سالم بن نجيم البادي
باحث عن عمل يمر على المساجد ويضع صناديق قناني الماء في المساجد وقد كتب على ورقة وبخط عريض وأنيق "ادعو لي بالوظيفة"، وثبتها في صندوق قناني المياه.
وباحث عن عمل آخر يكتب في ورقة عن مشواره الطويل والشاق وهو يبحث عن عمل ثم يضعها في المسجد قريبًا من المحراب حتى يشاهدها النَّاس الذين يصلون في المسجد وفي نهاية الرسالة يطلب من المصلين الدعاء له من أجل الحصول على وظيفة مناسبة كما قال.
وللمرء أن يتصور الحالة النفسية التي وصل إليها هولاء الشباب الذين يبحثون عن عمل وقد أعيتهم الحيل وضاقت بهم السبل ولم يتركوا وسيلة إلا وجربوها وحتى أنهم تواصلوا مع الأشخاص الفاعلين في المجتمع من الشيوخ والرشداء وأعضاء مجلس الشورى وأصحاب المناصب العليا يأملون في شفاعتهم الحسنة للحصول على وظيفة. هذا عدا عن طرق أبواب الوزارات الحكومية والجهات المختلفة والقطاع الخاص واللهاث وراء إعلانات الوظائف.
لكن يظهر ألا أحد يهتم بأمر هؤلاء الشباب وأن قضيتهم صارت كبيرة ومستعصية عن الحل والجهود المبذولة لحلها غير مجدية وبطيئة وعشوائية وفيها تخبط واضح فوزارة العمل تصرح بأن التوظيف ليس من اختصاصها وأن أمر التوظيف سوف يسند إلى الوحدات المختلفة وأحد المسؤولين يصرح بأنّ مشكلة الباحثين عن عمل لا يتم حلها بين ليلة وضحاها.
ونقول له لابأس من حلها في ألف ليلة وليلة، ولكن مع وجود خطة واضحة وقابلة للتطبيق كأن يتم الالتزام بتوظيف عدد معلوم من الباحثين عن عمل في الشهر وفي السنة مع الإعلان عن أعداد الذين تم توظيفهم في القطاع الخاص والقطاع العام بشفافية تامة، وينبغي النظر في مسألة إحلال المواطن مكان الوافد وخاصة في الوظائف الحكومية مع تدريب وتأهيل الباحثين عن عمل التدريب الذي يفضي إلى التوظيف مباشرة بعد الانتهاء منه. وكان سعادة رئيس مجلس الشورى قد قال إنه سوف يتم تشكيل لجنة للنظر في مسألة الباحثين عن عمل، فهل تم تشكيل هذه اللجنة وماذا فعلت من أجل الباحثين عن عمل؟ ولقد قال أحد أعضاء مجلس الشورى إن مسألة إيجاد حلول للباحثين عن عمل لا تتعلق بمجلس الشورى، إذن من المسؤول عن حل قضية الباحثين عن عمل؟ وهل يدرك المسؤولون حجم هذه المشكلة وأثرها الاقتصادي والاجتماعي والنفسي وخطرها على أمن واستقرار وسكينة المجتمع؟ وهل يستطيعون النوم ملء جفونهم؟ ألا يشعرون بتأنيب الضمير؟
ولطالما اقترحنا تخصيص مبلغ مالي للباحثين عن عمل أسوة بمن فرضت لهم معونة مالية وذلك حتى حصولهم على الوظيفة.
إن الباحثين عن عمل يحتاجون إلى من ينصت لهم ويتفهم واقعهم الاجتماعي الصعب وهم بحاجة إلى الإرشاد النفسي بل أخشى أن بعضهم صار فعلا بحاجة إلى علاج نفسي.
وذلك الشاب الذي يوزع صناديق قناني الماء على المساجد وقد كتب عليها "ادعو لي بالوظيفة" قد أصابه اليأس من أهل الأرض وقد جاء يطلب العون من الله وفي المسجد، وقد يدعو على من خذله من البشر ولعله يردد حسبي الله ونعم الوكيل.
تعالوا بنا ندعو له ولكل من يبحث عن وظيفة أن يوفقهم الله ويسهل أمورهم ويحقق أمنياتهم بالحصول على الوظيفة اللهم أرزقهم الوظيفة المناسبة.. اللهم آمين.