وأخيرًا.. هل ينتصر القانون على السيف؟!

 

خالد بن سعد الشنفري

أخيرا وبعد 76 عاماً من جثوم  الاحتلال الإسرائيلي البغيض على صدر وقلب العروبة "فلسطين المحتلة" بعد أن مكنته أُم الاستعمار القديم "بريطانيا" ووعد بلفورها المشؤوم وتولاها بعد ذلك بالتناوب الاستكبار الأمريكي وزبانيته.

أخيرا وفي يوم الخميس 11/1/2024 فتح باب المرافعة القانونية لجلسات الاستماع العلنية بشأن تهمة إسرائيل بارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في قطاع غزة بناءً على دعوى رفعتها دولة جنوب أفريقيا وأيدتها عشرات الدول في سابقة تاريخية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

قدم في هذا اليوم ممثل جنوب أفريقيا، سفيرها لدى هولندا طلبًا نيابة عن دولته وفريقها من المحامين جاء فيه: تطلب جنوب أفريقيا كدولة طرف في اتفاقية "منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية" من المحكمة كمسألة ذات أهمية قصوى. وقد تضمنت الإجراءات التي طلبتها جنوب أفريقيا من المحكمة: وجوب تعليق إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة على الفور، والتوقف عن أي خطوات تتعلق بمواصلة العمليات العسكرية والكف عن ارتكاب أي وكل الأعمال التي تقع ضمن نطاق المادة الثانية من الاتفاقية، وبشكل خاص "القتل أو التسبب في أذى جسدي أو عقلي خطير ومنع أي تدابير تهدف إلى منع الولادات واتخاذ جميع التدابير لمنع الإخلاء والتهجير القسري للفلسطينيين من منازلهم وحرمانهم من الوصول إلى الماء والوقود والصحة والملبس والنظافة. وقد قدمت جمهورية جنوب أفريقيا ملفا محكما في كل ذلك من 84 صفحة مدعماً بالأدلة الدامغة.

لقد تعلقت أنظار وأسماع العالم جميعًا في هذا اليوم المشهود جميعا من أدناه إلى أقصاه بلاهاي هولندا المحتضنة لمحكمة العدل الدولية ترقب جلسات ومداولات هذه الدعوى التاريخية من عمر الصراع الطويل بين المحتل الصهيوني الغاشم لشعب فلسطين المناضل الصامد على مدى عقود من الزمن وأجيال من شعبه في الداخل والخارج بانتظار العودة مجددا.

لطالما تغنى العرب تاريخيا بالسيف؛ فقد قال أبو تمام الطائي أحد أهم أمراء البيان العرب:

السيف أصدق أنباء من الكتب

في حده الحد بين الجد واللعب

بيض الصفائح لا سود الصحائف

في متونهن جلاء الشك والريب

إلا أنه على ما يبدو أن شاعر العرب الحديث نزار قباني وبعد أن عاصر هزائم العرب الأخيره المتكررة بالسيف ذهب إلى قبر خالد ابن الوليد بدمشق يرثي العرب أمامه:

ابن الوليد ألاسيف تؤجرنا

فكل أسيافنا قد أصبحت خشب.

هل فقد عرب اليوم سيفهم قبل أن يستبدلوه بالقانون كوسيلة العصر وفقدوا الاثنين معًا.

عزاؤنا في سود صحائف قانونيي جنوب أفريقيا أمام محكمة لاهاي ولبقايا سيوف العرب بيد مجاهدي حماس التي منحت الأمل لشعب غزة الصابر فصمد.

إنما النصر صبر ساعة.