الخيبات المتتالية لمنتخبنا الوطني!

 

سالم بن نجيم البادي

سئمنا من قول هاردلك لمنتخبنا الوطني وأصابنا اليأس في إصلاح واقع كرة القدم بعد الخسائر المتتالية والخروج المبكر والمذل من البطولات القارية والإقليمية، وكنت قد كتبت مقالا بعد ما حدث لمنتخبنا في بطولة كأس الخليج الأخيرة في البصرة وألقيت باللوم على اتحاد كرة القدم الذي كان ضعيفا ومتخاذلا في مواجهة تلك الأحداث.

ومنذ ذلك الوقت، لا جديد لدى هذا الاتحاد وواقع كرة القدم لم يتغير فيه شيء منذ زمن بعيد، وقد هلكونا بحكاية الحصان الأسود الذي لا يُقهر حتى صار مجالًا خصبًا للتندر والسخرية من القريب قبل البعيد.

أعتقد أن مشكلة الرياضة عندنا تكمن في قلة الإمكانيات المادية وفي غياب إدارة فاعلة ونشطة ومبتكرة ومجنونة ومغامرة ومتميزة ومختلفة تفكر خارج الصندوق، وأن لا تكون مصابة بمرض متلازمة التشبث بالكرسي إلى ما لا نهاية. ولو كانت لدينا الأموال الكافية لمنحنا اللاعبين رواتب ضخمة تجعلهم يتفرغون لكرة القدم ويحترفونها ولا يعشقون غيرها، ولو كانت لدينا الأموال سوف نخصص مكافأة مجزية لكل لاعب في حال الفوز أو حتى التأهل للنهائي، وبالمال سوف تشتري أشهر اللاعبين المحترفين في العالم لتبادل الخبرات وجذب الجماهير، وبالتالي جذب الإعلانات وبهذا نخلق دوريا قويا يدر دخلًا ماليًا مجزيًا وبالمال سوف نكثر من معسكرات التدريب في الخارج ومن المباريات الودية مع الأندية العريقة والشهيرة في مختلف الدول المتقدمة في المجال الرياضي، وبالمال سوف نبني ملاعب تضاهي أرقى الملاعب في العالم، وبالمال كنَّا سوف نبني أكاديمية رياضية تبحث عن المواهب من المدارس والأندية في الولايات ومن الفرق الرياضية المنضوية تحت هذه الأندية.

وسوف يتم صقل هذه المواهب وتبنيها حتى تنضج ثم ضمها للمنتخب أو الأندية، وينقصنا وجود استراتيجية لجذب الجماهير لمساندة وتشجيع الأندية في الدوري؛ حيث يلاحظ العزوف الكبير من قبل الناس عن حضور مباريات الدوري، وأن الأندية تشتكي من أن مبلغ الجوائز المقدمة من الاتحاد زهيدة جدا، وهو ما أدى إلى عدم مشاركة بعض الأندية في الدوري، وفي كل الأحوال تحتاج الرياضة عندنا إلى غربلة شاملة من الألف إلى الياء، وإلّا فاننا سوف نظل ندور في حلقة مفرغة وسوف نبقى نندب حظنا.

وحال الرياضة عندنا محلك سر ولا جديد غير خيبة الأمل، والعودة بخفي حنين في كل مرة، وكبوات حصاننا الأسود، كثرت حتى أصبحت لا تُطاق.