تحقيق - ناصر أبوعون
قال الشَّيخُ القاضِي الأجَلّ عِيَسى بِنْ صَالِحٍ بِنْ عَامِرٍ الطَّائِيُّ: "ولمَّا رَسَتِ البَاِرَجُةُ الإنكليزيَّةُ بِمَرْسَى هَذِهِ الْبَلْدةِ أَطْلَقتِ الْمَدَافِعُ مِنْ حِصْنِهَا وَجَاءَ أَعْيَانُ الْبَلْدَةِ لِمُوَاجَهَةِ السُلْطانِ، وَلَمَّا جَنَّ الليلُ أَسْرَجُوا فِي جَمِيعِ بُيوتِهم حِفْنَاتٍ مِنَ اللُّبَانِ فَيَرَاهَا النَّاظِرُ مِنْ بُعْدٍ كَأَنَّهَا (السُّرُجُ الكَهْرُبَائِيِّةِ)؛ وَكَيْفِيَّةِ ذَلِكَ أَنَّهُمْ يَأْخُذُونَ حِفْنَاتِ اللُّبَانِ وَيُنَضُّدُونَها تَنْضِيدًا حَسَنًا، وَيُشْعْلُونَهَا بِالنَّارِ فَتَبْقَى كَذَلِكَ مُضِيْئَةً. وَلَمَّا أَصْبَحْنَا وَانْقَضَتْ سَاعَةٌ وَنِصْفٌ مِنَ النَّهَارِ أَقْلَعَتِ الْبَارِجَةُ مِنْ (مِرْبَاطَ) تَؤُمُّ (ظَفَارَ)، وَبِـ(مِرْبَاطَ) وَجَدْنَا السَّفِيْنَةَ الشِّرَاعِيَّةَ الْتِي خَرَجَتْ مِنْ مَسْقَطَ قَبْلَ خُرْوجِنَا بِشَهْرٍ تَقْرِيْبًا تَحْمِلُ خَيْلًا، وَمَؤُنَةً، وَذَخَائِرَ لِلسُّلْطَانِ، وَبَعْضَ رِجَالِهِ. فَمَدَّتِ إِلْيَهَا الْبَارِجَةُ حَبْلًا فَجَرَّتْهَا بِهِ إِلى (ظَفَار). وَلَمَّا انْقَضَتِ السَّاعَةُ الرَّابِعَةُ مِنَ النَّهَارِ حَاذَيْنَا بَلْدَةَ (طَاقَةَ) وَهِيَ بَلْدَةٌ صَغِيْرَةٌ وَاقِعَةٌ بَيْنَ (ظَفَارَ) وَ(مِرْبَاطَ).وَلَمَّا (شَاهَدَ الحِصْنُ البَارِجَةَ) أَطْلَقَ ضَرْبَةَ مِدْفَعٍ. وَلَمَّا انْقَضَتِ السَّاعَةُ الثَّامِنَةُ مِنْ يَوْمِنَا هَذَا وَصَلْنَا بَلْدَةَ (ظَفَار) بِعَوْنِ اللهِ وتَوْفِيْقِهِ.وَلَمَّا رَسَت البَاِرَجُةُ بِمَرْسَاهَا أَطْلَقَ الْحِصْنُ طَلَقَاتِ الْمَدَافِعِ مِرَارًا وَ(نَشَرتِ) الْبَارِجَةُ الأَعْلَامُ، وَنَزَلْنَا بَعْدَ قَلِيْلٍ فِي (سَنْبُوُقٍ) يُشْبِهُ (الهُوْرِيّ)؛ إِلَّا أَنَّهُ أَقْصَرُ مِنْهُ وَبِهِ عِدَّةُ مَجَادِيْفُ؛ فَلَمَّا رِكِبْنَاهُ طَفِقَ أَصْحَابُهُ يُجَدِّفُونً، وَيُغَنُونَ بِـ(لَهْجَاتٍ ظَفَاريَّةٍ)؛ وَهِيَ غَيْرُ خَارِجَةٍ عَنِ العَرَبِيَّةِ، وَكَأَنَّهُمْ يَجِدُونَ رَاحَةً وَأُنْسًا بِذَلِكَ الغِنَاءِ. وَلَمَّا كَانَ بَحْرُ (ظَفَار) لَا يَزَالُ مُضْطَرِبًا ذَا أَمْوَاجٍ أَصَابَنَا بَلَلٌ حَتَّى كِدْنَا نَغْرَقُ. وَوَاحِدٌ مِنْ أَهْلِ (السَّنْبُوقِ) عِنَدَهُ إِنَاءُ مِنْ خَشَبٍ (يَنْزِفُ) بِهِ الْمَاءَ مِنْ بَطْنِ السَّنْبُوقِ لِئَلَّا يَمْتَلِيءَ ماءً. وَلَمْ نَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى وَصَلْنَا إِلَى الْبَرِّ. وَالْحَمْدُ للهِ عَلَى ذَلِكَ. وَنَزَلْنَا بِسَاحِلِهِا أَمَامَ الْحِصْنِ فَوَجَدْنَا هُنَاكَ جَمَاهِيْرَ النَّاسِ جَاءُوا لِمُلَاقَاةِ السُّلْطَانِ فَصَافَحْنَا مِنْهُمُ الْأَعْيَانَ وَمَضَيْنَا إِلَى الحِصْنِ مَرْكَزِ الْحُكُوَمَةِ وألْقَيْنَا عَصَا التِّرْحَالِ فِيْهِ: فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّ بِهَا النَّوَى// كَمَا قّرَّ عَيْنًا بِالْإِيَابِ الْمُسَافِرُ".
