د. أحمد بن علي العمري
سلطنة عُمان بلد التاريخ العريق الضارب في جذور التاريخ والممتد لملايين السنين وأنا أنصح كل عُماني وكل زائر للسلطنة بزيارة متحف عُمان عبر الزمان؛ حيث التأكيد على هذا المفهوم بالدليل القاطع.
وبما أننا بصدد الحديث عن الهجن في هذا المقال، فقد انتهينا مؤخرًا من مهرجان البشائر الذي تكفل ويتكفل به منذ عدة أعوام صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان، وهو أول رئيس لاتحاد الهجن في السلطنة، وهو الذي أسس لهذا الاتحاد وأرسى قواعده، وأكسب هذا النشاط أهمية بالغة، وجعل الكثير من المواطنين ومربي الهجن يستفيدون من هذه الرياضة الأصيلة من مُربّين ومضمرين ومهتمين، وصارت هذه المهنة تدرّ دخلًا مناسبًا على أصحابها.
وبمجرد انتهاء مهرجان البشائر، بدأت منافسات مهرجان كأس جلالة السلطان المعظم للهجن، على مضمار الفليج بولاية بركاء، دعمًا لهذا الموروث الشعبي المُهم في مجال الهجن عبر الخيالية السلطانية. والجميع يتذكر رقصة الناقة المشهورة مع الفرقة الحماسية أثناء المشاركة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وإتقانها وتناغمها مع الفرقة؛ وهو دليل على الأصالة والتدريب والترويض الدقيق.
ولا ننسى أن حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- كان أول رئيس للاتحاد العُماني لكرة القدم، ونحن جميعًا نفتخر بهذا لأنَّ جلالة السلطان المعظم رياضي وسياسي محنك واجتماعي من الطراز الأول.
وقد تذكرتُ مقولة خالدة للسلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- عندما قال في بداية النهضة "سياستنا دائمًا هي التقريب بين الحاكم والمحكوم ترسيخًا للوحدة الوطنية"، والحمدلله رب العالمين العلاقة بين جلالة السلطان وشعبه الوفي راسخة ومتينة وقوية.
هنا لا نملك سوى الدعاء لرب العالمين أن يحفظ عُمان آمنة مستقرة، وأن يبارك لنا في عمر سلطاننا ويحفظه.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.