة في غزة ورفح، لم يتمكن العديد من الدول العربية من تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة بشكل فعّال. وفي بعض الأحيان، يتم تجاهل القضية الفلسطينية في وسائل الإعلام العربية، مما يُقلل من الوعي العام حول معاناة الفلسطينيين.

ولا تزال بعض الدول العربية تعتمد على القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة التي تدعم الكيان الصهيوني بالمال والعتاد في حل النزاع، مما يضعف من موقفها ويُقلل من قدرتها على التأثير. لذا تتطلب القضية الفلسطينية تحركًا عربيًا موحدًا وفعّالًا، يتجاوز الشعارات إلى أفعال ملموسة تدعم حقوق الفلسطينيين وتسهم في تحقيق السلام العادل. ويبقى الموقف الثابت والمشرف الذي يبعث بالفخر والاعتزاز لسلطنة عُمان وحكومتنا الرشيدة والدبلوماسية العمانية التي لم يتغير موقفها تجاه الأشقاء وأهلنا الشعب الفلسطيني المجاهد.. على الدول العربية الإسلامية أن تعيد حساباتها تجاه القضية الفلسطينية.