****
"فَرَشَ الرسولُ (ص) رداءَه للعُمانيّ"
- يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ: [(ولمَّا رَسَتِ البَاِرَجُةُ الإنكليزيَّةُ بِمَرْسَى هَذِهِ الْبَلْدةِ أَطْلَقتِ الْمَدَافِعُ مِنْ حِصْنِهَا وَجَاءَ أَعْيَانُ الْبَلْدَةِ لِمُوَاجَهَةِ السُلْطانِ)]. وفي قوله: [(البلدة)]، إشارة من الشيخ عيسى الطائيّ إلى مدينة (مِرباط)؛ لكونه ذكرها سابقًا، وتخلصًا من خطيئة التكرار والإطناب والإسهاب لغير ضرورة. و(مرباط) شرق ولاية صلالة، والمطّلة على ساحل (ظَفار)، والتي تبعد مسافة 38 كيلوا مترا عن ولاية (طاقة)، ويُعَدُّ ضريح (بن علي) من أشهر مقابرها ومعالمها الآثاريّة ويعود تاريخ وجوده إلى القرن السادس الهجريّ، إلى جانب قبر الشيخ العلامة (أبو عبد الله محمد القلعيّ) المتوفى عام 577 هجرية. وجاء في مخطوط الدر والياقوت لابن جندان نقلا عن الباحث سعيد العمريّ أنّ" زهير بن قرضم بن العجيل من بني قموميّ بن العيديّ من مهرة خرج من بلاد الشحر وافدًا على النبي (ص) فأكرمه وفرش له رداءه؛ لبعد بلاده، وكتب له كتابا إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام. ومن المرجح أن زهيرا دُفن بـ(مرباط)، وقد ورد في بعض المخطوطات القديمة أن ذريته كانت في مرباط وظَفار"(1).الجدير بالذكر أن السلطان تيمور قد زار (مرباط) في طريقه إلى ظَفار إبان رحلته المؤرخة والموثقة فيلميا سنة 1348 هـ - 1929م، يرافقه عدد من وجهاء وأعيان عُمان، وكان بصحبته المستشار البريطاني برترام توماس، مؤلف كتاب (البلاد السعيدة)(2).
"ثلاثة آراء في نشأة مِرْباط"
أمّا عن النشأة التاريخية لمدينة (مرباط) فهناك ثلاثة آراء وثّقها الباحث سعيد العمريّ؛ أمّا الرأي الأول، فقد ذكر الرحّالة البريطانيّ شارل كروفورد أنّ"حيرام ملك (صور الفينيقية)، والذي كان معاصرًا للنبيّ سليمان بن داوود -عليهما السلام – في القرن العاشر(ق.م) هو الذي اكتشف (رأس مرباط)"(3) ، وأمّا الرأي الثاني فقد ذكر المشهداني"أنّ مِرباط نشأت في القرن الأول (ق.م) على يد سابديتس الذي كان يُسيطر على أغلب سواحل جنوب الجزيرة"(4)، وأمّا الرأي الثالث فقاله ابن مجاور بأنّ "الفرس همُ الذين بنوا مِرباط، وأنها كانت مرابط خيل أهل سيراف، وأنّ آل منجوه من نسل الفرس آخر من تولوا بها"(5).
