ناصر بن حمد العبري
بداية أسجل كلمة عز وافتخار للجيش السلطاني العماني وإلى كافة الأجهزة الأمنية المرابطة في الداخل وعلى كل الحدود العمانية، وأدعو الله أن يرحم والدنا الخالد في قلوبنا السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وأن يحفظ باني عُمان المتجددة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أبقاه الله.
وأقول إنني وعلى مدى 26 سنة ماضية، كان لي الشرف أن كنت أحد رجال الجيش السلطاني العُماني الباسل، وقضيت هذه السنين بين صرفيت والمزيونة وحبروت وهرويب؛ وكلها مناطق حدودية مع اليمن الشقيق، وكنت أحد المشرفين على علاج الأُسر اليمنية التي تأتي كل خميس إلى منطقة هرويب لتلقي العلاج. وفي ذلك الوقت كانت التوجيهات تأتي من القيادات العليا بتقديم أفضل الخدمات الطبية لهذه الأسر، وتقديم وجبات الطعام للأشقاء وأهلنا الذين يأتون للعلاج، كما نقوم بتحويل كل حالة تحتاج إلى عناية أكثر إلى مستشفى السلطان قابوس في صلالة لتلقي العلاج.
كانت هناك سلاسة كاملة من القادة بالسماح للأسر اليمنية بزيارة أقاربهم في صلالة، وكان زملائي في الجيش السلطاني العماني يعاملون الأشقاء اليمنيين كأنهم عمانيون وهذه تعليمات الحكومة والقيادة الرشيدة. ولذلك أقول إنني كنت شاهدًا على تلك الحقبة من الزمن. ومع تطور الأوضاع في فلسطين وتعاطف الحكومة العمانية مع الشعب الفلسطيني الشقيق، تحركت فئة من ضعفاء النفوس لنشر مقطع فيديو تمثيلي يزعم تعرض مجموعة من الإخوة اليمنيين للضرب. وقد أراد النافخون في نيران الفتنة، أن يختلقوا فتنة بهذا المقطع لنشر الفرقة وتضليل الرأي العام. ويتضح من خلال المقطع التمثيلي المُزيَّف استئجار مرتزقة لأداء هذه الدراما التمثيلية الفجّة.
ومن خلال مقالي هذا أوجه رسالة إلى الحكومة اليمنية بتقصي حقيقة القائمين على هذا التزييف الذي يمس علاقات الشعبين الشقيقين، كما أوجه رسالة للشعب العماني ولأشقائنا في اليمن بعدم الانسياق وراء مثل هذه المقاطع المرئية التمثيلية والشائعات والمعلومات المُضللة؛ فالعلاقة بين الشعبين العماني واليمني تاريخية ومتينة، ولا يجب أن تتأثر بأفعال فئة ضعيفة النفوس تسعى لإثارة الفتنة والتفرقة بين الشعبين.
وفي الختام.. أدعو الله أن يحفظ عُمان وأهلها وأن يُديم عليها الأمن والاستقرار، وأن يوفِّق الجيش السلطاني العُماني والأجهزة الأمنية في مهمتهم النبيلة في الحفاظ على أمن البلاد وحماية حدودها، وأن يحفظ جلالة السلطان هيثم بن طارق، ويمن عليه بالتوفيق والسداد في قيادة البلاد نحو المزيد من التقدم والازدهار.