كل المواسم

 

 

سارة بنت علي البريكية

Sara_albreiki@hotmail.com

يعدُّ موسم الخريف من المواسم التي تتميز بها محافظة ظفار في سلطنة عُمان، ويشد السياح الرحال إليه من مختلف دول العالم، حيث الطبيعة الساحرة والجو العليل والخضرة والضباب والمناظر الخلابة الرائعة؛ حيث يستقطب أبناء المحافظة ما بين 850 ألف زائر إلى 962 ألف زائر سنويا، ومع تقدم السنوات فالعدد قابل للزيادة بنسبة كبيرة، وذلك إن دل فإنه يدل على ما تمتاز به المحافظة من مقومات سياحية واقتصادية واجتماعية جبارة، جعل منها نافذة سياحية مهمة في المنطقة، ورغم أن موسم الخريف موجود منذ الأزل، إلا أن الترويج السياحي هو الذي يشكل فارقا كبيرا بالنسبة للزوار والسياح والمقيمين؛ حيث ترتفع أعداد وتنخفض أعداد إذا ما تم الاهتمام بالترويج السياحي بشكل لافت، وهذا ما حدث مؤخرا؛ حيث إن وزارة السياحة قدمت العديد من الخدمات والتسهيلات اللازمة لكافة القادمين إلى المحافظة، واهتمت مشكورة بالجانب السياحي والاجتماعي والثقافي، ولم تغفل عن أمر، إلا أنَّ التطوير مستمر وأعني به إيجاد الحلول الممكنة لتسهيل إيجاد سكن مناسب لكل زائر مع تزايد العدد وتوافد أكبر عدد من الزوار لرؤية سحر الطبيعة والانتباه لمسألة ارتفاع أسعار العقارات بشكل كبير جدًّا، لدرجة أن الشقة الواحدة التي تكون في الأيام العادية بـ10 ريالات تصل إلى 70 ريالًا في موسم الخريف، وهذا العام كانت الإيجارات مرتفعة جدا مقارنة بالعام الماضي، ولكن نحن نشجع مراعاة المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة لأن المواطن العادي إن أراد الترفيه عن أسرته فلا يمكنه ان يستأجر بهكذا مبلغ في اليوم الواحد، ناهيك عن مشقة القيادة ومخاطر الطريق ومستلزماته من وإلى المنطقة؛ فالمراعاة مطلوبة جدا.

إنَّ تعدد المواسم في بلدي سلطنة عُمان، يجعل منها بيئة جاذبة للاستثمار السياحي والاقتصادي والتجاري قاطبة، ومن مختلف الثقافات العالمية، لما يميزها من مناطق جاذبة ومناطق مهمة رافدة للجميع، إلا أن الاهتمام بالمواسم الأخرى مهم من قبل الوزارة المعنية والوزارات الأخرى وهيئة البيئة وغيرها من الجهات المختصة؛ لأنه إن تم الاهتمام بكافة المواسم لشهدنا سياحة متقدمة؛ فالجبل الأخضر سيكون من أفضل المواقع السياحية، وولاية صور، ناهيك عن محافظة مسندم ومحافظة البريمي وصحار وعبري ونزوى وصحم والسويق، إضافة لجزيرة مصيرة وأغلب المناطق؛ فالاهتمام بالبنية البيئية والسياحية والترفيهية وغيرها سيكون عاملَ جذب رئيسي لتنمية القطاع السياحي ولإنعاش الاقتصاد الوطني، فمع وجود هذه المواسم التي تتميز بها السلطنة سوف نجد الكثير من الفرص الاستثمارية المتاحة، والتي سوف تكون عاملا رئيسيا ومهما وبالغا لتنشيط حركة النمو العمراني والتجاري والاقتصادي للدولة أولا، ثم للمواطنين والمقيمين بشكل عام، والتطلع لرفع كفاءات البلد لتصبح السلطنة مركزا للسياحة العربية والعالمية وتذليل كافة الصعوبات التي قد تواجه المهتمين بتطوير الجانب السياحي؛ فمن السياحة هناك اقتصاد وتجارة وصناعة وغيرها الكثير.

إنَّ اختلاف العقليات وتجديدها بشكل دوري هو مهم للغاية وتجديد الدماء والكفاءات التي سيكون همها بالدرجة الأولى الحفاظ على التراث الحضاري والثقافي والاجتماعي بتطوير السياحة العربية والعالمية واستقطاب السياح العرب والأجانب والسماح بوصول المستثمرين الذين يرغبون بإقامة مشاريع جديدة وتشجيعهم إن كانت مشاريعهم لا تتنافى مع قيم ومبادئ الدولة والدين والثقافة، وأن لا نكون حجرَ عثرة بل نسعى لتطوير كل المواسم وإنعاش النشاط الاقتصادي والاجتماعي وإقامة الفعاليات والمؤتمرات والأنشطة الترفيهية المختلفة، مع توفر بيئة مناسبة واهتمام بالغ بالمرافق العامة وإشراف الجهات المعنية عليها، حتى لو كانت من ضمن الممتلكات الخاصة، فكل منشأة تخدم المجتمع يجب أن توضع تحت إشراف وشروط واضحة، وأن لا تُترك بدون رقابة لكي لا تكون هناك تجاوزات أو مخالفات أو أخطاء، أو عدم التزام بقوانين النظافة، مثلما نلاحظ الحال في أغلب المساجد والمرافق العامة.

الاهتمام والحرص يجعل من سلطنة عُمان قِبْلَة للمواطن العربي وللسائحين الأجانب من مختلف الدول، ويجعل منها محطة حيوية لجذب الزوار في كل المواسم.