"لماذا التَّحيّة 21 طلقة مِدْفع؟"
- يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ: [(أَطْلَقتِ الْمَدَافِعُ مِنْ حِصْنِهَا)]؛ وهذه التحية؛ والتي صارت تقليدًا حول العالم ما هي إلا بروتوكول مُتَّبعٌ في المراسم والتشريفات، والزيارات الرسميّة للملوك والرؤساء أرست قواعده البحرية البريطانية؛ فقد كانت تحية القوات والبوارج البحرية الإنجليزية للحصون العسكرية المُطّلة على السواحل 7 طلقات، يقابل كل طلقة منها 3 طلقات تقذفها المدافع الرابضة فوق الحصون، "يعنى «21 طلقة»، بسبب أن «بُودْرَة» المدافع كانت تتخزَّن بشكل أفضل على اليابسة أكثر من السفن. وصناعة «البارود» كانت تعتمد على «نترات الصوديوم»؛ ثُمّ غيَّر المُصنِّعون طبيعة المواد المتفجّرة، وتحوّلوا إلى «نترات البوتاسيوم»؛ فصارت السفن تقابل الطلقة بطلقة؛ ثم أصبح عدد الطلقات يرتبط بمكانة الدولة؛ فمثلا ملك بريطانيا كانت تُطْلَق له «101 طلقة»، والدول التابعة للإمبراطورية البريطانية كانت تُطْلَق لهم «21 طلقة» وهكذا، حسب المقام، ثم أصدرت بريطانيا اقتراحا أن تكون التحية طلقة يقابلها طلقة، وفق مبدأ «النار بالنار»، وانتهاجًا لهذا الاقتراح اعتمدت كافة دول العالم نظام الــ21 طلقة، وأصبح بروتوكولا عالميا"(6).
"الفرق بين المواجهة والملاقاة"
- يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ: [(وَجَاءَ أَعْيَانُ الْبَلْدَةِ لِمُوَاجَهَةِ السُلْطانِ)]. وهنا لطيفة لغوية وجب الإشارة إليها في استعمال الشيخ الطائيّ لعبارة (وجاء أعيان البلدة مواجهة السلطان) والتي تلتها في السطور الأخيرة من هذا المقطع في المخطوطة عبارة: (جَمَاهِيْر النَّاسِ جَاءُوا لِمُلَاقَاةِ السُّلْطَانِ)، وقد لاحظنا هنا حرص الشيخ الطائي في وصف (أعيان ورُشداء ظَفار) بتعبير [(مواجهة السلطان)] بديلا عن الألفاظ التي درج عليها العوام مثل (مقابلة)، و(رؤية)، و(استقبال) و(ملاقاة)؛ وذلك كون (المواجهة) مشتقة من (الوجاهة)، و"معنى (الوجيه) ذو الجاه والشرف والقدر، ويُقال: صارت له منزلة رفيعة عند الناس والسلطان، وقال بعض أهل اللغة: الوجيه هو الكريم؛ لأن أشرف أعضاء الإنسان وجهه، فجُعِل الوجهُ استعارةً عن الكرم والكمال"(7)، ثم اشتُهر لقب (الوجيه) في الأمصار الإسلامية وخاصة في مصر وبلاد جنوب الجزيرة العربية؛ "حيث كان من المألوف أن يرد اسم أحد الأثرياء أو اسم ابن شخص ذي جاه ونفوذ ممن لا يحملون ألقابا رسمية مسبوقا بلقب (الوجيه)، أو (الوجيه الأمثل) "(8).
"أعيان مرباط في استقبال السلطان"
وبالبحث في الوثائق التي أرخّت لتلك الحقبة وأشارت إلى هذه الرحلة تمَّ رصد عديد من أسماء (أعيان مرباط) الذين عاصروا السلطان تيمور، وكلمّا سار إلى ظفار، ومرّ بـ(مرباط) هو وحاشيته هبّوا إليه، واحتفوا بقدومه، وكان منهم وعلى رأس مستقبليه "الشيخ عبدالله بن سالم بن الرحمن بن سالم الكاف (١٢٨٠هـ- ١٣٦٠هـ/١٩٤١م)، الذي تولى القضاء في مرباط وعيَّنه السلطان تيمور قاضياً على كافة الأنحاء الشرقية من ظفار، وأهداه في إحدى زياراته عِمامة سعيدية وفرساً ومِدفعاً وعلماً كان يَرفعه فوق منزله بمرباط إلى سنة ١٩٦٩م"(9). ويستوجب المقام هنا أن نسرد قائمة بأسماء كِبار تجّار وأعيان (مِرباط) الذين عاصروا السلطان تيمور، وكانوا يتقدمون الصفوف الأولى عند قدومه إلى (ظَفار)، وهم: "سعيد بن أحمد بن عبد الرحمن الكاف المتوفى سنة 1962م، ومحمد بن نصيب باعمر المتوفى سنة 1961م، وسهيل أرض الخير بن سالم العمريّ وتوفي سنة 1943م، ومحمد بن مسلم بن مسعود العلويّ وتوفي عهد السلطان سعيد بن تيمور، وخميس السراي بن سالم السنيديّ وتوفي سنة 1936م، وعوض بن مبارك بن سعيد كوفان المتوفى سنة 1962م، وسالم بن صالح بن علي الناخبيّ الشهير بـ(جحوم) وتوفي سنة 1969م، وعقيل بن محمد بن عقيل الكاف وتوفي في الهند سنة 1932م، وعبد الله بن حسن الحبشي وتوفي سنة 1967م، وحفيظ بن سالم بن عبد الله بن حسن الكاف، وتوفي سنة 1972م، وسعيد بن محمد بن سالم بن البخيت العمري وتوفي في عهد السلطان سعيد بن تيمور، وعبد الله بن سالم بن محمد الكاف وتوفي سنة 1952م، والشيخ أحمد بن سيدوف العمريّ المتوفى سنة 1967م"(10).
