د. أحمد بن علي العمري
في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، كُنَّا نُشارك في البطولات الرياضية من أجل المشاركة والحضور وإثبات الوجود، لكن بعد حقبة التسعينيات بدأنا نحقق الإنجازات والبطولات وبدأ الشعب العماني يتغنى بالأمجاد والبطولات "نكون في المركز الأول ما نقبل الثاني"..
نعم، هكذا مضينا سواءً على مستوى الأندية أو المنتخب وفرحنا جميعاً وانتشينا حتى بطولة كأس الخليج التي أقيمت في البصرة والتي أهديناها للمنتخب العراقي بسبب قرار إداري ظالم، وإلّا كيف يلعب منتخب نهائي بطولة بدون حضور جماهيري ولا مشجع واحد، وكان الأجدى أن ننسحب من البطولة ونُهديها للأشقاء العراقيين المتعطشين لها، وتكون من "كريم إلى مستحق"، وقد قلتها في مقال لي حينها، لكن لا حياة لمن تنادي!
لقد تابعت الكثير من المعلقين والمحللين والمنتقدين وربما بالغ أغلبيتهم بوجود حزن في كل بيت عُماني (الله يبعد عن عُمان وسلطانها وشعبها كل الأحزان والمآسي)، إذ إنني لا أتفق مع هذا، والبعض الآخر حمّل المسؤولية لمثلث المنتخب: المدرب ومجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم واللاعبين، وأنا أقول إن جميعهم يتحمل المسؤولية، ولكن يا إخوة يا أعزاء دعونا نتحدث بواقع ومنطقية لنضع النقاط على الحروف، إن أي قوة لأي منتخب تنبع من قوة الدوري المحلي، ونحن بصراحة شديدة دورينا ضعيف جدًا؛ بل إن هناك 6 أندية أو أكثر أوقفت نشاطها الكروي بسبب قلة الموارد المالية، لأنَّ رئيس مجلس إدارة النادي يأتي إلى منصبه ويصرف كل ما يملك للوصول بالنادي إلى الصدارة، لكن عندما تنضب الموارد يغادر، ويبدأ النادي في العد التنازلي نحو الهاوية!
يحدث ذلك بينما نجد دول المنطقة تُقوّي من دورياتها وتستقطب ألمع نجوم العالم للعب في دورياتها، أما نحن فدورينا يعاني الضعف، والحل كما ذكرت في مقال سابق أن تتبنى كل شركة كبيرة نادي وتدعمه وتعتبر ذلك نوعًا من الدعاية والتسويق لها.
وعليه إن لم تكن هناك شركات مقتدرة داعمة أو تدخل حكومي للإصلاح وتقويم الأمور وتصويبها، فإنني أقترح وقف نشاط كرة القدم نهائيًا، وأن نتجه للهوكي والكريكيت أو حتى التقاط الأوتاد؛ لأن المثل يقول "إما أن تكون أسدًا مقاتلًا أو ثعلبًا مُطيعًا".
أما عن تغيير المدرب أو الإداره أو اللاعبين، فهذا أمر لا خلاف عليه؛ فالمدرب قد يكون بذل جهدًا وربما نجح في بعض الجوانب، لكنه ليس مدرب المرحلة المقبلة، والإدارة نقول لهم "شكر الله سعيكم" واللاعبين نقول لهم "شكرًا لما بذلتموه من أجل عمان".
إننا لا نريد للجماهير العمانية أن تعيش على أمل وتتحمس وفي النهاية يُصدم بما يحدث في كل بطولة.
عمان فيها الخير وفيها الرجال الميامين وفيها الماجدات العمانيات، تاريخها مجيد وحاضرها مُبهر ومستقبلها مشرق بإذن رب العالمين، وهذه هي القناعة المترسخة في نفس كل عماني وعمانية، خاصة وأننا نعيش في ظل النهضة المتجددة بقيادة مولانا المُجدد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.
حفظ الله عمان وسلطانها العظيم وشعبها الأبيّ.