أبناء الشمس (2)

 

 

مُزنة المسافر

 

ماذا يا غييرمو؟

لماذا توقفُ ساعي البريد من عجلته المعتادة.

في إيصال المراسيل.

عليه طرق الأبواب.

ووضع الجواب في صناديق محكمة.

موضوعة أمام كل منزل.

*****

ساعي البريد: هل عندك رسالة ما يا غييرمو؟

لأخذها معي لشخص ما.

*****

غييرمو: ليس لي رسالة.

لكني أدرك عنوانها.

اسمها سيلفانا.

*****

ساعي البريد: سيلفانا، من هي؟

تلك التي تود إرسال مرسال لها.

*****

غييرمو: الفتاة التي تطفو في بركة الطيور.

كل نهار.

طفوها صار معتاداً للغاية.

إنها ربما تعيش هناك.

لكنها غريبة عن ديارنا.

وبلادنا.

*****

ساعي البريد: وأين هي الرسالة؟

*****

غييرمو: لم أكتبها بعد.

لكنني سأعطيك إياها قريباً.

*****

ساعي البريد: علي الذهاب يا غييرمو.

لي مظاريف كثيرة.

متكدسة.

و متوسدة على أفئدة البعض.

ممن ينتظرون مرسال المحبين.

والمرتحلين عن المكان.

*****

شعر غييرمو بالخزي.

بالخجل، بأنه لا يعرف الكتابة الإنشائية.

الممتلئة بالعبارات التعبيرية، الراقصة.

النابضة بالحياة.

والحروف المألوفة.

المعروفة للبعض.

ولأنها لن تعيش في درج عتيق.

أو في رف عتيد.

عليه أن يكتب شيئاً حلواً.

فيه الكثير من اللذة.

وأيضاً الحدة.

حتى تأخذه الجارة الجديدة بمحمل الجد.

ولا تراه صبياً صغيراً.

يتعلم القراءة.

والكتابة للمرة الأولى.

*****

سترقص كلماته.

وعباراته.

وستجد مظروفاً بشموع حمراء كثيرة.

مختومة، ومرسومة بجمال عارم.

وسيكتب عنوانها بخط صارم.

*****

يناسب كل شيء.

لا إنه لا يتوهم.

ولن يتألم هذه المرة.

لأن فتاته جميلة.

وحليمة بمراسيله.

ولن تضع أياً منها في الماء.

*****

ستقفل كل مظروف بمفاتيح قلبها.

وستطفو برأسها، وعقلها.

وهي تفكر في غييرمو.

تعليق عبر الفيس بوك