"إنارة التَّباشير بضوء اللبان"
- يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ: [(وَلَمَّا جَنَّ الليلُ أَسْرَجُوا فِي جَمِيعِ بُيوتِهم حِفْنَاتٍ مِنَ اللُّبَانِ فَيَرَاهَا النَّاظِرُ مِنْ بُعْدٍ كَأَنَّهَا (السُّرُجُ الكَهْرُبَائِيِّةِ)، وَكَيْفِيَّةِ ذَلِكَ؛ أَنَّهُمْ يَأْخُذُونَ حِفْنَاتِ اللُّبَانِ وَيُنَضُّدُونَها تَنْضِيدًا حَسَنًا، وَيُشْعْلُونَهَا بِالنَّارِ فَتَبْقَى كَذَلِكَ مُضِيْئَةً)].
وفي قوله: [(جَنَّ الليلُ)]، إشارة إلى: اختلاط ظلمته، واشتداد سواده. وشاهده الشعريّ في قول المُتَنَخِّل الهُذَليّ، يصف حال فقير جائع:( حَتَّى يَجِيءَ وَ جِنُّ الَّليْلِ يُوْغِلُهُ// وَالشَّوْكُ فِي وَضَحِ الرِّجْلَيْنِ مَرْكُوزُ)(11). وفي قوله: [(أَسْرَجُوا فِي جَمِيعِ بُيوتِهم)]؛ إشارة إلى خصوصية الضيف ومكانة السلطان تيمور عند أهل ظَفار. ويُقال: أسرج المصباح ونحوه، أيْ: أوقده، وشاهد هذا اللفظ ومعناه نجده في الحديث النبويّ الذي روته الصَّحابية ميمونة بنت سعد – رضي الله عنها -. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ: هُوَ أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَأَرْضُ الْمَنْشَرِ ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: مَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَأْتِيَهُ فَلْيُهْدِ إِلَيْهِ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ، فَإِنَّ مَنْ أَهْدَى إِلَيْهِ زَيْتًا كَانَ كَمَنْ قَدْ أَتَاهُ"(12).
وأمّا قوله: [(حِفْنَاتٍ مِنَ اللُّبَانِ فَيَرَاهَا النَّاظِرُ مِنْ بُعْدٍ كَأَنَّهَا (السُّرُجُ الكَهْرُبَائِيِّةِ)] ففيه إشارة من الشيخ عيسى الطائي إلى موضع إشعال اللبان فوق سطوح بيوت ظفار في مواضع محددة تُسمّى (التباشير)، وهي فتحات في السور العُلويّ من (البيت الظّفاريّ)، واسمها مشتق من (البشارة والاستبشار) تعبيرًا عن الابتهاج؛ وهي (شُرفات) صغيرة متدرجة مقتبسة من عِمارة المساجد تُزين حواف جدران المنزل الأربعة، وتُعرَف في العِمارة الإسلامية بـ(العرائس)، و"هي أشكال هندسية مصفوفة ومتجاورة ومتشابكة "تتجه رؤوسها لأعلى، للإيحاء بارتباط الأرض بالسماء"، وترتبط بمدلول اجتماعيّ احتفاليّ؛ إذ تُوضع عليها (حِفْنات من اللبان الظفاريّ) وتُشْعَل فتملأ المكان برائحته الطيبة وذلك في حالة قدوم السلاطين من (مسقط) والمسافرين من الخارج فرحًا بعودتهم سالمين واحتفاءً بهم وتلك عادتهم التي توطنّوا عليها في المناسبات والأفراح"(13).
"لماذا استخدم الطائيّ لفظة: البيوت؟"
أمّا قوله:[(فِي جَمِيعِ بُيوتِهم بُيوتِهم)]، فيه اختصاص بأهل ظفار، شمل جميع بيوتاتهم على اختلاف مكانتهم وتنوّع أحوالهم من السِّعَة واليَسار، فلا فرق بين غنيهم وفقيرهم في إكرام الضيف والاحتفاء بقدومه. وتخيّرَ الطائيّ مفردة (البيوت) بصيغة الجمع لما تتضمنه من معنى (الكثرة)، لأنها بصيغة المفرد تدلّ على (الوحدة). وقد أعرض الشيخ الطائيّ عن استعمال مفردات (الدار) و(المنزل) و(السكن) مفضلا مفردة (البيوت)؛ للدلالة على أنّ أهل ظفار مدنيّون بطبعهم وحضاريون ومستقرّون، وليسوا من البدو الرُّحّل، فضلا عن "الدلالة العُرفيّة" لكلمة (بيت) على المُتَّخَذ من حَجَرٍ ومَدَر وصُوفٍ ووَبَرٍ، تعبيرًا عن (المأوى) الذي يتخذه الإنسان مستقرا له، ومنزلا ينزل إليه. كما يقول الراغب الأصفهانيّ"(14).
