دنيا الغجر (2)

 

 

مُزنة المسافر

 

 

استفق أيها الغريب.

سمعها الغريب. 

وسط بلبلة غير مسبوقة.

وقبعته مسحوقة.

أسفل وحل الخيام.

ووجد الغريب نفسه.

غير قادر على الاستيقاظ.

لم يجد خيله وسرجه.

وأين بزته؟

لقد سرقها أحدهم.

استفاق وندد وهدد.

أن أحدهم سرقه.

 

حتى جاءت العجوز ماتيان.

وطمأنته.

أنه قد تجاوز الاختبارات الكثيرة.

ولا يمكن لأحدهم أن يتجاوز اختبارات الغجر.

لأنه الغريب الذي تمكن من النيل والكسب.

بالقلوب وأن يكون بين كل الدروب.

 

العجوز ماتيان:  سنتحرك الليلة باتجاه الجنوب.

 

الغريب: ماذا حدث؟

 

 

العجوز ماتيان: لقد انتهت المعركة.

هل ستذهب لباقي الجنرالات وأنت خائب؟

دعك هنا، فأنت لهم الغائب.

 

دخل الخيمة.

رجل عملاق بسترة جلدية.

وجرح لم يطب على وجنته اليسرى.

إنه الزعيم ستيفان، واقترب من جسد الغريب الهزيل.

 

الزعيم ستيفان: لقد دسوا السم في عقلك.

يا صاح.

والقسم قد ارتسم على محياك.

أنت واحد مننا.

 

الغريب: لماذا أنا هنا؟

 

العجوز ماتيان: هل نسيت أنك تركتهم.

لقد هزموا جميعهم.

وماتوا.

وبقيت أنت الحي الذي يرزق.

 

الزعيم ستيفان: سنتحرك إلى الجنوب الليلة.

 

تحركت الأرجل.

والعيون المنتظرة.

والحصي المتناثرة.

الآن على العربة.

 

وجاء وقت الليل.

وتجمع الغجر في جموع كثيرة.

وصاروا كالغربان الغاضبة.

يتقاسمون الأشياء.

بينهم دون أي خجل.

أو وجل.

ومضي كل رجل بسكينة مسننة.

والنساء بالفساتين المزينة بالأجراس.

والأصداف، والخلخال الذي ارتمى فوق الأقدام.

وتوغلوا في الطين بنفس الحنين.

للرحيل.

 

وصاروا يرددون كلمات الذهول.

حين يقترب الشفق.

ويلامس أجبنتهم بغمامة من قلق.

ويشعرون أن المضي.

قد أعلن وقته.

والعودة للمعارك وإلى نفس تلك المسالك.

التي غادروها.

لن يعود عليهم بأي فائدة.

 

لقد ظفروا بلا شئ.

غير ذاك الغريب.

إنه الجنرال المنزوع الهمة.

وأنه يوماً ما كان في تلك القمة.

وهو الوحيد الذي لم يهين الغجر يوماً.

ولم يأتي على ذكرهم بسوء.

لذا قرروا أن يبقوه حياً يرزق بينهم. 

ويمضي في طريقهم.

ويعيش وسط أعشاشهم المؤقتة.

المنوهة على الدوام بالرحيل.

والصهيل.

 

وحين توقفت العربات.

نصبوا الخيام من جديد.

وناقشوا اسم الغريب.

 

العجوز ماتيان: الغريب؟

هل سيكون باسمه الحقيقي أم سنعطيه اسماً غجرياً؟

مثل أسماءنا الرنانة.

الغنانة.

لا أدري، إن كان يأبه.

 

الزعيم ستيفان: إنه يأبه بالتأكيد.

ماذا عن نيكولاس؟

 

العجوز ماتيان: نيكولاس؟

من يظفر بالأشياء.

وماذا لو ظفر بنا جميعاً؟

 

الزعيم ستيفان: لن يحدث يا ماتيان.

سيكون دوماً الغريب بيننا.

 

العجوز ماتيان: أيها الغريب

أنت من الآن فصاعداً ستكون نيكولاس.

 

الغجر لهم ثلاثة أسماء يا بُني.

اسم يولدون به.

واسم يسمعونه من غيرهم ولا يرددونه.

واسم يخُبرون به الغرباء.

فأنت أمام الغرباء ستكون نيكولاس.

 

الغريب: نيكولاس!.

 

تعليق عبر الفيس بوك