راشد بن حميد الراشدي *
لم يكُن يتصوَّر أحدٌ أن يكون الجناة من أبناء الوطن، ولم يكن أحدٌ يتوقع أن تنبت حشائش سامة بين رياحين الوطن التي ملأ شذاها الأرض، وعرفها الشرق والغرب، بكرم الأصالة والخُلق الطيب، ولم يكن يخطر ببال أحد والجميع يستمع إلى بيان شرطة عُمان السلطانية أن يكون أحد من أبناء الوطن بهذا الفكر الهدَّام وهذه الضلالةُ المقيتة الآثمة.
ثمَّة شيء خدش كبرياء هذا الوطن، وثمة شيء ماع بين صفاء مائه ليسعى إلى كدره ويلوث زُلاله ونقاءه؛ فالتربة العمانية لم تعتد إلا على النباتات الطيبة؛ فهي لا تنبت إلا طيبًا منذ عُلم أثرها بين جميع أجناس البشر، والتربة العمانية خصبة بمنابع وزروع الخير، فثمارها ذات جودة، ذاق حلاوتها وأصلها كل من عرف وتعايش وعاشر هذا الشعب وأهله في داخل الوطن وخارجه.
الأمن والأمان في سلطنة عُمان خطٌّ أحمر، والسلم والسلام واستقرار البلاد هو سمت هذا الوطن الغالي، فسموم ومخرجات فئات الضلالة في العالم أجمع لن تجد في التربة العُمانية مرتعًا لها مهما اجتهدت وبذلت الغالي والنفيس، وما تُحاول فعله هو التأثير على قشور البذور النتنة التي غسلت عقولها بماء ملوث عادت على نفسها وأهلها بويلات الخراب.
إنَّ ما تشهده سلطنة عمان خلال هذه الأيام من تكاتف وتعاضد وتعابير وطنية من القلب عن نبذ كل ما هو دخيل على الوطن وأهله، لَيُثلِج الصدور ويُقيم الحياة في نصابها السليم ويرتقي بسلم الإعجاب من حولنا لصفات هذا الشعب الذي ضَرب أروع المُثل في فعال الخير، ولتتناغم كل هذه التعابير مع ما تكنه شعوب الأرض من محبة لسلطنة عُمان وسلطانها وشعبها الكريم، الذي سارعت جميع الشعوب المحبة للتعبير عن إنكارها لتلك الحادثة الاستثنائية في بلد يسودُه التآخي والمحبة، وتنصهر في بوتقته كل الأجناس التي تعيش على ثراه، بمشاعر الحُب والألفة لتعشق أرضه الطيبة.
اليوم نقول للجميع: إنَّ سلطنة عُمان بخير، وشعبها بألف خير، فهم نسيج واحد ينبذ العنف والتطرف والطائفية الحمقاء، ويدعو إلى التسامح والترابط والوئام والثبات على الحق والصراط القويم في جميع الأمور، وليبقى الاستقرار والأمان والهدوء والسمت العماني الأصيل هو صفة هذا الوطن وأبنائه الأوفياء لسلطانهم وأرضهم ودينهم وعرضهم، وليبارك الله مسعاهم في كل خير وصلاح، فسلطنة عُمان وطن ينبذ كل كريه، ويُقدم كل غالٍ ونفيس لمن أحبه، فهو وطن مغروس برياحين الحب والوفاء والإخلاص يحوي الجميع في كنفه.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأدام عليهم نعمة الأمن والأمان؛ فعُمان خط أحمر في أمنها وأمانها حكومة وشعبًا؛ فاللهم أدم علينا الأمن والأمان والاستقرار والصحة والعافية يا رب العالمين.
* إعلامي وعضو جمعية الصحفيين العمانية