"الطائيّ يستعير التنضيد من الجيولوجيا"
وفي قوله: [(يَأْخُذُونَ حِفْنَاتِ اللُّبَانِ وَيُنَضُّدُونَها تَنْضِيدًا حَسَنًا، وَيُشْعْلُونَهَا بِالنَّارِ فَتَبْقَى كَذَلِكَ مُضِيْئَةً)]؛ يُفسِّرُ لنا الشيخ عيسى الطائيّ ماهية الإضاءة باللبان، مُستعينًا بمصطلح (التنضيد Embalsamamiento) الذي يُعْرفُ بـ(النّمو الفَوقيّ) في علم المواد، ويُعرَف في علم الجيولوجيا بـ(الطبقات الرسوبيّة)، ومعناه "ترسيب طبقة متبلورة منتظمة علي رِكَازَة متبلورة"(15)، حيث دأب الظَّفاريون في ذاك الزمان عند استقبال العائدين من السفر أوالاحتفاء بضيوفهم على (تنضيد) طبقات من اللبان متتالية فوق بعضها، في مباخر أو أوعية، أو مِشْكاوات زجاجية، ثم يُثَبِّتونها مُرَصَّصَةً في (التَّباشير) المتجاورة على سطح البيت، ثم يُشعلونها ليلا فتضيء ما حولها كَأَنَّهَا [(السُّرُجُ الكَهْرُبَائِيِّةِ)].
"7 رحلات للسلطان في ظَفار"
- يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ:[(وَلَمَّا أَصْبَحْنَا وَانْقَضَتْ سَاعَةٌ وَنِصْفٌ مِنَ النَّهَارِ أَقْلَعَتِ الْبَارِجَةُ مِنْ (مِرْبَاطَ) تَؤُمُّ (ظَفَارَ)، وَبِـ(مِرْبَاطَ) وَجَدْنَا السَّفِيْنَةَ الشِّرَاعِيَّةَ الْتِي خَرَجَتْ مِنْ مَسْقَطَ قَبْلَ خُرْوجِنَا بِشَهْرٍ تَقْرِيْبًا تَحْمِلُ خَيْلًا، وَ(مُؤْنَةً)، وَذَخَائِرَ لِلسُّلْطَانِ، وَبَعْضَ رِجَالِهِ. فَمَدَّتِ إِلْيَهَا الْبَارِجَةُ حَبْلًا فَجَرَّتْهَا بِهِ إِلى (ظَفَار)].
ويستوجب المقام هنا التأريخ للجولات السلطانيّة التي قام السيد تيمور بن فيصل بن تركي إلى(ظَفار)، والتي قوامها 7 زيارات رسميّة؛ وكانت الزيارة الأولى له عندما كان وليًّا للعهد، وذلك "في نوفمبر سنة 1906م، بصحبة والده السلطان فيصل بن تركي والقنصل البريطاني في مسقط ويليام جراي والشاعر أبو الصوفي سعيد بن مسلم المجيزي الذي أرخ هذه الزيارة في قصيدة (السياحة الظفارية)، وكانت الزيارة الثانية سنة ١٩٠٨م ورافقه فيها القنصل البريطاني، وفي ديسمبر سنة ١٩١٥م زارها للمرة الثالثة وقام بتعيين (عبدالله بن سليمان الحراصيّ) واليا عليها بدلا من الوالي السابق (بخيت النوبيّ)، ثم كانت الزيارة الرابعة في مارس ١٩١٨م للنظر في شؤون البلاد وتنظيم الجمارك والأسواق، وفي أبريل سنة ١٩٢٣م وصل السلطان تيمور للمرة الخامسة إلى ظفار بصحبة الوالي الجديد السيد (سعود بن علي بن بدر البوسعيديّ)، وكانت زيارته السادسة في سنة ١٩٢٥م وقام فيها بجولة في المنطقة الغربية من ظفار عبر جبل القمر وصولا إلى رخيوت، وكان من بين مرافقيه الشيخ عيسى بن صالح الطائي قاضي قضاة مسقط وشاعر البلاط السعيديّ أبو الصوفي الذي أرخ لهذه الرحلة بقصيدة (السياحة الرخيوتية)، ثم وصل إليها ما بين عامي ١٩٢٨ – ١٩٢٩م بمعيّة مستشاره الماليّ برترام توماس الذي وثق الرحلة في فيلم تصويري، وفي هذه الفترة قام توماس بعبور الربع الخالي منطلقا من ظفار في ديسمبر ١٩٣٠م ووصل الدوحة بقطر في فبراير ١٩٣١م"(16).
