على الرغم من مرور 220 يومًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلّا أن جيش الاحتلال لم ينجح في كسر إرادة المقاومة الفلسطينية في كل مناطق القطاع الذي يتعرض لإبادة جماعية وتدمير متعمد لتحويله إلى منطقة غير قابلة للحياة.
ويُجسِّد مخيم جباليا هذه الإرادة الصلبة لفصائل المقاومة الفلسطينية، وهو ما يؤكد استمرارية جدوى المقاومة والتصدي للآليات العسكرية في محاور التوغل باستراتيجيات عسكرية مختلفة ومتنوعة حسب الوضع الميداني؛ إذ نُفِّذت عمليات استهداف لآليات جيش الاحتلال بالطائرات المسيرة والقذائف المضادة للدبابات، على الرغم من القصف المتواصل لمناطق شمال القطاع منذ أيام.
لقد ظن جيش الاحتلال أن شمال قطاع غزة بات دون مقاومة أو حاضنة شعبية تقف خلف مقاومتها الباسلة، لينصدم مؤيِّدو الإجرام الإسرائيلي بهذا القدر الكبير من الباسلة والتصدي بكل شجاعة في شمال القطاع، وكأن الحرب في أيامها الأولى، باعتراف الإعلام الإسرائيلي نفسه.
إنَّ الأمر الذي أذهل الاحتلال أن المقاومة لا تزال محتفظة برصيد من الصواريخ طويلة المدى، ولديها القُدرة على قصف المستوطنات والمدن المحتلة حتى الآن، ومن قلب الأماكن التي يتوغل فيها جيش الاحتلال، وهي رسالة واضحة إلى العالم كله، مفادها أن المقاومة لن تنكسر، وأن الفلسطينيين لن يُفرِّطُوا في أرضهم، وإن خذلهم ما يسمى بـ"المجتمع الدولي"، وأن الغلبة حتمًا ستكون لصاحب الأرض الذي رواها بدمائه على مر الزمن.