وفاء الشيخ لشيخه

 

راشد بن حميد الراشدي

ما أعظمه من وفاء وما أجلها وأكرمها من لحظات وما أنقاه من طهر ووصال ذلك الزرع البهيج والغراس الشامخ والوفاء التام بين شيخين نُعاصر يومياتهما الشريفة وأوقاتهما الثمينة وأنفسهم الزاكية المحبة لله ورسوله- صلى الله عليه وسلم- المقتدية بسيرة المصطفى وصحبه الطاهرين في كل أمر وفعل.

صورة داخل المقال.jpeg
 

اليوم وكل يوم، يسطر مشائخنا الأجلاء أروع الأمثلة لنسير نحن على دروب صلاحهم ومنهاج حياتهم فها هو اليوم يزور الشيخ المربي الكريم حمود بن حميد الصوافي خالي فضيلة الشيخ حمود بن عبدالله الراشدي في مشفاه، بعد أن تم ترقيده منذ أيام مُطمئنًا على صحته وقاطعًا مئات الكيلومترات من ولاية سناو إلى محافظة مسقط وفاءً لشيخه ومعلمه الجليل.. إنها لحظات بقدر همم هذه الحياة وبقدر المعروف الذي يصنعه المؤمن وبقدر العلاقة والنهج القويم الذي أمر به رب العالمين فما أروعه من منهاج وما أغلاها من لحظات.

لحظات الوفاء والتي تجلّت في فرحة خالي الشيخ القاضي وهو يستقبل الشيخ المربي طالبه النجيب على سريره بفرح أشرق على وجهه وبسعادة برقت على قلبه فعم المكان نور الصالحين الأتقياء- حفظهم الله.

وفاء الشيخ لشيخه حملته لحظات اللقاء بين سؤال عن صحة خالي القاضي، وبين سؤال عن مسألة أو حدث أو قصة مرّ بها عبر زمانه الذي قارب المائة عام، وبين الشيخين تداخلت الكلمات، والشيخ المربي حمود بن حميد الصوافي يستمع للقاضي بإنصات والفرحة تغمر روحه الكريمة الزاهدة والسرور ارتسم على محياه فرحة بهذا اللقاء وهذه الزيارة. فما أعظمه من لقاء حمل الكثير من السرور إلى خالي فضيلة الشيخ حمود بن عبدالله الراشدي وهو على سرير مرضه.

أروع المُثل يضربها الشيخ المربي الكريم لنا كل يوم وفي جميع مجالات الحياة السعيدة للمؤمن الحق، بين زيارة لمريض وصلة لرحم وتعليم لنشء وقضاء لحوائج الناس وفك الكُرب وإعانة الملهوف وغيرها من القيم السامية النبيلة التي لا يتسع لها مقال ولا حديث.

وفاء الشيخ لشيخه جسدته من قبل زياراته الأسبوعية المتكررة له في مزرعة خالي القاضي- شفاه الله- وهو يصطحب معه طلبة العلم ومُريديه في صورة من صور البِر والإحسان لمشائخه.

حفظ الله الشيخ المربي الكريم حمود بن حميد الصوافي، وأنعم بالشفاء على خالي فضيلة الشيخ القاضي حمود بن عبدالله الراشدي، وجمعهما على خير، وجزاهما الجنان على أفعالهما الخيِّرة.

بمثل هذا الوفاء وهؤلاء الرجال تطيب الحياة، فما أعظمها من لحظات خالدة سُجِّلت بأحرف من نور في سجلات تاريخ هذا الوطن المجيد وعلمائه الأجلاء.