"الغنجة الصورية تحمل مُؤْنَةً السلطان"
ففي قوله: [(وَجَدْنَا السَّفِيْنَةَ الشِّرَاعِيَّةَ الْتِي خَرَجَتْ مِنْ مَسْقَطَ)] إشارة من الشيخ عيسى الطائيّ إلى السفن الشراعية المشاركة في قافلة السلطان تيمور المتجهة إلى (ظَفار)، فضلا عن البارجة البخاريّة "ترايدنت"، التي تُقلّه وأهله وحاشيته، وكِبار رجال دولته ومرافقيه؛ فقد كان البروتوكول يقضي بأن تحمل السفن الشراعية الخيول والذخائر ومُؤْنَة الرحلة، وتخرج مبكرا سبّاقة قاصدة (ظفار). وقد كانت القافلة تتكون من بارجة بريطانية وسفينتين شراعيتين عُمانيتين من نوع (الغنجة الصُّوريّة)؛ أمّا (الغنجة الأولى) فقد عادت إلى مسقط بعد أن حال اضطراب بحر ظفار دون وصولها، وأمّا (الغنجة الثانية) فقد جرَّتها البارجة البريطانية الحربية خلفها. واسم (الغنجة) مشتق من إحدى اللغات الهندية، ويُلفظه أهل صور على جهين: (غَنية) و(غِنية)، وتُرسم الكلمة على ثلاثة أشكال: (قنجة)، و(غنجة)، و(خنشة). وقد نسب ديكسون (1949:475Dickson) الرسم (خنشة) إلى لهجة (صور). وعند الحديث مع أحمد صالح حسين الحماش، وهو نجَّار سفن من (خورفكان) عن وجوه الشبه بين (الغنجة) و(البغلة)؛ قال: (الغَنية) تُعَمَّر في (صور)، ويسمونها في الكويت (بغلة)، وفي خورفكان نطلق عليها (كوتية) "(17).
وأمّا قوله:[(مُؤْنَة)] فقد أثبتها الشيخ الطائيّ في مخطوطه على صفة المفرد:(مُؤْنَة) غير أنه قصد بها الجمع (مَؤونة، ومَؤونات، ومُؤَنٌ). و(المُؤْنَةُ) في المعجم الوسيط للزمخشري: القوتُ، و(ج) مُؤَنٌ.
(سَنْبُوُقٍ) يُشْبِهُ (الهُوْرِيّ)
- يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ: [(وَلَمَّا رَسَت البَاِرَجُةُ بِمَرْسَاهَا أَطْلَقَ الْحِصْنُ طَلَقَاتِ الْمَدَافِعِ مِرَارًا وَ(نَشَرتِ) الْبَارِجَةُ الأَعْلَامُ، وَنَزَلْنَا بَعْدَ قَلِيْلٍ فِي (سَنْبُوُقٍ) يُشْبِهُ (الهُوْرِيّ)؛ إِلَّا أَنَّهُ أَقْصَرُ مِنْهُ وَبِهِ عِدَّةُ مَجَادِيْفُ؛ فَلَمَّا رِكِبْنَاهُ طَفِقَ أَصْحَابُهُ يُجَدِّفُونً، وَيُغَنُونَ)]
و"اسم (السنبوق) مصطلح قديم، وربّما كان أصله (الشابوق) الذي ذكره المقدسيّ (32: 1906) في القرن الرابع الهجريّ/ العاشر الميلاديّ، وكان يبحر في المحيط الهنديّ ونجده في المنطقة ما بين البحر الأحمر حتى بحار الصين، ويذكر لنا سرجنت (134: Serjent 1974) [عابريّة السمبوق] التي اشتُهرت بها منطقة المهرة وأهل صور وتتميز (العابريّة) عن أي سنبوق عاديّ بأنها أطول وأعرض وذو رأس طويل، وتُطلق على سفن نقل البضائع في أعالي البحار؛ فيقال: (عابريّ) أو (عابريّة)"(18)، وكتب لنا الجاحظ "السنبوقة (بالقاف والتاء) للدلالة على السفن الكبيرة، ومع الوقت أصبحت تُطلق على السفن الأصغر"، وفي تاج العروس للزبيدي (سنبق السنبوق)، و"قالَ الصّاغانِيًّ: زَوْرَقٌ صَغِيرٌ يَعْمَلُ فِي سَواحِل البَحْرِ، قَالَ: وَهِي لُغَةُ جَمِيع أهْلِ سَواحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ. قلتُ: وَفِي أَصالَةِ نُونِه نَظَر، وقالَ الصّاغانِي فِي التكملة: هُوَ فُنْعُول، من السَّبْقِ". وفي قوله: [يُشْبِهُ (الهُوْرِيّ)]، إشارة من الشيخ عيسى الطائيّ إلى علاقة المشابهة والسمات الشكلية المشتركة التي جمعت بين (السمبوق) و(الهوريّ) إلا أن (الهُوريات) قوارب منقورة؛ أي: (منحوتة) من جذع خشبيّ مفرد وتسمى (هوري محفور) للإبحار في المياه الضَّحلة، ويُسمى في بلاد الحجاز بـ(الصَّدَفَة)؛ لاستخدامه في صيد الأصداف والمحاريات واللؤلؤ"(19).
