فايزة سويلم الكلبانية
السابع من أكتوبر 2023.. طوفان الأقصى.. عملية للمقاومة.. وأسرى يسقطون.. قصف.. صواريخ.. غارات جوية.. حماس وإسرائيل.. إخلاء غزة.. اقتحام المستشفيات.. اعتقال المدنيين والأطباء.. هدنة وتبادل الأسرى.. جنوب أفريقيا ومحكمة العدل الدولية.. اليمن وأنصار الله.. مفاوضات وقف إطلاق النار.. شهداء.. جرحى.. مجاعة.. أوبئة.. إبادة جماعية.. تطهير عرقي.. إنزال للمساعدات.. مجزرة الطحين..
كلها عبارات مؤلمة كثر تداولها أمام مسامع العالم عبر الكثير من وسائل الإعلام، وقنوات التواصل الاجتماعي المختلفة، وتسلسل زمني لأحداث "طوفان الأقصى" منذ السابع من أكتوبر 2023، وصولًا لتحقيق الأهداف الصهيونية بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي في حق أهل غزة، وبدعم أمريكي بريطاني، لكن قد تكون المقاطعة هي السلاح الذي استطاعت من خلاله شعوب العالم التأثير على اقتصادات هذه الدول، فأصبحت ثقافة لدى الصغار قبل الكبار لنصرة أهل غزة ولو بالشيء القليل، مقابل تضحياتهم اليومية العظيمة.
من هذا المنطلق نأمل من رواد الأعمال أن يحولوا هذه الأزمة إلى فرصة؛ فاليوم لا نحتاج إلى مقاطعة منتجات الدول الداعمة لإسرائيل، إنما نحن بحاجة لطرح بدائل وطنية قادرة على المنافسة بقوة. المقاطعة فرصة للشباب العماني وأصحاب الأعمال والمشاريع ليتفننوا في التسويق لمشاريعهم وأخذ الصدارة في الأسواق ليكون المنتج العماني البديل الأول أمام كل منتج وعلامة تجارية عالمية قد تكون داعمة للكيان الصهيوني المحتل، وتكون العلامة التجارية العُمانية بديلًا أبديًا.
من خلال سطور مقالي هذا اقترح أن يبدأ العمل الجاد لتأسيس "شركة عُمان للوجبات السريعة"، بحيث تكون شركة مساهمة عامة تعمل كعلامة تجارية عمانية تضم تحت مظلتها عددًا من العلامات التجارية العُمانية والمشاريع التي من الممكن أن تمثل بدائل للمنتجات العالمية، من عصائر ومشروبات ومطاعم، ومقاهٍ وكماليات وغيرها من متطلبات الحياة، ويتم تطوير وتسويق هذه الشركة ودعمها من الجهات المعنية ومن الممكن أن يتم تنفيذ الفكرة على مستوى المحافظات بدعم من الجهات المعنية بالمحافظات كمكاتب المحافظين، والبنوك وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والجهات ذات العلاقة، بحيث نوجد شركة عمانية للوجبات السريعة في كل محافظة، وستكون كمشروع لأحد رواد الأعمال وقد يكون باحثًا عن عمل لديه الفكرة وينقصه التمويل والتوجيه، وهذا المشروع سيتيح توظيف عدد كبير من الشباب العمانيين الباحثين عن عمل في كل محافظة.
ومن منطلق التركيز على تنمية المحافظات كذلك، سيكون لهذا المشروع جدوى اقتصادية كبيرة لأنه سيخلق فرص عمل للباحثين للانضمام لهذا المشروع الطموح، وفرصة لرواد الأعمال لينضموا تحت مظلة شركة واحدة بمختلف منتجاتهم، والأهم من هذا كله سيكون لمثل هذه الأفكار والتوجهات قيمة مضافة أكبر بما يدعم استدامة اقتصادنا الوطني وتنويع مصادر الدخل.
اليوم.. البعض يرى أنَّ المقاطعة لمنتجات الدول الداعمة للاحتلال الصهيوني ستتسبب في تسريح أعداد كبيرة من المواطنين، لكني لا اتفق مع هذا الطرح، خاصة وأنه مع تأسيس الشركة المقترحة سيكون المواطن قادرًا على إيجاد البدائل بعد ما استطاع أن يبني خبراته، ومن ثم يعمل على البدائل ويحوِّل خبراته نحو تطوير وتحسين المنتج.
إن فكرة مقاطعة أي منتج للضغط على الحكومات الداعمة للكيان الإسرائيلي، تستحق منَّا كل الدعم والتأييد، لا سيما وأننا قادرون على إيجاد البدائل، وتقديم نموذج اقتصادي مستدام يُحتذى به.