شيمنـا العربيـة.. على حافة الهاويـة...!؟

 

رفيـا عبّـود/صحفية وكاتبة سورية

هل مرة صادفتك قصة حدثت أمامك أنّ رجلاً اعتدى على آخر من أجل دور تجاوزه للحصول على راتبه ؟
هل سمعت أنّ مدرساً تردد كثيراً في الذهاب إلى مدرسته لأنّ أحد الطلاب هدده بأهله إن لم يسمح له أن ينقل في الامتحان ؟
ما هو شعورك عزيزي العربي إن قالوا لك أن فتاةً تمّ التحرش بها من قبل مجموعةٍ من الشبان لأنّها لا تلبس لباساً محتشم (بنظرهم) ....!!
كيف ستعالج مشكلة حدثت مع طبيب يمارس عمله بشكل اعتيادي في المستشفى ويدخل عليه رجالٌ يلبسون الأسود ويأخذونه إلى جهة مجهولة لمعالجة أحد ما بعيداً عن أعين الناس؟
 
والكثير الكثير من التساؤلات التي لا تشبه بحد زعمنا عاداتنا العربية أو أخلاقنا فنحن بنظر أنفسنا تربينا في المدن الفاضلة المنتشرة في كل أصقاع المعمورة على امتداد الجغرافية العربية ، فيكفي أن تلقي نظرة على المئات بل الآلاف من المواقع على التواصل الاجتماعي لتصل إلى النتيجة التي لا تدع فيها شك أن الانحلال الأخلاقي والسقوط نحو الهاوية هو العنوان العريض لمجتمعاتنا إلا ما رحم ربي.... مهاترات ، شتائم ، تخوين ، خروج عن الدين .. والعديد من المصطلحات الجاهزة التي لا تنم إلا على الكراهية بين أبناء اللغة والدين والتاريخ...
 قد يقول قائل : هذا تجني وهذا ضرب من الخيال أن نعمم هذه المسائل؛ ولكن الحقيقة السائدة والتي يجب أن نعترف فيها حتى نعالج هذا الشرخ هو أن نعترف بواقعنا السيئ.. وأن لا نختبئ خلف أصبعنا..
 فنحن لم نخلق وعلى رأسنا ريش ويجب علينا أن لا ندفن رأسنا بالتراب كالنعام؛  لأننا بكل شفافية لا نقرأ واقعنا ولا نحلله كما هو ، وجدير بنا أن نعيد ترتيب بيتنا الداخلي ونجمع شتاتنا المبعثر ونعود إلى هويتنا الحقيقية
 هذا لا يقودنا طبعاً ان نبكي على الأطلال كما يفعل الكثير من المفكرين والمثقفين.. بل أن نكتب دستوراً حضارياً ينتمي إلى البناء والتطور وأن يكون مفهوم الدولة القوية هو الراسخ في عقول الجميع فلا خير في أمة تعيش على الأنقاض .
لذلك..  يجب قبل أن نشمر عن سواعدنا أن نصلح ما أفسده الدهر من نزاعات وفوضى وخلافات ونضعها جانباً لكي تصبح الصورة واضحة فالعمل الصحيح يبدأ في التشخيص الصحيح للمشكلة ووضع الحلول لها ومن ثمّ تسير العجلة على الطريق المستقيم .
من المؤكد أننا لا نملك عصاً سحرية والتاريخ يشهد أنّ بناء أي دولة أو أمة تحتاج لعقود كي تصبح قوية معافاة فلا ضيّر في تكاتف الدول القوية مع الدولة الضعيفة حتى تعود إلى ألقها وسيادتها...
من الممكن أن يسأل سائل ..ما الغاية من هذا التكافل وهل ستجدي نفعاً بعد هذا الخراب ؟
الجواب ببساطة أنّ الحياة تعطنا دروساً كثيرة في صعود الدول وأفول غيرها وهذه الحياة دوارة إن لم تكن يداً واحدة ...

لنعود لاستفسارنا الأول هل من شيمنا العربية على حافة الهاوية....!
الجواب لكم ....

تعليق عبر الفيس بوك