وفي قوله: [(فَلَمَّا رِكِبْنَاهُ طَفِقَ أَصْحَابُهُ يُجَدِّفُونً، وَيُغَنُونَ بِـ(لَهْجَاتٍ ظَفَاريَّةٍ)؛ وَهِيَ غَيْرُ خَارِجَةٍ عَنِ العَرَبِيَّةِ، وَكَأَنَّهُمْ يَجِدُونَ رَاحَةً وَأُنْسًا بِذَلِكَ الغِنَاءِ)]. لطيفتان تقصّدهما الشيخ عيسى الطائيّ، أولهما - وهو العارف باللغة العربيّة والمتبحر فيها – نفى فيها كُليّةً وجود لغة مستقلة بأهل ظفار، وإنّما هي (لَهْجَاتٍ ظَفَاريَّةٍ؛ وَهِيَ غَيْرُ خَارِجَةٍ عَنِ العَرَبِيَّةِ)، "فهم ينطقون (الإِمَالة الكبرى)؛ في سائر كلامهم؛ مثل: (دُكّان): (دُكِّين)، و(رجّال): (رِجّيل)؛ وهم لا يقصدون مبالغةً ولا وصفًا، بل يقصدون كلمة (رجل). وينطقون (دجاج): (دْجِيجْ)، وهم في هذه الكلمة بدأوا بالساكن، ولا شك أنهم في هذه (الإِمَالات) تأثروا بالعربية الفصحى؛ لكنهم بالغوا في نطقها حتى صارت عندهم الألف ياءً خالصةٍ. وتشبه اللهجات الظَفاريَة العربية الفصيحة في نطق الهمزة على وجوهها الثلاثة: ففي تحقيق الهمزة يقولون: (يا أحمد)، وفي تخفيفها ينطقونها: (يا حمد) بحذف الهمزة، وفي الوجه الأخير: يحذفون الهمزة ويبدأون بساكن فيقولون: (حْمَدْ)(20). وأمّا اللطيفة الثانية؛ فهي بيان أنّ وحدة العربية الفصحى وتجدَّدها؛ قد ساهم في نشأة اللهجات الظفارية وتعددها مصحوبة بتنوّع تراثيّ وثراء فني وشعبي استنبتته الجغرافيا وطبيعة النشاط الاقتصادي السائد حتى صار موروثًا يُعتدّ به ورمزا للفخار وعَلَمًا على وحدة التُّراب العُمانيّ. ومن نماذج التراث الظفاريّ اللصيق بالعربية الفصحى؛ "فن الشبّانية أو الشوبانية، وهو من الأنماط الموسيقية عند أهل ظفار، واسم (الشوباني)، مرتبط بالفنون البحرية، حيث كانت تُقام الاحتفالات بعودة البحّارة والسفن، فرحةً بوصولهم سالمين ومن شلات الأغاني في الشبّانية هذه الشلة القديمة(21): (قد بدّلـوه بو فتيـلة(22)// بعد ما كان بألفين ربيّة(25)| واليوم يابوا(23) ميازر(24)// شغل هندستان(26) يا خير هنديه).
- يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى الطَّائِيُّ:[(وَنَزَلْنَا بِسَاحِلِهِا أَمَامَ الْحِصْنِ فَوَجَدْنَا هُنَاكَ جَمَاهِيْرَ النَّاسِ جَاءُوا لِمُلَاقَاةِ السُّلْطَانِ فَصَافَحْنَا مِنْهُمُ الْأَعْيَانَ وَمَضَيْنَا إِلَى الحِصْنِ مَرْكَزِ الْحُكُوَمَةِ وألْقَيْنَا عَصَا التِّرْحَالِ فِيْهِ:(فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّ بِهَا النَّوَى// كَمَا قّرَّ عَيْنًا بِالْإِيَابِ الْمُسَافِرُ). وهذا البيت منسوب في أكثر من مصدر للشاعر الجاهليّ عمرو بن سفيان بن حمار بن الحارث بن أوس البارقيّ، والملقب بـ(المعقّر)؛ لقوله في رائيته المشهورة:"لها ناهض في الوكر قد مهدت له// كما مهدت للبعل حسناء عاقر".
