سلطنة عُمان.. والإنجازات الدولية

 

 

د. أحمد بن علي العمري

مُنذ أن تولى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وانطلاق مسيرة النهضة المتجددة، والتي تزامنت مع بداية رؤية "عُمان 2040" وبعد العديد من الإصلاحات المتلاحقة من حيث إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة ودمج العديد من الوحدات ذات التوجه الواحد، إضافة إلى إصدار العديد من الأنظمة والقوانين والتشريعات المنظمة لسير العملية التنموية والعمل المؤسسي وكذلك الجانب التعليمي والاجتماعي والاقتصادي، وبعد وضع الكفاءات المختارة لشغل الأماكن المناسبة مع الإيحاء إلى أن عُمان ولادة والقدرات متوفرة والبديل جاهز.

مضت سفينة عُمان بقيادة ربانها "بسم الله مجراها ومرساها" في طريق سيرها بكل دقة وإتقان وأمان، وقد بدأ الجميع- كل في مجال اختصاصه- يُشمِّر عن الساعد باذلًا كل ما يستطيع من جهد وطاقة في تحقيق الأهداف المحددة والمرسومة له بعناية فائقة.

ومن الطبيعي عندما يتقن العمل ويخلص فيه تأتي النتائج إيجابية، حتمًا بعد توفيق رب العالمين، وها هي النتائج تتحقق ليس على المستوى المحلي فقط، وإنما على المستوى الإقليمي والدولي.

وعلى سبيل المثال وليس الحصر، ما حققته هيئة البيئة بتخطيها 99 درجة في التصنيف العالمي، وكذلك ما حققه جهاز الاستثمار العُماني وجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، وما حققته هيئة الطيران المدني في مجال السلامة الدولية؛ حيث تقدمت 127 درجة في التصنيف الدولي. إضافة إلى ما أُعلن عنه بأن مسقط ثاني أنظف مدينة في آسيا، والقادم أفضل بإذن الله رب العالمين.

إن هذه الإنجازات وغيرها لم تأتِ من فراغ؛ بل جاءت بجهود جبارة وعزم لا يلين، بذله أبناء عُمان المخلصون، لهم كل التحية والتقدير والثناء. وكم كنت أتمنى- كما يتمنى أبناء هذا الوطن العزيز- أن نرى بورصة مسقط وقد حققت الإنجاز الإقليمي والدولي، لكن عندما عرفت أن الاستثمار الأجنبي فيه لم يتجاوز 19 بالمئة، وكنت أتوقع أكبر من ذلك بكثير، إلّا أن تلك خطوة على الطريق الصحيح؛ فالتجربة ما زالت تمر بتحديات وتحتاج للمزيد من الوقت، ونأمل أن نراه يحقق الإنجاز، ونطمح أن نراها بورصة عالمية.

لكم كل التحية والتقدير يا أبناء عُمان المخلصين في كل مكان.. حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.