دنيا الغجر (3)

 

مُزنة المسافر

 

 

لقد فجروا المُفاجأة.

اسم الغريب الجديد.

وحكاياته باتت مُتواصلة.

لا تهدأ أمامه الأسئلة.

وتزيد مع حضوره الثرثرة.

لا يغيب عنه الغزل.

ونفسه دوماً في خجل.

حين تسأل النسوة.

جوانا: هل ترقص مثلنا في الوحل؟

لك حذاء الجنرالات.

هل تعرف الكلمات المسكونة بالحدة واللذة؟

وأكمل لنا حكاية وطنك.

أخبرنا عن القلعة الحصينة.

وعن البيوت الحجرية الرصينة.

وعن الخبز المشُبع بالسكر.

وأخبرنا عن سُمرة النساء.

أم أنهن كبياض السحب؟

وهل تُدرككم الشمس؟

أم تخيم سماءكم غيوم وزغب؟

ماذا عن الأشجار الطيبة؟

هل كل محب يختبئ خلفها؟

ماذا عن الحب والقرب؟

أخبرنا عن دروبك؟

وهل هي وسيعة وفسيحة؟

كما هي أراضي الغجر.

وهل الخيام المزركشة؟

تنُصب هناك؟

وهل تضحكون كثيراً؟

هل ضحكاتكم كما هي ضحكاتنا؟

تتعالى وتتوالى.

وتجعلك تكركر.

وتهرع للبسم.

وهل من وئام يجمعكم؟

كما هو وئامنا.

وهل تنهون يومكم بعناق الأحبة؟

ويبدأ ليلكم بحكاية حول نار مُوقدة.

وهل تسمعون الحاكي بفضول الأفئدة؟

وهل تخفق قلوبكم كما نفعل نحن؟

وهل تشعرون كما نشعر.

وتخبرون كما نخبر.

وماذا لو مال قلبك لنا؟

وصرت غجرياً مثلنا.

هل ستهرب؟

لأنك أريب.

أم ستبقى هنا أيها الغريب.

وهل ستحب إحدانا؟

اقترحت جوانا المرأة الممتلئة بالحيرة.

والغيرة اسم الجميلة داريا.

جوانا: سنقترح لك الجميلة التي تقف على تلك التلة القريبة.

وستكون كاللؤلؤ المكنون.

وستكون بها مفتون يا رجل؟

نيكولاس: ومن هي هذه المرأة؟

جوانا: إنها داريا.

إنها لا تعرف كل شيء.

لكنها قد تشعر بك.

وقد تفهم وجودك.

وتعينك على الزعماء.

تتناقش النسوة بينهن

خطوات داريا الهادئة.

وقالت كلاماً بقوافٍ صامتة. 

كلامها لا يشبه كلام نسوة الغجر.

اللاتي يصرخن دوماً في جهر.

إنها هائمة.

غائمة.

غامضة.

وامضة في أيامٍ كثيرة.

نيكولاس: نادوا عليها.

إن كانت داريا.

قد جاءت لتسلم.

وهل تعلم بالمفاتيح؟

والمصابيح التي تنير القلوب؟

وتأتي بالنور من أقسى الدروب.

جوانا: وماذا تقول أيها الغريب لو اقتربت؟

وسلبت ما لك من مخيلة وتصاوير.

وعبرت أرواح المساجين.

والأسرى من الغجر.

وحررتهم جميعاً.

من غدر القاطنين للقلعة.

ومن يعيشون على ألف شمعة وشعلة.

ستكون النبيهة الأبية.

التي لن تجعل لأسرك معنى.

وسيكون لها حولك رقص ومغنى.

ولن تتركك حتى تهجرك.

وتتسيد باسم الغجر.

صدقني إنها نوعٌ آخر من البشر.

تعليق عبر الفيس بوك