يتبع...
--------------------------------
المصادر والإحالات:
(1) المكانة التاريخية لولاية مرباط، مبحث من كتاب: مرباط عبر التاريخ، للباحث سعيد بن خالد بن أحمد العمريّ، ط1، إصدار المنتدى الأدبيّ ص: 81، نقلا عن مخطوط: "الدر والياقوت في معرفة بيوتات عرب المهجر وحضرموت" لأبو الأشبال سالم بن أحمد بن جندان
(2) المرجع نفسه، ص: 119، 120
(3) نفسه، ص: 78، نقلا عن صواخرون، قالوا عن ظفار، ص: 57
(4) نفسه، ص: 78، نقلا عن: محمد جاسم المشهداني، تاريخ ظفار، ندوة ظفار عبر التاريخ، المنتدى الأدبي 1997م
(5) نفسه، ص:78، نقلا عن : صورة الأرض، ابن حوقل، مطبعة بريل، 1938
(6) لماذا 21 طلقة تحية للضيف؟ السفير ــ نبيل حبشى، جريدة الأهرام المصرية، الإثنين 4 من صفر 1437 هــ 16 نوفمبر 2015 السنة 140 العدد: 47096
(7) تفسير الفخر الرازيّ، ج8، ص: 53
(8) د. ياسر ثابت، قصة الثروة في مصر، دار اكتبْ للنشر والتوزيع، 2023
(9) مقابلة قام بها الدكتور خالد بن أحمد بن حفيظ الكاف مع الشيخ أبوبكر بن سالم بن عبدالله الكاف حفيد القاضي وأفاده بأن (العمامة السعيدية) لاتزال محفوظة لديهم. وذلك بعد الاطلاع على المصادر التالية: (دليل أعلام عمان، ص 113)، و(مرباط عبر التاريخ، الإصدار 18، المنتدى الأدبي، ص 217، الطبعة الأولى، 2012م).
(10) المكانة التاريخية لولاية مرباط، مبحث من كتاب: مرباط عبر التاريخ، للباحث سعيد بن خالد بن أحمد العمريّ، ط1، إصدار المنتدى الأدبيّ، 2012، ص: 137، 138، 139، 140، 141
(11) ديوان الهُذَليّين، تحقيق: أحمد الزين وآخرين، مطبعة دار الكتب المصريّة، القاهرة، ط2(1995م)، 2/16
(12) المعجم الكبير، الطبرانيّ، أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب، ج25، باب الميم، ص: 32، وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل تحت رقم: 27626
(13) البيوت القديمة في محافظة ظفار، خالد بن أحمد العليان، المطابع العالمية، روي، مسقط، سلطنة عُمان، رقم الإيداع: 2/1994 ص:25
(14) دلالة كلمة البيت في الاستعمال القرآنيّ، د. عبد الحفيظ بورديم، جامعة تلمسان، ص19
(15) معجم المصطلحات العلمية والفنية والهندسية الجديد، أحمد شفيق الخطيب ، ط 2018
(16) في ظفار: أحداث وتواريخ منذ السيد سعيد بن سلطان حتى جلالة السلطان هيثم، إعداد: سعيد بن خالد بن أحمد العمري – باحث في التاريخ، الخميس 21 إبريل، صحيفة أثير https://www.atheer.om/archives/536079
(17) ذاكرة السفينة الشراعية في الخليج العربيّ، ديونيسيوس آ.آ جيوس، ترجمة عبد الإله الملاح، ط1، هيئة أبوظبي للثقافة والتراث 2009، ص: 88، 105، 106
(18) المرجع نفسه، ص: 251، 78
(19) حياة المراكب الشراعية، ديونيسيوس أ. آجيوس، ترجمة: أحمد آيبش، مشروع كلمة للترجمة، ط1، مركز أبوظبي للغة العربية، 2021
(20) بتصرّف: توظيف اللهجات في تعليم اللغة العربية الفصحى؛ لهجة ظفار أنموذجًا، مجلة الخليل، السنة: 3، العدد: 5، 2018، ص: 156، 157
(21) فن الشبّانية، إعداد: أحمد بن محمد الزدجالي، مركز عُمَان للموسيقى التقليدية.
(22) بو فتيلة: نوع من البنادق.
(23) ربيّة: عملة هندية كانت متداولة في عُمان قبل عام 1970م.
(24) يابوا: جلبوا، أحضروا.
(25) ميازر: مفرده ميزر، وهو نوع نن من البنادق احدث من أبو فتيلة.
(26) شغل هندستان: يقصد صناعة هندية.